19 Oct
19Oct


أكثر من أسبوعين مرت على إعلان العراق والأردن، إكتمال الربط الكهربائي وجهوزيته للدخول بالخدمة، لكن التيار الكهربائي لم يطلق حتى الآن، ما أثار تساؤلات إن كان التأخير بسبب مشاكل، إلا أن وزارة الكهرباء نفت وجود عائق وأكدت مجددا أن الكهرباء ستطلق خلال أيام، لكن خبيرا بالطاقة قلل من أهمية هذا الربط، مشيرا إلى أن تكلفته المرتفعة لا توازي كمية الطاقة القليلة.
ويقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد العبادي، خلال حديث لـه، إن "الأنباء التي تتحدث عن توقف مشروع الربط الكهربائي ما بين العراق والأردن، أو حدوث مشاكل غير صحيحة".
ويضيف العبادي، أن "المشروع مكتمل بنسبة 100 بالمئة، وفي الأيام المقبلة سيدخل حيز التنفيذ، ولا توجد أي معوقات"، مبينا أن "المشروع سيكون عبر مرحلتين، المرحلة الأولى تزويد منطقة الرطبة في الجانب العراقي بجهد 132 كيلوفولت، والمرحلة الثانية تزويد منطقة القائم في الجانب العراقي بجهد 400 كيلوفولت".
وكان وزير الكهرباء زياد علي فاضل، أعلن في 30 أيلول سبتمبر الماضي، عن إنجاز مشروع الربط الكهربائي مع الأردن بشكل كامل، مؤكدا في حينها، أن إطلاق التيار الكهربائي سيكون خلال أيام فقط.
يذكر أن إعلان الوزير العراقي، جاء بعد أيام فقط من إعلان وزارة الطاقة الأردنية، جاهزية الربط الكهربائي وإنجاز المشروع من جانبها، وأنها انتهت من كافة الأمور الفنية واللوجستية، 

وأكدت: أن المسألة في يد الجانب العراقي حاليا.
يشار إلى وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة، أعلن في آب أغسطس الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع العراق، يجري تنفيذه على مرحلتين، ففي مرحلة الربط الأولى تم الاتفاق مع الجانب العراقي على البدء بخط الربط بين منطقتي الريشة- الرطبة، ويعتمد على جهد متوسط، والثانية هي الربط بين منطقتي الريشة مع القائم وبقدرة 400 كيلو فولت.
من جهته، يوضح الخبير في شأن الطاقة صلاح الموسوي، خلال حديث لـه، أن "مشروع الربط الكهربائي بين العراق والأردن لن يحل أي شيء من أزمة الطاقة التي يشهدها العراق، كما أن تكلفة المشروع عالية جداً مقابل كمية الطاقة المنقولة القليلة، وهذا هدر بمليارات الدولارات".
ويتابع أن "العراق سيبقى يعاني من النقص الكبير في الطاقة الكهربائية، لأن مثل هذه المشاريع لا تحل الأزمة، فالحل يتم عبر تشغيل كامل محطات الكهرباء بالغاز العراقي، ووقف عمليات استيراده من إيران أو غيرها، أما الاعتماد على مشاريع الربط الكهربائي مع الأردن وغيرها لا يحل الازمة، بل سيكون خسارة جديدة للعراق".
يشار إلى أن مراقبين، أكدوا في وقت سابق، أن الربط الكهربائي بين العراق والأردن من جهة، وبين الأردن ولبنان وسوريا من جهة أخرى، جاء ليعضد مسار التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة بدفع من دول الاتحاد الأوروبي بهدف الحفاظ على الدول الهشة من الانهيار .
وكان العراق قد صرف خلال الأعوام 2006- 2017 أكثر من 34 ترليون دينار أي نحو 29 مليار دولار، لتحسين وضع الكهرباء في العراق، لكن ما تحقق من طاقة انتاجية هو نصف الطاقة التصميمية التي صرفت عليها هذه المبالغ، وذلك حسب هيئة النزاهة العراقية.
ويعتمد العراق على الغاز الايراني في تشغيل محطات الطاقة الكهربائية، حيث يحصل على استثناءات دورية من واشنطن لاستيراد الغاز الايراني، نظرا للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
يذكر أن تطوير قطاع الكهرباء في العراق، دائما ما تضمنه الموازنات، وكان آخرها موازنة 2022، حيث تضمنت بنودا عديدة حول صيانة محطات الطاقة الكهربائية، وذلك بعد أن تضمنت موازنة 2021 قروضا بضمانات مؤسسة الصادرات الدولية بقيمة 145 مليون دينار، و100 مليون دولار، فضلا عن تمويل صيانة محطة الدورة في بغداد بمبلغ 301 مليون دولار.
يشار إلى أن، العراق وقع مع السعودية في عام 2022، اتفاقا لإنشاء ربط كهربائي، ليضاف إلى الربط الموجود مع إيران، لكن الربط الخليجي حتى الآن لم يكتمل، على أمل أن يدخل الخدمة نهاية العام المقبل.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة