30 Mar
30Mar

في مارس / آذار الجاري، تحل الذكرى الـ 50 لانسحاب القوات الأمريكية من فيتنام عام 1973، والذكرى الـ 20 لغزو العراق عام 2003.

ورغم الفرق الزمني الكبير بين الحربين، إلا أنهما تشتركان في كونهما من أبرز أخطاء السياسة الخارجية الأمريكية خلال نصف قرن.

يضاف إلى ذلك، أن كلا الحربين كانت نتائجهما كارثية سواء فيما يتعلق بالخسائر البشرية أو المادية.

ففي حرب فيتنام، دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب لدعم فيتنام الجنوبية عام 1964، لكنها سحبت قواتها عام 1973، أي قبل انتهاء الحرب بعدما تعرضت لخسائر هائلة في الأرواح وخسائر مادية ضخمة.وبعد انسحاب القوات الأمريكية بعامين، سقطت سايغون وانهزم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية لصالح فيتنام الشمالية المدعومة من قبل الاتحاد السوفييتي، في ذلك الحين.

وفي حرب العراق، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بغزوه عام 2003، بذريعة منعه من امتلاك أسلحة دمار شامل، وهو الادعاء الذي ثبت كذبه لاحقا بعد سنوات من الحرب المدمرة التي تسببت في انهيار اقتصادي وسياسي في العراق، إضافة إلى الانهيار الأمني الذي قاد لظهور تنظيم "داعش" (المحظور في روسيا وعدد من دول العالم)، وسيطرته على أجزاء واسعة من البلاد عام 2014.

الخسائر البشرية للولايات المتحدة الأمريكية في حرب فيتنام:58 ألف قتيل.300 ألف مصاب.

الخسائر البشرية للولايات المتحدة الأمريكية في حرب العراق:4600 قتيل.مئات الآلاف من الجرحى والمصابين.

وبينما تدخلت القوات الأمريكية في حرب فيتنام عام 1964، وبقيت فيها حتى 1973، قبل أن تنسحب دون تحقيق أهدافها، فإن التدخل الأمريكي في العراق بدأ منذ 1991، ووصل ذروته بغزو العراق والسيطرة عليه عام 2003، ثم الانسحاب في 2011، دون تحقيق أي من الأهداف التي تم اتخاذها ذرائع لبدء الحرب، بينما تسببت الحرب في مقتل نحو 200 ألف مدني عراقي.

ولا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بأعداد محدودة من قواتها في العراق حتى الآن بذرائع مختلفة أبرزها محاربة الإرهاب، الذي لم يظهر في العراق إلا بعد الغزو الأمريكي.ولا تقتصر تجارب الحروب الأمريكية الفاشلة على حربي فيتنام والعراق، بل تشمل حروبا أخرى أبرزها حرب أفغانستان، التي بدأتها واشنطن عام 2001، بدعوى محاربة الإرهاب وإسقاط حكم حركة طالبان (تخضع لعقوبات الأمم المتحدة).

لكن بعد حوالي 20 عاما من الحرب المدمرة، سحبت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها بصورة فوضوية من أفغانستان عام 2021، وتخلت عن حلفائها لتعود حركة طالبان إلى الحكم مرة أخرى.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة