أكد مقال نشرته مجلة (الإيكونوميست) البريطانية؛ وجود “تقارب” محتمل بين زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، وبين السياسة الأميركية، عادًا أن “الصدر” والأميركيين؛ الذي يرفض المحادثات المباشرة معهم: “يشتركان في العديد من المصالح” ويدعمان جهات مشتركة.
علاقات “معقدة”..
وصف المقال، الذي نُشر الجمعة، علاقة “الصدر” مع “الولايات المتحدة” وغريمتها “إيران”: بـ”المعقدة”، فعلى الرغم من انتقاده الدائم لـ”الولايات المتحدة”، ومحاربته للوجود الأميركي في البلاد، إلا أنه: “رحب مؤخرًا ببيان الحكومتين، الأميركية والعراقية، الذي يؤكد وجود القوات الأميركية في العراق”.
كما: “ندد، الصدر، مؤخرًا بالهجمات الصاروخية التي تُشنها الميليشيات المدعومة من إيران، على السفارة الأميركية، في بغداد وعلى مطار أربيل، الذي يضم جنودًا أميركيين”.
“طهران” تهدد نفوذه..
ويبدو إن هذا يعود، بحسب مقال (الإيكونوميست)، إلى أن: “الصدر ينظر إلى النفوذ الإيراني، في العراق، على أنه تهديد لسلطته”.
وتمارس “إيران”، كما تقول المجلة؛ “نفوذًا” في “العراق”، من خلال الميليشيات المحلية والسياسيين الذين تدعمهم، وبطبيعة الحال فإن: “الولايات المتحدة تنظر إلى هذا على أنه تهديد”، وكذلك يرى “الصدر” على ما يبدو.
الوحيد القادر على صد النفوذ الإيراني داخليًا..
ونقلت المجلة البريطانية، عن مسؤول عراقي لم تسمه؛ القول إن: “العراق في حالة فوضى، وإيران تملأ الفراغ؛ وقوة الصدر هي القوة القوية الوحيدة التي يمكن أن تقاوم (إيران)”. ويتفق البعض في الغرب على ذلك، وفقًا لتقرير المجلة البريطانية.
وقالت (الإيكونوميست) إن: “البعض في الإدارة الأميركية يشجعون حلفاء أميركا، من السياسيين في العراق؛ على الإصطفاف مع الصدر قبل الانتخابات، المقرر أن تجري في تشرين أول/أكتوبر 2021”.
وأضاف المقال أن “الصدر”: “يدرس إبرام اتفاق انتخابي مع السياسيين العرب السُنة والأكراد، المقربين من أميركا، كما أنه يقدم دعمه إلى، مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء، الذي تدعمه أميركا، والذي حاول الحد من النفوذ الإيراني”.
ويقول محلل غربي: “إركب الصدر؛ بينما تعمل على تدمير الميليشيات المدعومة من إيران، ثم فكر مرة أخرى ماذا ستفعل في غضون ثماني سنوات”.
نشاط محموم للميليشيات..
وكانت الحكومة العراقية قد قررت، في كانون ثان/يناير الماضي، تأجيل الانتخابات العامة، من حزيران/يونيو إلى تشرين أول/أكتوبر 2021. وتُعد الانتخابات المبكرة؛ مطلبًا أساسيًا من محتجين مناهضين للحكومة؛ نظموا مظاهرات بدأت في تشرين أول/أكتوبر 2019.
وقُتل المئات في هذه الاحتجاجات على أيدي قوات الأمن ومسلحين يشتبه في صلاتهم بفصائل مسلحة موالية لـ”طهران”، وبعضهم مرتبطون بـ”الصدر”، كما يزعم محتجون ونشطاء.
وتشن مجموعات يُعتقد بأنها تابعة لميليشيات مدعومة من “إيران”، هجمات صاروخية على مصالح أميركية في “العراق” بشكل دوري، كما تستهدف أرتال الدعم اللوجستي لقوات “التحالف الدولي” بالعبوات الناسفة بين الحين والآخر.
وفي السابع من هذا الشهر؛ أستأنفت “الولايات المتحدة” و”العراق”، “الحوار الإستراتيجي”، الذي يرمي لوضع جدول زمني لانسحاب قوات “التحالف الدولي” من “العراق”.