12 Jul
12Jul

تشهد محافظة بابل حراكا ثقافيا نسويا نشطا خلال العام الحالي وما قبله من السنوات، فبعد أنشطة نادي عشتار للقراءة، ها هو منتدى بابليات يعلن عن وجوده في الشارع الحلّي ليضيف بصمة نسوية جديدة في هذه المحافظة التي يغلب عليها الطابع العشائري والريفي في محاولة لتقديم وجه آخر قد لا يكون معتادا.
وتقول عضو الهيئة التأسيسية والإدارية لمنتدى بابليات، ريام الربيعي، خلال حديث لـه، إن “تأسيس منتدى بابليات من قبل مجموعة من الشابات البابليات وهن كل من المهندسة جنان حمزة، والمهندسة زهراء حمزة، والشاعرة ريام الربيعي، والست نور الربيعي، وتم الإعلان عنه في الثامن من حزيران يونيو الماضي”.
وتضيف “هدف المنتدى أن يكون فضاء رحبا يستقطب كل النساء والشابات ممن يملكن الطاقات والمواهب والإمكانيات التي لم تُسلط عليها الأضواء ولم تجد فرصتها في الظهور والوصول، بالإضافة لعمل الورش والندوات التوعوية والتحفيزية التي تسهم في بناء المجتمع عامة والمرأة خاصة، فضلا عن العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والأدبية والفكرية وغيرها”.

وتشير إلى أن “المنتدى ينفتح على التعاون مع كل الجهات والمنظمات التي تسعى لإقامة نشاطات فاعلة تخدم واقع المجتمع عامة وواقع المرأة خاصة، وتجسيدا لذلك أقام المنتدى جلسته الافتتاحية بالتعاون مع إدارة متحفهن الحياة وعلى قاعته”.
وتعتبر الربيعي، أن “المنتدى يسعى لأن يكون تجربة مميزة ومختلفة ولها خصوصيتها من خلال نوع الأنشطة والفعاليات التي يقدمها وكذلك الفئات التي يستهدفها في سعي واضح وحثيث لخلق تغيير ملموس في واقع النساء والشابات المبدعات على وجه الخصوص من خلال إظهار أكبر عدد منهن للمجتمع وتصديرهن كنساء ناجحات وفاعلات تجاه أنفسهن والمجتمع”.
وتؤكد أن “هناك تفاعلا جميلا جدا من قبل النساء مع فكرة إنشاء منتدى يُعنى بهن أولا ويسعى لإظهار قيمتهن الحقيقية وبريقهن الذي تخفيه القيود والتابوهات الاجتماعية وغيرها، أما من ناحية الحضور فالمنتدى ما يزال يحبو أولى خطواته ولم يُقم سوى جلسة واحدة شهدت حضورا نسويا فاعلا أثرى جو النقاش والحوار في مختلف المواضيع التي تم تناولها واستعراضها، على أمل أن تحظى الجلسات القادمة بحضور نسوي أكبر بعد أن يأخذ المنتدى حقه في الإعلان والترويج عنه وعن أهدافه ونشاطاته ووصوله لأكبر عدد من المهتمات بالانضمام إليه وحضور جلساته”.

وتلفت الربيعي أيضا إلى أن “الجلسة شهدت حضورا فاعلا من قبل الرجال الذين أشادوا بفكرة إنشاء المنتدى وباركوا افتتاح جلساته من خلال الكلمات والمداخلات التي شاركوا بها”.
وفي آذار مارس 2018 شهدت مدينة الحلة مركز محافظة بابل، الإعلان عن أول مهرجان للقراءة تحت مسمى “عشتار تقرأ”، نظمه فريق “عشتار” والذي يعتبر فريقا نسويا مدنيا تطوعيا بهدف إشاعة ثقافة القراءة بين الناس، وخصوصا بين شريحة النساء.
بدورها، توضح عضو الهيئة التأسيسية للمنتدى المهندسة زهراء حمزة جبر، خلال حديث له الجديد”، أن “فكرة تأسيس منتدى يعنى بالنساء خاصة وأن إقبال النساء في الحقيقة رائع وغير متوقع، ويدل على تعطشهن لهكذا تجمعات ثقافية واجتماعية، ويعده البعض أنه جوهر للترفيه والتنفيس عن مكنونات النفس والهروب من الروتين المعتاد”.

وتبين أن “الإقبال كان مبهرا فالكثير من النساء والرجال يحبون المشاركة في هكذا فعاليات، وهناك من يرغب بدعم المنتدى بما يستطيع. لذلك كانت الطاقة التي أسس بها المنتدى طاقة حب ووضوح جعلت من الآخرين ينجذبوا إليه بنفس الطريقة التي تشكل بها وتلقينا دعم وحب من الآخرين، وهناك بعض التفعيل العلمي والعملي الخاص بمنتدى بابليات، وهذا سيكون مفاجأت الجلسات القادمة”.
وتحتضن محافظة بابل سنويا، مهرجان بابل للثقافات والفنون والإعلام، وقد أقيمت منه النسخة العاشرة في تشرين الأول أكتوبر 2023، والذي يشهد التركيز على الحراك الثقافي وتوقيع الكتب الجديدة من قبل كتابها، فضلا عن إقامة الندوات الثقافية.
من جانبه، يلفت الأديب والناقد حسين الأعرجي، خلال حديث لـه، إلى أن “السيدات المبدعات زهراء حمزة، وريام الربيعي، والأستاذة جنان، لديهن رؤية جديدة في بناء الإنسان. فالمنتدى يتميز بقوة وإصرار من أسس هذا البناء الثقافي”.

ويتابع “هناك مجموعة نساء يحرثن في كبد الأرض لبذر قمح الحياة، ولا أظنني مخطئا إذا قلت إنه سيكون الصرح الثقافي البابلي، المنتدى يقدم رؤية إنثربولوجية جديدة في بناء الإنسان بصورة عامة، والمرأة بصورة خاصة، من خلال احتضان الطاقات الكامنة المخبوءة داخل الذات البشرية وتنميتها وكيفية تطويرها، بعد مرحلة تلمسها والوصول إليها ومن ثم النهوض بها بعد ترصين المرء والعمل على الاتزان النفسي لدية والتصالح مع الذات”.
ويردف الأعرجي “أنا أعتقد أن هؤلاء السيدات الفاعلات الأديبات المبدعات سيكون لهن شأنا كبيرا في المشهد الثقافي النسوي رغم كل الصعاب التي تحيط بهن. واتمنى صدقا أن يكون هذا المنتدى، المحفل الذي يجمع النساء المبدعات، صاحبات القلم الواعي النابض بالحب والفضيلة والعطاء”.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من أندية وملتقيات الثقافة والقراءة والأدب ظهرت في محافظة بابل، ومنها نادي عشتار، الذي جمع الفتيات بهدف قراءة ومناقشة الكتب، حيث قامت 17 فتاة بتأسيسه وتنخرط فيه حاليا 50 فتاة، كما يضم فريق عشتار كلا من فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في محافظة بابل، وفرع دار ثقافة الأطفال في المحافظة، وشبكة “فعل” المدنية، وقرابة 15 منظمة مدنية، فضلا عن العديد من الناشطين المستقلين.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة