02 Mar
02Mar

كتب والتر راسل، الباحث في معهد هدسون الأميركي مقالة في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية قال فيها إنه أجرى الأسبوع الماضي مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما كان مشاركاً في مؤتمر تكفا الأمني الإسرائيلي في تل أبيب. 

وقال الكاتب إنه خرج معتقداً أن الولايات المتحدة أقرب إلى التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط أكثر مما يفهمه معظم الناس في واشنطن، وأن التقليل من هذا الخطر يتطلب تغييراً سريعاً وشاملاً في السياسة من إدارة ما زالت تكافح من أجل فهم أخطر أزمة دولية منذ أواخر الثلاثينيات.وأشار الكاتب إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جاءت إلى السلطة باستراتيجية جيوسياسية أنيقة ومتماسكة. 

فهي كانت تريد أن تتصدى لتحدي الصين من خلال دق الإسفين بين الصين وزميلاتها من القوى “التصحيحية”. 

وأرادت الإدارة أن توقف روسيا من خلال استيعاب الرئيس فلاديمير بوتين، وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال إحياء الاتفاق النووي مع إيران حتى في الوقت الذي كانت تنتهج فيه سياسات تجارية وأمنية عدوانية للحد من صعود الصين.

وأضاف: منذ البداية، عرفت الإدارة الأميركية أن النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة في مأزق، لكنها قللت من شدة التهديد وأساءت فهم أسبابه. 

يُحسب لفريق بايدن أنه رأى تحدي الصين بوضوح منذ اليوم الأول، لكنه فشل في فهم مدى ضعف أسس القوة الأميركية أو إلى أي مدى أصبحت القوى “التصحيحية” – الصين وروسيا وإيران وفنزويلا وسوريا – على استعداد للتعاون معاً من أجل إضعاف الهيمنة الأميركية.

وتابع الكاتب: بعد ذلك بعامين، فإن إدارة بايدن تصارع لإدارة فشل تصميمها الأصلي. لقد أدى خطابها العدواني وسياستها تجاه الصين إلى تكثيف عداء الصين، ولكن بدلاً من مواجهة الصين المعزولة في عالم هادئ، فالإدارة تواجه مواجهات متزامنة في أوروبا والشرق الأقصى. فروسيا ليست متوقفة، وإيران ليست هادئة، والتصحيحيون الثلاثة ينسقون إستراتيجيتهم ورسائلهم بدرجة غير مسبوقة. والأسوأ من ذلك، أن مسيرة إيران نحو اقتناء الأسلحة النووية، جنباً إلى جنب مع شراكتها العميقة مع روسيا، تدفع الشرق الأوسط بشكل مطرد إلى الاقتراب من حرب من المرجح أن تورط الولايات المتحدة – حرب تريد إدارة بايدن تجنّبها بشدة.

ورأى الكاتب أنه بالنسبة لبوتين، فإن المواجهة العسكرية الكبرى في الشرق الأوسط ستكون نعمة مطلقة. 

سترتفع أسعار النفط، مما يملأ خزائن موسكو ويزيد الضغوط على أوروبا. سيتعين على البنتاغون تقسيم الأسلحة المتاحة بين أوكرانيا وحلفائه في الشرق الأوسط. سوف يتحول التوازن في مضيق تايوان إلى حد كبير لصالح الصين.

 سيؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة تماماً، عندما يحاول بايدن إقناع الديمقراطيين المناهضين للحرب بدعم مشروع عسكري أميركي آخر في الشرق الأوسط.

وتابع الكاتب: بينما في عالم مثالي، قد تعارض روسيا سلاحاً نووياً إيرانياً، إلا أنها في ظل الظروف الحالية – حيث يحتاج بوتين بشدة إلى إيران للمساعدة في تعطيل الاستراتيجية الأميركية – قد يقرر بوتين مساعدة إيران على تجاوز العتبة النووية.

وأوضح الكاتب أن الرئيس الروسي ليس بحاجة للذهاب إلى هذا الحد. فهو يمكنه، ببساطة عن طريق زيادة القدرات العسكرية الإيرانية التي تحد من قدرة “إسرائيل” على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، يمكنه أن يدفع “إسرائيل” إلى توجيه ضربة استباقية من شأنها أن تفجر حرباً إقليمية.

وأضاف الكاتب: “لا تستطيع الولايات المتحدة إرغام إيران وروسيا على تجنب الإجراءات التي تؤدي إلى اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، لكن السياسة القوية من جانبنا قد تردعهما. لسوء الحظ بالنسبة لإدارة بايدن، فإن هذا ينطوي على وجه التحديد على نوع الموقف المتشدد في الشرق الأوسط الذي يبغضه العديد من الديمقراطيين – بمن فيهم كبار مسؤولي بايدن – بشدة. 

سيتعين على النهج الأميركي تجاه المملكة العربية السعودية أن ينتقل من قبضة اليد إلى العناق الصادق. 

إن هجمات الطائرات بدون طيار وغيرها من الاستفزازات التي تقوم بها إيران وحلفاؤها ضد السعوديين والإماراتيين وجيرانهم يجب أن تُقابل بنوع من الرد العسكري الأميركي الذي لا يدع مجالًا للشك في عزمنا على الانتصار”.

واعتبر راسل أن أفضل طريقة لتجنب الحرب، وتقليل المشاركة الأميركية المباشرة في حال اندلاعها، هو ضمان أن حلفائنا في الشرق الأوسط لديهم القوة للدفاع عن أنفسهم. يجب أن نوضح بشكل لا لبس فيه أننا سنضمن فوز حلفائنا في حالة اندلاع الأعمال العدائية. لا شيء آخر سيفعل ذلك.

وأشار إلى أن الإدارة الأميركية تتحرك ببطء في الاتجاه الصحيح في الشرق الأوسط، لكن الوقت ليس في صالحها. 

فقد أدى التفكير بالتمني وعدم الكفاءة الإستراتيجية إلى قيام مؤسسة السياسة الخارجية في عهد كلا الحزبين أولاً بتجاهل المشكلة ثم باسترضاء المنافسين الصاعدين للنظام العالمي بعد الحرب الباردة.ورأى الكاتب أن إدارة بايدن تواجه حالياً عواقب فشل أجيال في السياسة الخارجية الأميركية. 

يجب أن نتمنى النجاح لفريق بايدن، في وقت يكافح فيه من أجل التأقلم مع عالم فشل إلى حد كبير في توقعه، جنباً إلى جنب مع مجتمع السياسة الخارجية الأميركية ككل.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة