22 Oct
22Oct

استطاع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تحقيق تقدم ملحوظ في توسيع العلاقات الدولية للعراق خلال فترة توليه رئاسة الحكومة.

وفي ظل التحديات الإقليمية والدولية المتصاعدة، ركز السوداني على استراتيجية متعددة الجوانب لتعزيز علاقات العراق مع دول المنطقة والعالم. سنستعرض في هذا التقرير العوامل التي أسهمت في نجاح السوداني في هذا الملف الهام.

 1. إعادة توازن السياسة الخارجية ومنذ توليه السلطة، حرص السوداني على اعتماد سياسة خارجية متوازنة. وبعد سنوات من الاعتماد المكثف على العلاقات مع إيران والولايات المتحدة، حاول السوداني الابتعاد عن سياسة المحاور وإعادة العراق إلى موقعه كدولة قادرة على الحفاظ على علاقات متوازنة مع مختلف القوى الإقليمية والدولية.

 أ. العلاقات مع الدول العربية وعمل السوداني على تحسين العلاقات مع الدول العربية، لا سيما مع دول الخليج.

 وأعاد العراق الانفتاح على المملكة العربية السعودية، الإمارات، وقطر، مع التركيز على التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة. 

كما ان هناك زيارات متبادلة واتفاقيات اقتصادية عديدة ساعدت في تعزيز الثقة وتطوير العلاقات. 

ب. تعزيز العلاقات مع إيران وفي الوقت نفسه، استمر العراق تحت قيادة السوداني في تعزيز علاقاته مع إيران، مع الحرص على عدم إفساد العلاقات مع الدول الأخرى. 

ويهدف السوداني إلى تحقيق توازن بين المصالح الإيرانية والعراقية بشكل يحافظ على السيادة العراقية ويضمن استقرار الحدود المشتركة. 

ج. الانفتاح على تركيا وتطورت العلاقات العراقية-التركية في ظل إدارة السوداني، حيث سعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني مع أنقرة. 

ولعبت تركيا دورًا محوريًا في دعم مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية في العراق، مع التركيز على مسائل المياه والحدود، إلى جانب القضايا الأمنية المتعلقة بمكافحة الإرهاب. 

2. تطوير العلاقات مع الدول الكبرى أ. العلاقات مع الولايات المتحدة وعلى الرغم من تعقيد العلاقات بين العراق والولايات المتحدة بعد انسحاب القوات الأمريكية، حرص السوداني على الحفاظ على حوار مفتوح مع واشنطن. 

واستمر التعاون الأمني في إطار مكافحة الإرهاب وتنظيم “داعش”، بجانب المحادثات حول دعم العراق اقتصاديًا وتقنيًا. وهذه الجهود ساهمت في تعزيز موقع العراق كشريك رئيسي في محاربة الإرهاب على الصعيد الدولي.

 ب. التقارب مع الاتحاد الأوروبيوعمل السوداني على تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، خصوصًا في مجالات الطاقة والتعليم والتنمية. 

والعراق يسعى للحصول على دعم أوروبي أكبر في مجالات مثل التحول الطاقوي والتنمية المستدامة، مع محاولات لتحسين الظروف الإنسانية والاقتصادية من خلال برامج تعاون مشتركة. 

ج. توسيع العلاقات مع الصين وروسيا العراق بدأ في توسيع شراكاته مع الصين في ظل توجه السوداني نحو الاستفادة من مبادرة “الحزام والطريق”.

 التعاون في مجالات النفط والبنية التحتية كان بارزًا، حيث تسعى الصين لتكون شريكًا اقتصاديًا قويًا للعراق. وكذلك، تزايدت العلاقات مع روسيا، خصوصًا في مجالات الطاقة والدفاع. 

3. الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية أحد أبرز إنجازات السوداني في العلاقات الدولية كان التركيز على التعاون الاقتصادي.

 فقد استطاع إبرام عدة اتفاقيات تجارية واقتصادية مع دول مثل السعودية والإمارات وقطر والكويت. هذه الاتفاقيات لم تقتصر على النفط والغاز فقط، بل شملت مجالات التكنولوجيا، البنية التحتية، والسياحة. 

وتزامنت هذه الجهود مع محاولة الحكومة العراقية تعزيز الاستثمارات الأجنبية في البلاد وتطوير قطاع الطاقة المتجددة. هذا التوجه يعكس رغبة العراق في تنويع مصادر دخله الوطني بعيدًا عن الاعتماد الكلي على النفط، مما يعزز من موقعه الاقتصادي الدولي. 

4. الجهود الدبلوماسية في حل الأزمات الإقليمية وفي ظل تصاعد الأزمات الإقليمية، لعب العراق دورًا دبلوماسيًا بارزًا في الوساطة بين الأطراف المتصارعة. 

وكان للسوداني دور في تخفيف حدة التوترات بين إيران والسعودية، حيث استضافت بغداد جولات محادثات بين الطرفين، ما ساعد على تهدئة التوترات الإقليمية.

 كما لعب العراق دورًا في الدعوة إلى تهدئة الأوضاع في سوريا ولبنان، محاولًا تقديم مبادرات للحل السلمي. هذه الجهود عززت من مكانة العراق كدولة تسعى لتحقيق الاستقرار الإقليمي. 

5. التحديات التي واجهها السوداني وعلى الرغم من النجاحات الدبلوماسية، واجهت حكومة السوداني تحديات كبيرة. بعض القوى الإقليمية، مثل إيران، حاولت التأثير على القرار العراقي إلى جانب ذلك، لا تزال هناك قوى دولية مثل الولايات المتحدة تراقب عن كثب تطورات العلاقات العراقية مع الصين وروسيا.

 والتحدي الأكبر كان موازنة هذه المصالح المتضاربة بما يحافظ على استقرار العراق وسيادته. 6. التوقعات المستقبلية ومن المرجح أن يستمر العراق تحت قيادة السوداني في توسيع وتعميق علاقاته الدولية. 

تحسين العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية مع القوى الكبرى مثل الصين وروسيا، بالإضافة إلى الحفاظ على التعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا، يمكن أن يسهم في تحقيق استقرار طويل الأمد.

 ومع تركيزه على الحياد والتوازن، يبدو أن السوداني يسعى إلى تعزيز موقع العراق كلاعب رئيسي في الساحة الدولية، دون الانزلاق إلى صراعات إقليمية ودولية قد تضر بمصالح البلاد. 

ونجح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في توسيع علاقات العراق الدولية من خلال اتباع سياسة خارجية متوازنة مبنية على المصالح المشتركة والحياد الإيجابي.

 وبفضل هذه الاستراتيجية، أصبح العراق قادرًا على الحفاظ على استقراره الداخلي وتطوير علاقاته الاقتصادية والدبلوماسية مع مختلف الدول، مما يعزز من مكانته في المنطقة وعلى الساحة الدولية.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة