يُعتقد البعض أن ما يُعيق موضوع اختيار رئيس جديد لمجلس النواب هو انقسام الكتل السياسية السنية وعدم اتفاقهم على دعم مرشح واحد، وهذا في جوهر الأمر حقيقة مجتزأة للصراع الدائر بين الكتل السياسية داخل العملية السياسية للسيطرة على مفاصل الدولة.
فقد اعاق ايضا، اختلاف كتل الإطار التنسيقي على دعم مرشح واحد عملية حسم الاختيار في ظل الصراع الظاهر فيما بين اطرافه ومحاولتهم دعم شخصية ما على حساب الأخرى.
ويُرجّح البعض وجود نية من الاطار في إبقاء النائب الأول لرئاسة مجلس النواب محسن المندلاوي في رئاسة المجلس، ممّا يُتيح لهم السيطرة مطلقة على كافة مفاصل الدولة.
وفي هذا الموضوع، يشير مصدر سياسي مطلع إلى أن عملية اختيار رئيس جديد للمجلس قد لا تحسم في المنظور القريب والأمر لا يتعلق بالكتل السنية وحدها.وأضاف في حديث لـه أن “أطرافاً داخل الإطار التنسيقي قد بدأت تعد العدة للانتخابات البرلمانية المقبلة وترى أن موضوع استمرار منصب رئيس البرلمان شاغراً يصب في مصلحتها وهي تحاول الإبقاء على الإدارة بالإنابة لحين نهاية الدورة البرلمانية الحالية أو لأطول فترة ممكنة”.
وبين أن “أطرافاً أخرى داخل الإطار ولذات الأسباب تعتقد أن استمرار إدارة البرلمان بالإنابة يوفر بيئة انتخابية غير متوازنة ويرجح كفة طرف على حساب طرف آخر داخل الإطار وهذا الأمر هو ما دعا رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي للدعوة لإجراء انتخابات مبكرة وهو ما رفضته بقية أطراف الإطار التنسيقي”.
وتابع أن “موضوع اختيار رئيس جديد للبرلمان معقد وشائك ولا يمكن حسمه بسهولة”، منوهاً إلى أن “الحديث عن زيارة بارزاني الأخيرة قد حسمت الموضوع هو أمر غير صحيح فالقضية ما تزال معلقة”.
من جانب آخر، قال عضو مجلس النواب عامر الفايز إن “من أولى أولويات مجلس النواب بعد انتهاء عطلته التشريعية في يوم 9 من الشهر الحالي هو حسم منصب رئيس مجلس النواب”.
وأضاف في حديث لـه أن “هناك إصراراً نيابياً لحسم هذا الملف وإنهاء هذه المشكلة وخاصة أن هناك اتصالات مستمرة بين جميع الأطراف من أجل حسم المنصب وخاصة أن هناك الكثير من المتغيرات والانشقاقات والانسحابات التي حصلت”.
وتابع أنه “لحد الآن المكون السني لم يتفق على آلية أو شخصية معينة لتقديمها إلى المجلس فبالتأكيد في مثل هذه الحالة سيلجأ المجلس إلى تطبيق النظام الداخلي وهو خوض الجولة الثالثة للانتخاب لنفس الشخصيات المرشحة حالياً إن لم يستجد جديد في الأيام القادمة”.