21 Apr
21Apr

كشف عميل التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، الذي كان مسؤولا عن التحقيق مع رئيس النظام السابق صدام حسين، جزءًا من تفاصيل الأشهر السبعة التي قضاها برفقة صدام والتي قادت إلى "ارتياح صدام له"، وتكوين علاقة قادت الى الحصول على بعض الأجوبة.

وقال العميل السابق بمكتب التحقيقات الفيدرالي اللبناني الأصل جورج بيرو، ان صدام كان يهتم بمكانته في تاريخ العراق أكثر من اهتمامه برأي المواطنين الذين كان يحكمهم"، مبينا ان "ما كان يهتم به صدام حقاً لم يكن عائلته، ولا شعبه، ولا المال، بل لقد كان إرثه ومكانته في التاريخ".

صدام يهتم برأي المواطنين بعد ألف عام.. وليس الان!
وأوضح بيرو في مقابلة نقلتها صحيفة "بلام بيتش ديلي نيوز"، ان "صدام أخبرني أنه يهتم بما يعتقده الناس عنه بعد 500 أو 1000 عام (في المستقبل) أكثر من اليوم الذي كنت أتحدث معه فيه".
وفي حديثه في فندق كولوني، شرح بيرو بالتفصيل الأشهر السبعة التي قضاها مع صدام محاولاً الحصول على إجابة لسؤالين رئيسيين: أين كان الدكتاتور يخفي أسلحة الدمار الشامل المزعومة، وما هي علاقة العراق مع جماعة القاعدة الإرهابية.
وقال العميل السابق لبناني المولد بيرو ان اسناد المهمة اليه فاجأه في البداية، لكن اتضح أن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يعتقد أن وجود محقق يتحدث العربية هي الطريقة الوحيدة لإقناع صدام بالتعاون، وهي لغة لا يعرفها سوى عدد قليل من العملاء.
وقال إن تقديمه لصدام كان بمثابة مفاجأة لم يتحضر اليها، حيث انه بعد اجتماع مع مسؤولين في المنشأة التي يحتجز فيها صدام، طلب عقيد من بيرو أن يعمل كمترجم بين صدام وطبيب يتحدث الإنجليزية.
وقال بيرو، "لم أكن مستعدًا حقًا لمقابلته، لم أفكر حتى فيما سأقوله، ومن أنا، وما هو دوري، أو أي شيء من هذا القبيل.
واشار بيرو، انه "لمدة سبعة أشهر، بدأت أقضي المزيد والمزيد من الوقت، وفي النهاية أمضيت خمس إلى سبع ساعات معه كل يوم، على انفراد".
صدام يكتشف امر بيرو
وقال بيرو إنه استخدم الدروس التي تعلمها خلال الفترة التي قضاها كضابط شرطة في مدينة سيريس، كاليفورنيا، لبناء علاقة مع صدام، مضيفا أن جزءا من هذه العملية كان إيجاد صلة مشتركة، والتي كانت في حالة صدام وبيرو هي حبهما لأمهاتهما.
ومع تطور العلاقة بينهما، اعترف صدام، الذي صدم بيرو، أنه أصبح يستمتع برفقة المحقق، قال بيرو: "أتذكر أنه قال لي: أنا أعرف من أنت، وكان يقصد بذلك... كان يعرف أنني ضابط مخابرات، وأكمل صدام: رأسي يقول لي ألا أتحدث معك، لكن قلبي لا يستطيع أن يتحمل ذلك"، لقد فاجأني ذلك، بصراحة، لم أكن أتوقع ذلك".

صدام يخشى الطيران!
وقال بيرو إنه اكتسب ثقة صدام تماما بعد تنظيم زيارة للمستشفى لعلاج فتقين معويين يعاني منهما صدام. وقال بيرو إن العملية لم تكن سهلة، مشيرا إلى الجهد المعقد الذي بُذل لنقل صدام بطائرة هليكوبتر من مركز الاحتجاز بالقرب من مطار بغداد إلى المستشفى الذي يبعد 35 دقيقة.
وأضاف أن ما يزيد من التحدي هو خوف صدام من الطيران، وهو أمر لم يذكره الدكتاتور العراقي قط، "إنه خائف ومذعور، وأنا أفكر: ماذا أفعل؟، وحرفيًا لمدة 35 دقيقة، حملته بين ذراعي واعتنيت به وخففت عنه حتى هبطنا".

صدام يجيب عن أسلحة الدمار الشامل وتنظيم القاعدة
وفي الأيام التالية أجاب صدام أخيراً على سؤالي المحقق، وقال بيرو إنه اكتشف أن العقوبات التي فرضت على العراق خلال التسعينيات في أعقاب حرب الخليج شلت القدرات العسكرية العراقية، وأن العراق ليس لديه أسلحة دمار شامل.
علاوة على ذلك، قال إن صدام اعترف بأن العراق كانت له علاقة "بعيدة المنال" مع القاعدة، بسبب أيديولوجية القاعدة الإسلامية.
وفي حين أشار بيرو إلى أنه لا يتعاطف مع الزعيم سيئ السمعة بسبب حكمه القمعي واستخدامه للأسلحة الكيميائية ضد مواطنيه، إلا أنه رفض رغم ذلك فرصة حضور عملية إعدام صدام .وقال بيرو "لم أرغب في أن أكون جزءا من ذلك، لقد قمت بعملي، وقمت بالاستجواب والمحاكمة، لقد رأيت ذلك مرة واحدة (في الفيديو)، ولم أستمتع به، لكنني ما زلت أعتقد أن هذا هو الحكم الأكثر عدلاً وملاءمة الذي يمكن أن يناله بسبب جرائمه".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة