ودعت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت العراق عبر رسالة بمناسبة انتهاء فترة عملها في البلاد، مؤكدة فيها ان الأمم المتحدة لاتمتلك عصا سحرية لاحداث الفارق، كما ان الارداة السياسية هي المسؤولة عن احداث التوازن بين الصراع والسلام، أو الفقر والرخاء.
أدناه نص رسالة بلاسخارت والتي تابعته "النافذة" وجاء فيها:
“مع اقتراب فترة ولايتي كممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق من الانتهاء، أود أن أعرب عن امتناني وعميق تقديري لجميع العراقيين، وخاصة أولئك الذين قابلتهم وعملت معهم.
على مدار السنوات الخمس الماضية تأثرت مرارا وتكرارا بسخاء وكرم ضيافة شعب لم يبتعد أبدا عن تقاليده في الترحيب بشخص غريب أو مساعدة المحتاجين حتى ولو على حساب راحته أو وقته. تعلمت الكثير من الاستماع إلى نساء ورجال العراق يشرحون تاريخهم بفخر. على الرغم من أن الكثيرين يواجهون تحديات خطيرة، فإن التفاؤل بالأيام القادمة كثيرا ما يشرق. رحبوا بي وبزملائي الآخرين في الأمم المتحدة في مدنهم وبيوتهم، ودعونا للانضمام إلى وجبة أو حدث ولا تفوت الفرصة أبدًا لإظهار ثقافة العراق الغنية والجمال الهائل. في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك إقليم كردستان، شارك عدد لا يحصى من الناس من جميع الأعمار آمالهم وتطلعاتهم بشكل تلقائي، مرارا وتكرارا. ولن أنسى أياً منهم.
كما أنني أقدر حقًا الاجتماعات والمناقشات المهنية التي أجريناها مع مجموعة واسعة من الشركاء. من ممثلي المجتمع المدني والأكاديميين وزعماء القبائل والزعماء الدينيين إلى السلطات المحلية والمحلية والوطنية والقضاة والمسؤولين الأمنيين والسياسيين. وغني عن القول إن رؤىهم ووجهات نظرهم علمتنا الكثير وأرشدت أعمالنا. شملت بعض هذه الاجتماعات أفراد يضعون الخلافات اليومية جانبا لإيجاد حلول في المناطف الحرجة بالنسبة للعراق. كل هذه الخطوبات تركت انطباعا لا يمحى في وجهي. وبالطبع، لا يمكنني أن أبالغ في تقديرنا للفروع العديدة للحكومة العراقية، التي سهلت عملنا وحمت موظفي الأمم المتحدة وعملياتها من خلال الجهود الحثيثة.
لا يعني أي من هذا أن الأمم المتحدة كانت محصنة ضد الانتقادات – بعضها كان مبررًا، والبعض الآخر يستند ببساطة إلى تصورات خاطئة حول من نحن، وما يمكننا وما لا يمكننا فعله. ولكن الحديث مع أولئك الذين فهموا قيم المنظمة، وما تمثله، كان مجزيًا للغاية. كما قلت مرات عديدة، الأمم المتحدة ليس لديها عصا سحرية. في نهاية المطاف، يتوقف التوازن بين الصراع والسلام، أو الفقر والرخاء، على الإرادة السياسية للدول. ولكن إذا استطعنا إحداث فرق في حياة الناس، فمن الجدير بالتصعيد والاستمرار في المحاولة. في نهاية المطاف، لدى الأمم المتحدة أولوية رئيسية واحدة في جوهرها: النهوض بالسلام والرخاء للجميع – بغض النظر عن الانتماء أو الإيمان أو الخلفية أو العرق.
مرة أخرى، أود أن أعرب عن عميق تقديري وشكري على التعاون والدعم اللطيف الذي أبدته لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق، وأسرة الأمم المتحدة الأوسع في العراق ولي شخصيا، عاش العراق”.