أعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الأربعاء، أن مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية الموالية لإيران، اختطفت إسرائيلية تحمل أيضاً الجنسية الروسية، تُدعى إليزابيث تسوركوف. يأتي ذلك فيما كشف مسؤول عراقي تفاصيل الواقعة.
وذكر ديوان نتنياهو في بيان عمّمه على وسائل الإعلام، أن تسوركوف اختُطفت منذ عدة أشهر في العراق، وهي في قبضة "كتائب حزب الله".
وأضاف ديوان نتنياهو أن تسوركوف على قيد الحياة، محمّلاً العراق مسؤولية مصيرها وسلامتها.
وأشار البيان إلى أن المخطوفة دخلت العراق بواسطة جواز سفرها الروسي، وبمبادرتها الشخصية من أجل إجراء أبحاث أكاديمية لجامعة برينستون في الولايات المتحدة.
وتتابع الجهات الإسرائيلية القضية.
وتجري تسوركوف التي خدمت في الجيش الإسرائيلي، بحثاً لرسالة الدكتوراه، تقارن فيه بين الحركة الصدرية والقوات العراقية، وقد أجرت بحثها الميداني في العراق ولبنان، حسب الإعلام الإسرائيلي.
وذكر موقع قناة "كان" التابع لهيئة البث الإسرائيلية أنه في الأيام الأولى بعد اختفائها، ظهرت تقارير في بغداد عن "اختطاف سيدة روسية تحمل الجنسية الأميركية"، وربما كان الحديث عن تسوركوف. وبحسب مصدر عراقي، وفق ما أوردته "كان"، فإن زوركوف لا تحمل الجنسية الأميركية، ولكن جنسية مزدوجة إسرائيلية وروسية.
وأضاف موقع "كان" أن تسوركوف دخلت العراق، بعد تحذيرها بعدم العودة إلى هناك. وزارت في البداية إقليم كردستان قبل وصولها إلى بغداد.مسؤول عراقي: هذه تفاصيل الواقعة
في غضون ذلك، قال مسؤول أمني عراقي في مستشارية الأمن الوطني بالعاصمة بغداد، إن حادث اختطاف مواطنة أجنبية روسية دخلت بجواز سفر أميركي إلى العراق، "صحيحة".
وأشار المسؤول إلى أنه "يجري التنسيق مع عدة أجهزة أمنية لمعرفة الجهة الخاطفة وتحريرها"، مؤكداً أن تصريحات "سلطة الاحتلال الإسرائيلي بكون المختطفة إسرائيلية، عائد إلى أنها تمتلك أكثر من جواز سفر كباقي المستوطنين في فلسطين المحتلة"، وفقاً لقوله.
وفي التفاصيل، أكد المسؤول في اتصال عبر الهاتف، طالباً عدم الكشف عن هويته، أن قوات الأمن تلقت بلاغاً في 27 مارس/ آذار الماضي، بإنزال "مجموعة مسلحين سيدة أجنبية في العقد الثالث من العمر من سيارة تستقلها مع آخرين بمنطقة الكرادة وسط بغداد، ونقلها إلى جهة مجهولة تحت تهديد السلاح".
ولفت إلى أن المعلومات المتوافرة "قليلة جداً حول الخاطفين، باستثناء كونهم استقلوا سيارة بيك أب بيضاء وأخرى من طراز جي أم سي سوداء كانت ترافقها، ولا تحمل السيارتين أي لوحات تسجيل".
وأكد أن المعلومات تؤكد أن المختطفة روسية وتحمل جواز سفر أميركياً، ولديها عدة زيارات سابقة للعراق، وهي مهتمة بمجال حقوق الإنسان والبيئة وجوانب اجتماعية مختلفة، وغطت قصصاً مع منظمات دولية وأممية.
فيما قال سياسي آخر في بغداد، إن المختطفة محتجزة عند فصيل مسلح حليف لطهران، وصفه بـ"النافذ"، وأكد أن "حكومة محمد شياع السوداني تسعى لتحريرها بالتفاوض، بعد الإخفاق في التوصل الأمني إلى أي حل رغم اعتقال عدد من المشتبه فيهم خلال العملية".
واعتبر السياسي العراقي أن المكان الذي اختطفت فيه الأجنبية يؤكد أن الجهة الخاطفة فصيل مسلح يمتلك غطاءً أمنياً مناسباً، قد يكون هويات وتراخيص أحد الفصائل المنضوية ضمن الحشد الشعبي.
في السياق ذاته، نقلت قناة "صابرين نيوز"، المرتبطة بمليشيا "كتائب حزب الله" العراقية سلسلة من التعليقات على إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي اختطاف إسرائيلية في العراق على يد جماعة وصفها بأنها شيعية.
ونقلت القناة تغريدة للمختطفة، وهي تعلّق على عملية عسكرية قضى فيها أحد أفراد "كتائب حزب الله"، مع تهكمات ساخرة.
الخبير بالشأن الأمني والسياسي العراقي، أحمد النعيمي، اعتبر أن إعلان الحادثة، رغم مرور أكثر من 3 أشهر عليها، "قد يكون بعد فشل المفاوضات مع الخاطفين"، مبيناً أنّ من غير المؤكد تماماً ما إذا كانت المختطفة في منطقة الكرادة ببغداد هي ذاتها التي يعنيها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً أن الرواية العراقية تتحدث عن روسية أميركية دون الخوض في ديانتها، لكن المؤشرات كلها تشير إلى أنها ذات المختطفة.