05 Apr
05Apr

محافظات تعاني وأخرى تقترب من الاكتفاء الذاتي، هكذا بدت صورة محصول الحنطة هذا الموسم، خاصة بعد تصريح وزير الموارد المائية بالوصول لزراعة 6 ملايين دونم، وهو ما استغربته المحافظات، وأشارت إلى وجود مشاكل بتجهيز المزارعين بالمبيدات والأسمدة ومنظومات الري، لكنهم عزوا ارتفاع نسبة الزراعة للأمطار.

ويقول مستشار محافظ واسط، حسن علوي، خلال حديث لـه، بإن "الخطة الزراعية للعام الحالي في المحافظة كانت بحوالي 16 بالمئة، وبعدها ارتفعت إلى 35 بالمئة، وبدأ الفلاحون بالزراعة، لكن واجهتهم مشاكل الشحة المائية التي أدت إلى تردي المنتج في السنة الحالية بالنسبة لمحصولي الحنطة والشعير، وكذلك أدى تأخر سقوط الأمطار إلى تلكؤ في عملية الرية الأولى".

ويلفت علوي، إلى أن "مستوى غلة هذه السنة منخفض جدا، فالمساحات المزروعة في واسط كانت في العام الماضي، بحدود مليون دونم، أما في الموسم الحالي فلا تتجاوز الأراضي المزروعة 400 ألف دونم، إضافة إلى أن حوالي 70 بالمئة من الفلاحين لم يستلموا المستلزمات الزراعية من الأسمدة واليوريا والمركبات الزراعية بسبب منع الاستيراد والاعتماد على معمل البصرة الذي تعطل بعد أن كان يجهز 100 طن يوميا لكل محافظات العراق وهذا لا يكفي".

وكان وزير الموارد المائية عون ذياب، كشف يوم أمس، أن "وفرة المياه جراء سقوط الأمطار أثرت إيجاباً على تأمين إرواء الأراضي المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير، حيث سمحنا بزراعة مليونين ونصف المليون دونم من تلك المحاصيل، وبعد الاطلاع على صور من الأقمار الصناعية، توضح أنه تمت زراعة أكثر من 6 ملايين دونم، بالاعتماد على المياه السطحية، بسبب تساقط الأمطار مبكراً منذ بداية الموسم، حيث توسع تلقائياً".

وكانت وزارة الزراعة، أكدت سابقا أن الخطة الزراعية للموسم الشتوي الحالي، ستكون مخصصة من أجل الحنطة، لكونه محصولا استراتيجيا، ونعمل للوصول بهذا المحصول لحالة الاكتفاء الذاتي، خصوصاً أن هناك مشاكل كثيرة بقضية استيراد الحنطة من الخارج، لاسيما بعد الحرب الروسية – الأوكرانية، التي أدت إلى ارتفاع أسعار الحنطة في الأسواق الدولية وقلة المحاصيل.

يشار إلى أن العراق حقق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الحنطة في عام 2019، بعد أن كان يستوردها من أمريكا وأستراليا، لكن في العام ذاته تعرضت حقول الحنطة إلى حرائق كبيرة أتت على قرابة 53 ألف دونم.

إلى ذلك، يقول النائب الأول لمحافظ كربلاء جاسم الفتلاوي، خلال حديث لـه، إن "كربلاء بدأت قبل خمس سنوات بزراعة القمح، وكان إنتاجها لا يتجاوز 3 آلاف طن، أما اليوم فقد حققت المحافظة قفزة في زراعة هذ المحصول الإستراتيجي، وذلك من خلال توزيع أراض على المزارعين والتعاقد مع مستثمرين كبار في المحافظة، ومن المتوقع أن يتجاوز المنتج من 110– 125 ألف طن في هذا الموسم، وبذلك يكون قد تم تحقيق الاكتفاء الذاتي للمحافظة".

وعن التحديات التي تواجه زراعة المحصول، يضيف الفتلاوي: "لاحظنا ارتفاعا في أسعار المستلزمات الزراعية كالمرشات المائية، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأسمدة الكيمائية بشقيها، وارتفاع أسعار البذور بشكل كبير جدا"، لافتا إلى "تأخر توزيع الأموال على الفلاحين في العام الماضي، ومع ذلك حقق المزارعون نوعية وكمية جيدة للمنتج بالنسبة إلى محافظة كربلاء".

ويأمل نائب المحافظ، أن "تكون هناك خطة مركزية لدعم المحاصيل الإستراتيجية من أجل تحسين جودة المنتج، خاصة وأنه في السنوات الماضية كان من النوع الممتاز الذي يضاهي الحنطة الاسترالية، إضافة إلى توفر الدعم الحكومي وتطبيق ما جاء في بعض فقرات الموازنة وتصريحات بعض الوزراء من أن الأموال في هذا العام ستوزع بشكل مباشر على الفلاحين مع استلام القمح، ونأمل أن يكون هذا الكلام حقيقيا على أرض الواقع".

يذكر أن العراق، ومنذ عام 2021، قلص المساحات المزروعة إلى 50 بالمئة بسبب شح المياه، ما أدى إلى تراجع كبير في الإنتاج الزراعي، كما يعاني القطاع الزراعي من تدهور حاد، ووفقا لتقرير سابق فإن محافظة ديالى فقدت غالبية أراضيها الزراعية، وشهدت هجرة كبيرة للفلاحين نحو المدينة.

بدوره، يؤكد رئيس الجمعيات الفلاحية في البصرة عبد الحسن كاظم، خلال حديث لـه أن "توسعا بسيطا حصل في زراعة المحصول بمناطق أم قصر وصفوان والزبير والأراضي الصحراوية، ويوم أمس (الاثنين) بدأ أول موسم للحصاد في البصرة، وهذه التوسعة جاءت نتيجة للمياه التي وفرتها الأمطار".

ويشير كاظم، إلى أن "هناك توقعات بوصول الإنتاج الكلي للعراق من الحنطة إلى نحو 3 ملايين، وبالنسبة للبصرة فان نسبة الأراضي المزروعة الداخلة بالخطة الزراعية وخارجها فيتوقع وصولها إلى نحو 80 ألف دونم وسيتم شراؤها جميعها من قبل الدولة"، لافتا إلى أنه "في حال وصل الإنتاج العراقي لخمس ملايين دونم من الأراضي المزروعة، فهذا يعني أن الاكتفاء الذاتي قد تحقق ولا حاجة للاستيراد".

كما يعاني العراق من أزمة كبيرة في المياه، بسبب تقليل تركيا لإطلاقات نهري دجلة والفرات وقطع إيران لمنابع الأنهر الواصلة للعراق، ما أثر بشكل كبير على الخطة الزراعية، فضلا عن تأثيره على الأسماك، حيث ارتفع اللسان الملحي وأدى لنفوق كميات كبيرة في أحواض محافظة البصرة (550 كلم جنوبي البصرة)، مطلع شهر آب أغسطس 2021.

وفي الموصل، يشير معاون المحافظ رفعت شمو، خلال حديث لـه، إلى أن "الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة الموصل ومحافظة نينوى بشكل عام ساهمت بإنجاح الموسم الزراعي في المحافظة كما أن الأراضي المروية بالمرشات وهي مساحات شاسعة حققت نتائج جيدة أيضاً".

ويتوقع شمو، أنه "من خلال النتائج المتحققة من زراعة الحنطة، يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي في المحافظة خلال الموسم الحالي".

يشار إلى أن مجلس الوزراء، قرر في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، التريث في تنفيذ فقرة توصيات لجنة الأمر الديواني (26 لسنة 2020)، المتعلقة بتقديم الدعم للمحاصيل الزراعية (الحنطة والشعير والشلب والذرة الصفراء) للموسم الزراعي الحالي بشأن استخدام تقنيات الري الحديثة بتقديم الدعم الزراعي بمقدار 50 بالمئة للأسمدة و70 بالمئة للبذور و100 بالمئة للمبيدات، بحسب طلب وزارة الزراعة، لعدم وجود منظومات ري بالرش كافية لتغطية المساحات المطلوبة لزراعة المحاصيل الإستراتيجية.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة