على الرغم من بدء المفوضية العليا للانتخابات في استعداداتها لإجراء انتخابات إقليم كردستان، وشروعها في صرف الأموال وتنفيذ الأمور اللوجستية، إلا أن رغبة الحزب الديمقراطي الكردستاني في الإمساك بزمام السلطة واتفاقاته مع بغداد قد أدت إلى اعتبار انتخابات برلمان الإقليم ملغية بحكم الأمر الواقع، وذلك عقب قرار المفوضية بإيقاف جميع أنشطتها المالية والإدارية المتعلقة بالانتخابات، استنادًا إلى أمر ولائي صادر عن المحكمة الاتحادية العليا.
في هذا السياق، توقع غياث السورجي، عضو الاتحاد الوطني الكردستاني، تأجيل انتخابات إقليم كردستان إلى العام المقبل، مشيرًا إلى أن توقيت إعلان تعليق عمل المفوضية يكشف عن وجود اتفاقات سياسية بين حكومتي بغداد وأربيل.
وأفاد السورجي في حديث له بأن “قرار المحكمة الاتحادية بإيقاف أنشطة المفوضية جاء على خلفية دعوى قضائية قدمها مسرور بارزاني”، موضحًا أن “الانتخابات لم تُؤجل رسميًا حتى الآن، لكنها أصبحت مؤجلة بحكم الواقع”.
وأضاف أن “مجلس المفوضين الحالي سينهي أعماله في تموز المقبل، وأن عملية تشكيل مجلس جديد للمفوضين قد تستغرق وقتًا طويلًا”، متوقعًا “تأجيل الانتخابات إلى السنة القادمة”.
وأكد أن “تأجيل انتخابات برلمان الإقليم سيكون له تأثير سلبي على الوضع العام في كردستان”، مشيرًا إلى أن “الإقليم يعيش حالة من الفراغ الدستوري في ظل حكومة تصريف الأعمال، حيث لا يوجد برلمان لتشريع القوانين والوضع المالي غير مستقر، مما ينذر بمزيد من التعقيدات في كردستان”.
يُذكر أن المفوضية العليا للانتخابات قد أعلنت تعليق جميع أنشطتها المالية والإدارية المتعلقة بانتخابات برلمان إقليم كردستان، بناءً على أمر ولائي من المحكمة الاتحادية العليا.