07 Dec
07Dec

مع تسارع الأوضاع ساخنة، إثر انهيار القوات الحكومية وسيطرة فصائل المعارضة على عدد كبير من الأراضي السورية وتحديدا معبر أبو كمال في الجانب السوري المقابل لمنفذ القائم على الجانب العراقي وسقوط مناطق من الحسكة بيد المعارضة، وصل رئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة، اليوم السبت، لتفقد الشريط الحدودي وبحث آخر التطورات العسكرية على الساحة الميدانية.واغلقت السلطات العراقية منفذ القائم الحدودي مع سوريا ابتداء من أمس الجمعة، حيث سيتم السماح للعراقيين الراغبين بالدخول من سوريا إلى العراق فقط، بحسب تصريحات رسمية.

وذكرت قيادة العمليات المشتركة، في بيان تلقته “وكالة انباء النافذة ، انه “استمرارا لإكمال خطط المناورة والانفتاح وتفقد القطعات ولمجابهة كل التحديات، وصل رئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله و الفريق أول الركن الدكتور قيس المحمداوي نائب قائد العمليات المشتركة، الى منفذ القائم”.

وأضافت ان “المحمداوي ويار الله تفقدا الشريط الحدودي، يرافقهما معاون رئيس أركان الجيش للعمليات وقائد القوات البرية وعدد من القادة والضباط”.وخلال الساعات الماضية، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، على معبر البوكمال الحدودي مع العراق، وفق ما نقلت “رويترز” عن مصادر عسكرية سورية.

وتشهد الخريطة السورية تطورات متسارعة على صعيد توزع القوى العسكرية في ظل اشتعال المعارك في البلاد بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري، إلا أن المشهد لا يزال يميل إلى صالح المعارضة التي سيطرت على مساحات شاسعة من البلاد.وبعد إحكام قبضتها على كل من حلب وإدلب وحماة، توجهت فصائل المعارضة المنضوية ضمن “إدارة العمليات العسكرية” إلى مدينة حمص حيث بسطت سيطرتها على مدينة الرستن الاستراتيجية، وبلدة تلبيسة وقريتي الزعفرانة ودير فول شمال المدينة.

كما سيطرت الفصائل المعارضة على قريتي تيرمعلة والغنطو شمال حمص، مشددة على أن “قواتها تواصل الزحف نحو مدينة حمص، بعد وصول أرتال حاملة المئات من مهجري حمص لردع عدوان الأسد عن مدينتهم”.وكان الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، أمس الجمعة، أن العراق لا يسعى إلى التدخل العسكري في سوريا، فيما بين أن تقسيم سوريا خط أحمر للعراق.

وقال العوادي في بيان تلقته “وكالة انباء النافذة ”، إن “العراق تمكن من عبور التحديات التي واجهت المنطقة، ولم يتعرض إلى أزمة مالية أو سياسية”، مبينا، أنه “لولا أحداث غزة لكان وضعنا أفضل”.وأضاف العوادي، أن “التهديدات التي وجهت إلى العراق كانت مخيفة”، مؤكدا، أن “العراق مع وحدة الأراضي السورية ويرفض أي مساس بوحدة سوريا وتعريض أبناء الشعب السوري للمزيد من المعاناة والآلام”.

وأشار إلى، أن “كل ما يجري في سوريا مرتبط بالأمن القومي العراقي”، مبينا، أن “العراق يعمل بقوة على إيجاد حل سياسي متوازن للتداعيات الأخيرة”.وأكد، أن “تقسيم سوريا خط أحمر للعراق”، مبينا، أن “العراق ما زال جزءاً فعالا من التحالف الدولي لهزيمة داعش في سوريا والعراق”.

وتابع، أن “العراق لن يتساهل بأي تعرض لأمنه وسيادته”، مؤكدا، أن “الحكومة العراقية تبذل حاليا جهودا سياسية ودبلوماسية استثنائية لإيجاد حل للأزمة في سوريا”.

واختتم بالقول: إن “العراق لا يسعى إلى التدخل العسكري في سوريا”.واحتضنت العاصمة بغداد، أمس الجمعة، اجتماعا ثلاثيا “عراقيا- سوريا- إيرانيا”، لبحث تداعيات الأحداث الأمنية المتسارعة في سوريا، وتأثيراتها على المنطقة، بحضور وزير خارجية إيران عباس عراقجي، ووزير خارجية سوريا بسام الصباغ، بالإضافة إلى نظيرهما العراقي فؤاد حسين.يأتي ذلك، في ظل تقدم قوات المعارضة السورية إلى أطراف محافظة حمص، بعد سيطرتها على حماة وحلب وإدلب.وخاطب زعيم تنظيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني،أمس الأول الخميس، في تسجيل مصوّر، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مطالبا إياه بـ”منع تدخل القوات الموالية لإيران في سوريا”، وفيما حذر من “تداعيات ذلك التدخل على الأوضاع الإقليمية”، مؤكدا أن “المعارضة السورية تطمح إلى علاقة جيدة معه في حال حكمها بعد إسقاط نظام بشار الأسد.

ورفع العراق حالة التأهب العسكري، ونشر تعزيزات عسكرية شملت ألوية من الجيش ومن قوات الحشد الشعبي على طول الشريط الحدودي مع سوريا.وتعززت الحدود التي تمتد لأكثر من 620 كم، بخطوط دفاعية متلاحقة، شملت موانع تعتمد على أسلاك منفاخية وشائكة وسياج بي آر سي وجدار كونكريتي وخنادق، فضلاً عن العناصر البشرية وكاميرات حرارية، لرصد وصد أي هجمات أو تسلل حدودي.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد نقلت مؤخرا عن مصادر، أن إيران نشرت عناصر من حزب الله اللبناني والفصائل الشيعية العراقية في سوريا لدعم الجيش السوري في صد التقدم “المفاجئ” للتنظيمات المسلحة التي استولت على مدينة حلب والبلدات والقرى المجاور.

وعقد ائتلاف إدارة الدولة، في 3 ديسمبر كانون الأول الجاري، اجتماعه الدوري، بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب، محمود المشهداني.وخُصص الاجتماع لبحث التطورات الأمنية في سوريا وانعكاساتها على الأمن القومي العراقي، بحسب البيان الصادر عن الاجتماع.

وعبّر الائتلاف عن دعمه وتأييده “لكل الجهود الحكومية الدبلوماسية والأمنية التي تقوم بها منذ بداية الأزمة”، داعياً إلى أن “تكون بغداد مقراً للحوارات المستمرة”.وطمأن المجتمعون “جميع أبناء الشعب العراقي الحبيب بأن الاستعدادات كفيلة بأن تمنع أي خطر عن العراق. 

مؤكدين على أهمية توحيد الخطاب الوطني، وبذل مزيد من الجهود باتجاه الانفتاح على جميع الدول المعنية بالازمة، واتخاذ خطوات تحفظ أمن وسلامة الأراضي السورية من جهة، وتحفظ الأمن القومي العراقي من جهة اخرى، وذلك من خلال التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا”.وأعلن المجتمعون عن “مبادرة عراقية لدعوة دول الجوار، والدول المعنية بالأزمة السورية الى اجتماع عاجل في بغداد”.

وسبق أن نفى رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، في 2 ديسمبر كانون الأول الجاري ، بشكل قاطع دخول الحشد إلى سوريا، مؤكدا أن الحشد لا يعمل خارج العراق.

وقال الفياض، إن “توجيهات القائد العام للقوات المسلحة العراقية، محمد شياع السوداني، تضمنت زيادة التواجد وتعزيز القطعات على الجبهات”، موضحا أن “ما يحصل في سوريا له انعكاسات مباشرة على الأمن القومي العراقي”.وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

وخلال الأيام الماضية نجحت جماعات مسلحة تسمي نفسها المعارضة السورية، عبر هجوم مباغت، في اجتياح مدينة حلب والسيطرة الفعلية على أجزاء واسعة منها، وسط انسحاب قوات الجيش السوري من الكثير من المواقع داخل المدينة، وامتدت المواجهات العسكرية من مدينة حلب وريفها إلى محورين آخرين، الأول من الجهة الشرقية لمدينة حلب، والآخر ينطلق من ريف محافظة إدلب باتجاه أطراف حماة.

وذكرت هذه القوات إن الهجوم الأخير جاء “ردا على الضربات المتزايدة التي شنتها القوات الجوية الروسية والسورية في الأسابيع القليلة الماضية ضد المدنيين في مناطق بإدلب وأيضا لاستباق أي هجمات من الجيش السوري”.وبدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة يمر بها الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله اللبناني الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام في سوريا، كما شهد ردود أفعال إقليمية مختلفة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة