مع انتهاء حكم عائلة الأسد لسوريا، فجر اليوم الأحد، ومغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد إلى وجهة مجهولة، منهيا بذلك 53 عاما من الحكم لسوريا، يعتزم الإطار التنسيقي الحاكم في العراق، عقد إجتماع موسع خلال الـ48 ساعة المقبلة لمناقشة تطورات المرحلة المقبلة في سوريا وانعكاساتها على البلاد.
وقال القيادي في الإطار عصام شاكر، في حديث ، إن ” نظام الأسد انتهى ودمشق دخلت مرحلة جديدة ولا يمكن إعطاء رأي بمجريات ما يحدث لأنها متسارعة ومفتوحة لكل الاحتمالات “.
وأضاف أن “الاطار التنسيقي قد يعقد اجتماعا موسعا لقياداته خلال 24-48 ساعة لمناقشة الملف السوري بعد سقوط الأسد وماهي الرؤية لكيفية التعامل مع المرحلة القادمة واهمية الانفتاح على ملف وجود الاف العوائل العراقية في سوريا وغيرها من الملفات الهامة”.
وأشار إلى أن ” قوى الاطار تتابع عن كثب مجريات ما حصل ونأمل أن لا تؤدي التطورات الحاصلة في دمشق الى زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة ككل”.ودعا زعيم ائتلاف “النصر” حيدر العبادي في وقت سابق من اليوم الأحد، عبر منشور له على منصة “إكس – تويتير سابقا”، “يوم جديد في سوريا، نأمل أن يكون يوم وحدة وحرية وعدالة وسلام لشعبها”.
وذكر أيضا “قلت سابقاً، وأعيد اليوم: كما لا يمكن للإستبداد أن يستمر، فلا يمكن للإرهاب أو الفوضى أو الاحتراب أن ينجح”، مردفا بالقول “كلي أمل أن نشهد سوريا موحدة وآمنة و متصالحة مع نفسها والعالم.وقال العبادي “بين العراق وسوريا مشتركات هائلة يمكن توظيفها لخير الشعبين، ولقد سئمت شعوبنا الحروب والصراعات، وهي ترنو لعهد السلام والبناء”.
واختتم منشوره قائلا: لنعمل جميعاً على إطفاء نيران الفتن والصراعات والحروب، لخير شعوبنا.في حين علق رئيس مجلس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبد المهدي على الحدث الكبير قائلا: بعد النصر اللبناني حقق الهجوم المضاد في سوريا اولى نجاحاته، و سيحقق نجاحات موجعة أخرى”.وأضاف “ابتهج الاسرائيليون وسارعوا لدخول القنيطرة، وستحصل تداعيات خطيرة”، مستدركا القول “ولكن للهجوم نهاية وعلى الباغي تدور الدوائر”.
و أعلنت الفصائل المعارضة في سوريا، صباح اليوم الأحد، سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد السيطرة على عدة مدن أبرزها حمص ودمشق، بالإضافة إلى سقوط العديد من السجون أبرزها سجن صيدنايا، فيما غادر الأسد البلاد إلى جهة مجهولة.
ووجه قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، الملقب بالجولاني، فجر اليوم الأحد، نداء قال فيه إن “الاقتراب من المؤسسات العامة في سوريا “محظور”.وأضاف الجولاني أن المؤسسات العامة في سوريا “ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق محمد غازي الجلالي لحين تسليمها رسميا”.
وجاءت رسالة قائد هيئة تحرير الشام بعد دخول الفصائل المسلحة دمشق فجر اليوم، بعدما حققت تقدما سريعا في أنحاء سوريا على مدار الأيام القليلة الماضية.
وقال المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة أنباء “أسوشيتد برس” إن الأسد استقل طائرة من دمشق في وقت مبكر من صباح الأحد.وجاءت تعليقات عبد الرحمن بعد أن أعلنت الفصائل المسلحة دخول دمشق، بعدما حققت تقدما كبيرا وسريعا عبر البلاد.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الفصائل إلى دمشق منذ عام 2018، عندما استعادت القوات السورية مناطق في ضواحي العاصمة بعد حصار استمر سنوات.وأفادت وسائل إعلام محلية أنه “تم إخلاء مطار دمشق وإيقاف جميع الرحلات الجوية”.
من جهته أعلن رئيس الوزراء السوري محمد الجلالي أنه “يتمنى أن يسود عهد جديد وأنه سيكون في مجلس الوزراء صباحا ومستعد لأي إجراء للتسليم”.هذا وأصدر المجلس الوطني الانتقالي للحكم في سوريا بيان رقم واحد، تعهد فيه بالالتزام ببناء “دولة حرة وعادلة وديمقراطية يتساوى فيها جميع المواطنين دون تمييز”.
وقال المجلس في بيان اليوم الأحد، “نعلن اليوم للشعب السوري العظيم وللعالم أجمع أن نظام بشار الأسد قد سقط، وأنه قد فرّ هارباً إلى خارج البلاد، تاركاً خلفه إرثاً من الدمار والمعاناة”.وأضاف البيان “إننا في هذا اليوم التاريخي، نعلن أن قوى الثورة والمعارضة قد تولت زمام الأمور في سوريا”.
كما وتعهد المجلس في بيانه بـ”الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، وحماية المواطنين وممتلكاتهم كافة، بغض النظر عن انتماءاتهم، العمل على إعادة بناء الدولة ومؤسساتها على أسس من الحرية والعدالة”.وأكد البيان على “السعي لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وإعادة اللاجئين والمهجّرين إلى ديارهم بأمان وكرامة”، مشددا على “محاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري، وفقاً للقانون والعدالة”.ودعا المجلس في بيانه، جميع أبناء الشعب السوري إلى “الوحدة والتكاتف في هذه المرحلة التاريخية”، مؤكدا أن “سوريا الجديدة لن تكون حكراً على أحد، بل هي وطن للجميع”.
وخرج السوريون، منذ ساعات الصباح الأولى، إلى شوارع العاصمة السورية دمشق، وسمعت أصوات الرصاص في عموم العاصمة وعلى مداخلها وكافة محاورها احتفالا بسقوط نظام بشار الأسد.وسمعت تكبيرات في مساجد العاصمة السورية ابتهاجا بسقوط الأسد وبسيطرة فصائل المعارضة المسلحة على دمشق، وتحرير المساجين من سجن صيدنايا سيء الصيت.
وتسارعت التغيرات على الأرض السورية بعد مرور أقل من أسبوعين عن انطلاق عملية ردع العدوان التي أطلقتها فصائل المعارضة السورية في محافظة أدلب، ونتجت عن توسع مناطق سيطرة المعارضة حتى أصبحوا على مشارف العاصمة دمشق.
وفي أيام معدودة نجحت فصائل المعارضة من السيطرة على مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية، ومدينة حماة وحمص بعد انسحاب قوات النظام السوري من تلك المدن، في عملية تقودها عدد من فصائل المعارضة السورية وفي القلب منها هيئة تحرير الشام أكبر الفصائل السورية المسلحة.