السوداني ينتظر رد الفصائل بعد رسالة تهديد إسرائيلية.. فمن يؤخر الضربة؟
السوداني ينتظر رد الفصائل بعد رسالة تهديد إسرائيلية.. فمن يؤخر الضربة؟
26 Nov
26Nov
كشفت صحيفة إماراتية، اليوم الثلاثاء، (26 تشرين الثاني 2024)، ان رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، بانتظار رد الفصائل المسلحة العراقية بعد تلقي الحكومة العراقية "رسالة تهديد" من إسرائيل باستهداف فصائل مسلحة في العراق.
ونقلت صحيفة (العين) الإماراتية، عن مصدر حكومي اشترط عدم كشف هويته- إن "وزير خارجية جمهورية أذربيجان جيهون بايراموف سلم نظيره العراقي فؤاد حسين الأسبوع الماضي، رسالة تتعلق بعزم إسرائيل على استهداف مقرات للجماعات المسلحة وبعضها منضوية تحت لواء الحشد الشعبي".
وأوضح المصدر عن، أن "رسالة أخرى نقلها المسؤول الأذربيجاني خلال اتصال هاتفي السبت مع فؤاد حسين بأن إسرائيل حددت الأهداف والمعسكرات للجماعات الشيعية المسلحة".وبحسب المصدر فإن السوداني "طلب اجتماعاً عاجلاً لائتلاف إدارة الدولة في القصر الحكومي مساء السبت الماضي فور تلقي هذه الرسالة ووضعهم في أجواء التطورات"، مشيرًا إلى أنه فور انتهاء الاجتماع عقد رئيس الوزراء اجتماعاً -كذلك- مع ممثل قوى الفصائل المسلحة في الإطار أبو آلاء الولائي الأمين العام لكتائب سيد الشهداء (التي تشارك في الهجمات ضد إسرائيل)، وطلب منه وقف الهجمات في ظل التطورات الخطيرة".
وتابع المصدر الحكومي أن "الولائي أبلغ السوداني أنه سينقل رسالته إلى هيئة تنسيقية الفصائل، كما سينقل الرسالة إلى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجنرال إسماعيل قاآني بشأن التهديدات الإسرائيلية"، مضيفاً: "حتى اليوم لم يصل رد من الفصائل للسوداني".
ورغم ذلك، إلا أن الخبير العسكري والستراتيجي العراقي عدنان الكنان استبعد، أن تلجأ إسرائيل لشن هجوم ضد الفصائل العراقية، معتبراً أن "إسرائيل تنتظر حالياً التوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان وفي حال حصل ذلك فإنه من المستبعد شن هجوم على العراق".
وأوضح الخبير العسكري، أن "إسرائيل لا تريد فتح جبهة أخرى؛ لأن ذلك سوف يتسبب بتراجع معنويات العسكريين الإسرائيليين، وسيشتت تركيزهم على الحرب في جنوب لبنان وغزة"، مستدلا على ذلك، بقوله إن "هناك تراجعا في الخدمة العسكرية وعدم انصياع داخل إسرائيل بسبب إطالة أمد الحرب".
إلا أن عضو مجلس النواب السابق السياسي نديم الجابري قال للصحيفة الاماراتية، إنه: "لأول مرة تقدم اسرائيل شكوى ضد العراق وتحمل الحكومة العراقية مسؤولية ضربات الجماعات المسلحة، ما يعني أنها تبحث عن غطاء دولي وقانوني ضد العراق"، فيما لم يستبعد أن تشن تل أبيب "عمليات محتملة ضد العراق".وحذر الجابري من أنه "إذا هاجمت إسرائيل العراق، فلن تقتصر عملياتها على الفصائل المسلحة، بل تشمل كافة الأهداف العسكرية، لأنها حملت الحكومة العراقية المسؤولية عن تلك الهجمات" على حد قوله.
إلا أنه "على الحكومة العراقية أن تعزز دفاعاتها الجوية وتبني قوة ردع مثل المسيرات والقوة الصاروخية، وأن نذهب باتجاه توحيد الصف العراقي"، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي عدنان الكنان، مضيفًا: على الحكومة مواصلة الجهد الدبلوماسي والسياسي لمنع البلاد من الانزلاق نحو حرب في حال لم تنجح مساعي الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق بين حزب الله وإسرائيل لوقف الحرب".
والأسبوع الماضي، نشر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، على حسابه بمنصة (إكس) (تويتر سابقا) نسخة من رسالة بعثها إلى مجلس الأمن الدولي، قائلا: "دعوت إلى اتخاذ إجراءات فورية فيما يتعلق بنشاط فصائل موالية لإيران في العراق الذي تُستخدم أراضيه لمهاجمة إسرائيل"، مضيفاً: "دعوت مجلس الأمن إلى التحرك على نحو عاجل لضمان احترام الحكومة العراقية التزاماتها بموجب القانون الدولي ووقف هذه الهجمات على إسرائيل".في السياق نفسه، يقول السياسي نديم الجابري إنه "ينبغي التعاطي مع التهديدات الإسرائيلية ضد العراق على محمل الجد"، مشيراً إلى أن "التكتيك الذي استخدمته إسرائيل مع العراق سيكون مختلفاً مع لبنان وسوريا وفلسطين واليمن".
وأكد أن تحركات تلك الفصائل "حتى لو كانت مشروعة -كما تقول- فإنها تهدف إلى توسيع نطاق الحرب وهذا ليس من مصلحة أي جهة"، لافتاً إلى أن مواصلة الهجمات "يتعارض مع مساعي الحكومة العراقية التي تبذل جهوداً كبيرة لإبعاد البلاد عن دائرة الحرب عبر قنوات دبلوماسية مكثفة".بدوره، قال سياسي عراقي لم تذكر الصحيفة أسمه، إن "الفصائل وصلتها رسالة من الحكومة تشير إلى أن إسرائيل ربما لا تكتفي بالهجمات وعمليات قصف المعسكرات، بل ستشن عمليات اغتيال لقيادات الفصائل".
وبحسب السياسي العراقي الذي رفض الكشف عن هويته، فإن "الفصائل ترى أنه في حال شنت إسرائيل هجوماً على مواقعها العسكرية ومقراتها، ستهاجم بدورها، إمدادات الطاقة العالمية بالمنطقة".
من يؤخر الضربة؟ويعتقد السياسي العراقي أن "من يؤخر الضربة الإسرائيلية هي مساعي الولايات المتحدة وليس الجهود الدبلوماسية للحكومة العراقية"، مضيفاً: "تعتقد واشنطن أن أي هجوم إسرائيل سيضع قوات التحالف الدولي في دائرة الخطر من قبل الفصائل المسلحة، ولن يكون هناك انسحاب آمن لها".وأضاف: "لو كانت إسرائيل تريد شن الهجمات على الفصائل فهي لا تحتاج إلى مجلس الأمن، لأنها قصفت معسكر الصقر في بغداد 2017، وكذلك وجهت ضربات على الحدود في أكثر من مرة واستهدفت تحركات المليشيات المسلحة".
وتابع، أن "إسرائيل وباستخدام طائرات مسيرة دخلت الأجواء العراقية مؤخراً قامت بمسح جوي لكافة مقرات الفصائل المسلحة خصوصاً المتورطة في تلك الهجمات من بينها كتائب حزب الله وحركة النجباء وكتائب سيد الشهداء وحركة أنصار الله الأوفياء" حسب قوله."
دعم عربي"وأعلنت جامعة الدول العربية تأييدها الكامل لثلاث سياسات تتبعها الحكومة العراقية بشأن التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في العراق والمنطقة، ذلك خلال اجتماع طارئ عقدته يوم أمس الأحد.وكانت الحكومة العراقية قدّمت، يوم الجمعة الماضي، طلباً لعقد مجلس الجامعة العربية جلسة طارئة لمواجهة تهديدات إسرائيل الأخيرة ضد العراق، مبينة أن "التهديدات تضمنتها الرسالة الموجهة من إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي، والتي يحاول من خلالها توسيع ممارساته العدوانية في المنطقة، بما فيها العراق".
وحسب القرار رقم (9083) الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، فإن الدول العربية تُشيد بجهود حكومة العراق في "تبنّي سياسة ثابتة قائمة على احترام سيادته وحرمة أراضيه وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ورفض استخدام أراضيه وسمائه في الصراعات الإقليمية والدولية".
كما أشاد الاجتماع بـ"موقف حكومة العراق الذي سبق أن أعلنت عنه مراراً وتكراراً بأن قرار السلم والحرب من اختصاص الحكومة العراقيَّة وحدها، وأنها مستمرة في إجراءاتها لمنع استخدام الأراضي العراقية لشن أي هجوم، وقد أثمرت بالفعل ضبط أسلحة معدّة للإطلاق، وتوجيه الحكومة العراقية مؤسساتها الأمنية بالملاحقة القانونية لكل من يشترك بأنشط تهدد أمن العراق وسلامة أراضيه".