05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
30 Dec
30Dec

منذ إسبوعين والحديث داخل أروقة السياسية يدور حول الرسائل الأمريكية التي أوصلها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للحكومة العراقية خلال زيارته إلى بغداد، في الثالث عشر من الشهر الجاري، الأمر الذي زاد من تعقيد الأوضاع في البلاد.


إذ أكد رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، اليوم الاثنين، ان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اكد لرئيس الوزراء العراقي ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، مشيرا الى ان الحكومة تعمل على ذلك.


وكان غبريال صوما، عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أكد مؤخرا، أن الأخير سيعمل عند توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، على عدة أهداف في العراق، أبرزها “منع النفوذ الإيراني بمختلف أشكاله، كما سيعمل على منع أي من الفصائل العراقية من مهاجمة إسرائيل بأي شكل من الأشكال، وتحت أي حجة وذريعة كانت، وهذا سيكون أولى أهداف الرئيس ترامب”.


وقال المشهداني في تصريحات للعربية تابعتها “العالم الجديد”، إن “ترمب أكد للسوداني ضرورة حصر السلاح بيد الدولة”، مشيرا الى ان “الحكومة تعمل على حصر السلاح بيد الدولة”.


واضاف ان “الفصائل وافقت على وقف الهجمات، وسيتم تقنين الوجود الأميركي بالعراق قريبا”، مبينا ان “إيران ممتعضة مما حدث بسوريا ولديها العديد من المخاوف”.


وشدد على ان “زيارة الوفد الأمني العراقي لدمشق كانت إيجابية”، محذرا من “حكومة محاصصة بسوريا على غرار العراق”.


وأشار الى انه “حذرنا سوريا من مغبة عدم احترام حقوق الأقليات و اتفقنا مع سوريا على منع تمدد الجماعات المسلحة”.
 أظهرت أخر الإحصائيات الحكومية، في 24 ديسمبر كانون الأول الجاري، عن ضبط أكثر من ألفي قطعة سلاح خلال الـ4 أشهر الماضية بمعدل 700 قطعة كل شهر.


واحتل العراق المرتبة الثامنة عربياً والثمانين عالمياً من أصل 146 دولة بمؤشر الجريمة للعام الحالي 2024، وفقاً لموقع “نامبيو” الذي يُعنى بتقديم بيانات حول أسعار المستهلك، ومعدلات الجريمة، وجودة الرعاية الصحية.


وسبق لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني، أن أورد في منهاجه الوزاري، فقرة تخص السيطرة على السلاح المنفلت وحصره بيد الدولة، وهي ذات الفقرة التي وردت في كافة البرامج الحكومية لرؤساء الحكومات السابقة، لكن لم تنفذ، لا سابقا ولا حاليا.


وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قام بزيارة إلى العراق يوم 13 كانون الأول ديسمبر الحالي، التقى خلالها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مما زاد من حدة التساؤلات عن موقف الحكومة العراقية والفصائل المسلحة من التطورات الإقليمية.


وحسب مصادر متطابقة، فإن بلينكن أوصل رسالة شفهية من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى السوداني بشأن عدم التدخّل في الوضع السوري، فضلا عن دعوته إلى منع خوض الفصائل المدعومة من إيران مواجهة مسلّحة مع الفصائل السورية أو أن تتلاعب بأمن المنطقة.


وحظي بلينكن، فور هبوط طائرته في مطار بغداد الدولي، باستقبال من دبلوماسيين أميركيين فقط، من دون أن يكون في استقباله أي مسؤول عراقي، بحسب ما أظهرته الصور التي وثقت لحظة نزوله من الطائرة.


وبحسب وزارة الخارجية الأمريكية، فقد حث الوزير أنتوني بلينكن، الحكومة العراقية على دعم الانتقال الديمقراطي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، مشيراً إلى أهمية دور العراق في تعزيز سيادته واستقراره الإقليمي. 


كما كشف مسؤول أمريكي، لشبكة CNN، أن بلينكن طلب من السوداني “اتخاذ إجراءات صارمة” ضد الميليشيات المدعومة من طهران في بلاده، ووصف المسؤول الطلبات بأنها “واسعة النطاق”.


مع سقوط النظام السوري والتوجه نحو تشكيل حكومة بديلة، يواجه العراق تحديا إستراتيجيا يتمثل في الحفاظ على مصالحه الوطنية وبناء علاقات إيجابية مع القيادة السورية الجديدة، بشكل يخدم استقرار المنطقة ورفاهية شعوبها، إذ ينبغي لصانع القرار العراقي أن يأخذ النقاط التالية بعين الاعتبار فهم القوى الجديدة وتحليل امتداداتها، وعوامل قوتها وضعفها وتحصين الحدود، بحسب مختصين.
وانهار حكم بشار الأسد الذي استمر قرابة ربع قرن، مع دخول هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة مسلحة دمشق فجر الأحد الثامن من كانون الأول، وفرار الرئيس السوري الى روسيا.


وأتى سقوط الأسد عقب هجوم واسع شنّته الفصائل المعارضة، انطلاقاً من معقلها في إدلب (شمال غرب) في 27 تشرين الثاني، سيطرت خلاله على مدن رئيسية قبل الوصول الى العاصمة.


وكان الهجوم غير مسبوق منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، والذي أسفر عن مقتل نحو نصف مليون شخص ودفع الملايين للفرار، لجأ بعضهم الى دول مختلفة في العالم.


وبعد سقوط الأسد، حضّت أطراف عديدة على تفادي الفوضى في البلاد، مشددة على ضرورة حماية كل المكونات السورية المتنوعة عرقياً ودينياً.


وكان قائد إدارة العمليات العسكرية في المعارضة السورية، وزعيم تنظيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، وجه في 5 كانون الثاني ديسمبر الجاري، رسالة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أكد فيها أن لا نية لدى الفصائل المسلحة السورية بتهديد أمن العراق، وفيما أشار إلى رغبته بمد جسور العلاقات السياسية والاقتصادية مع بغداد، دعا إلى منع الحشد الشعبي من المشاركة في الأحداث الجارية في بلاده.


وقررت إدارة العمليات العسكرية في سوريا تكليف محمد البشير، رئيس “حكومة الإنقاذ” العاملة في إدلب، بتشكيل حكومة تدير المرحلة الانتقالية في البلاد حتى 1 آذار مارس 2025.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة