لم تطرأ أي تغييرات ملحوظة على خريطة النتائج الأولية لانتخابات برلمان كردستان، على الرغم من أن الساحة السياسية في الاقليم شهدت ومنذ الدورة الثالثة بروز أحزاب وحركات سياسية جديدة.
إذ استحوذ الحزبان الرئيسيان في إقليم كردستان، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، على أغلب الأصوات في سادس انتخابات يشهدها إقليم كردستان، لتبدأ مبكرا مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة لكردستان.
وأظهرت نتائج أولية غير نهائية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق لنتائج الانتخابات أمس الاثنين أن نسبة المشاركة تجاوزت 72% للتصويت الخاص والعام في انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق تقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني يليه حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني يليه حزب حركة الجيل الجديد ثم الاتحاد الإسلامي الكردستاني.
وتعني النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات عدم حدوث تغييرات تذكر على الوضع السياسي في إقليم كردستان العراق حيث احتفظ الحزب الديمقراطي بمكانته التي تخوّل له العودة مجدّدا إلى قيادة سلطات الحكم الذاتي في الإقليم، بينما احتفظ حزب الاتحاد الوطني بمكانة الشريك الأول له، بعد أن كانت قيادته قد أعلنت طموحها نحو القفز بالحزب إلى المرتبة الأولى رافعة شعار تغيير مسار الحكم.
إذ قال عضو الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي، في تصريح تابعته “العالم الجديد”، إن”مفوضية الانتخابات اعلنت النتائج الاولية للاقتراع في اقليم كردستان، حيث ننتظر اعلان النتائج النهائية بعد النظر بالطعون من اجل البدء بالحراك نحو تشكيل الحكومة الجديدة”.
وأضاف أن “الاتحاد الوطني سيفتح ابوابه نحو الاحزاب السياسية الاخرى من اجل انشاء التحالفات كي يتم المضي بتشكيل الحكومة الجديدة، حيث لن يكون الاتحاد صانع للازمات في الإقليم”.وبين أن “الاتحاد عازم على الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، بعد اعلان نتائج الانتخابات النهائية وفتح باب التفاوض والمباحثات مع باقي الأحزاب، خصوصا ان الاقليم مضت عليه سنتين بحكومة تصريف الاعمال ويحتاج الى حكومة اصيلة لادارته”.
وهنأت السفيرة الأمريكية لدى بغداد، ألينا رومانوسكي، أمس الاثنين شعب كردستان والأحزاب السياسية بنجاح العملية الانتخابية لبرلمان إقليم كردستان، مؤكدة أن تشكيل حكومةٍ جديدة “سيمهّد الطريق أمام حكومة إقليم كردستان لتعزيز مؤسساتها الديمقراطية، وتعزيز حقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية وتعزيز صمود الإقليم”.
دعا رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، مساء أمس الاثنين، إلى تشكيل حكومة جديدة في إقليم كردستان قادرة على تعزيز الاستقرار وبناء اقتصاد أقوى.وتظهر التجارب الانتخابية التي أجريت في العراق ككل منذ ما بعد سنة 2003 وجود تعقيدات تعقب كل استحقاق انتخابي وتؤدّي في الغالب إلى تأخير في ترتيب شؤون السلطة بسبب التنافس الشديد على مناصبها واستسهال نثر التحالفات وإعادة تشكيلها على أسس مصلحية خالصة لا علاقة لها بالمبادئ والأفكار والبرامج.
وخاض الانتخابات 14 حزبا وتيارا سياسيا الى جانب مستقلين في الدورة الانتخابية الحالية في الإقليم، فيما يبلغ عدد من يحق لهم التصويت في الإقليم مليونين و683 ألفا و618 ناخبا.وجرت آخر انتخابات لبرلمان كردستان في أيلول سبتمبر عام 2018، وجاء الحزب الديمقراطي الكردستاني، بالمرتبة الأولى من خلال حصوله على 45 مقعدا، فيما حل الاتحاد الوطني ثانيا بحصوله على 21 مقعدا فقط.يشار إلى أن العمل في برلمان الإقليم قد تعطل منذ عامين بقرار من المحكمة الاتحادية في بغداد، وذلك لعدم التمكن من إجراء الانتخابات بسبب خلافات بين القوى الكردية.