27 Jan
27Jan

تحدث المحلل السياسي العراقي المقيم في واشنطن نزار حيدر، عن أهمية زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى فرنسا خلال المرحلة الحالية.


وقال حيدران "العراق يبحث عمَّن يستثمر فيه فهو بحاجة الى (233) مليار دولار للبدء بالتنمية الحقيقية المستدامة حسب اخر تقرير صدر عن البنك الدولي بهذا الشأن، ومن جانبها فان فرنسا على اتم الاستعداد لمشاركة طموح العراق هذا، ولذلك رعى الرئيس الفرنسي في 2022/12/20 المنصرم مؤتمر (بغداد 2) المنعقد في الاردن، لاظهار التزام فرنسي قوي تجاه العراق".


وأضاف، أن "بين باريس وبغداد علاقات خاصة على مختلف الأصعدة، منذ السبعينيات ولغاية الآن على الرغم من كل الظروف التي مرت بالعراق والمنطقة، والتي تسببت بها سياسات صدام حسين، والتي اوقفت الحضور الفرنسي في العراق مدة من الزمن ليعود هذا الحضور بشكل ملحوظ خاصة خلال فترة الحرب على الإرهاب".


كما أشار حيدر، إلى أنه "اليوم اذ تبدي حكومة السوداني استعدادها لمساعدة اوروبا على تجاوز ازمة الطاقة والغاز على وجه التحديد بسبب الحرب في اوكرانيا، فإن من الطبيعي جداً ان تتلقف باريس هذا الاستعداد لتكون ممن يستفيد من الغاز العراقي، خاصة ان شركة (توتال) الفرنسية العملاقة الاولى عالميا في العائدات في العام 2022 المنصرم تعد واحدة من اكبر الشركات العالمية المتخصصة في مجال الغاز تحديداً والبترول بشكل عام، فهي التي رعت مثلاً اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل وما يتعلق بالخلاف على ابار البترول والغاز بين الطرفين، فشركة (توتال) هي المسؤولة الان عن التنقيب واستخراج وتقسيم العائدات بين لبنان وإسرائيل، كذلك فهي المشرفة على مشروع انبوب الغاز المار من اقليم كوردستان الى اوروبا مرورا بالاراضي التركيَّة".


وتابع ان "السوداني يسعى خلال زيارته الحالية الى اتمام الصفقة مع شركة (توتال)، والتي تقدر قيمتها (27) مليار دولار، وهي الصفقة التي ظلت متعثرة لاسباب عدة على مدى السنوات الأخيرة، تاسيساً على كل ذلك يمكن القول إن تبادلاً كبيراً وواسعاً للمنافع والمصالح بين بغداد وباريس قيد الانجاز اذا احسنت بغداد اقتناص الفرصة المهمة لتحقيق التنمية المستدامة".


وأكد المحلل السياسي العراقي المقيم في واشنطن ان "اقتناص الفرصة يتطلب بيئة سياسية وامنية مستقرة وكذلك تشريعات وقوانين تسهل من عملية بناء الشراكات الاقتصادية والمالية وفي مجال الطاقة بين العراق والبلدان الاخرى، ومنها وربما على رأسها فرنسا".


وتوجه رئيس الحكومة العراقية امس الخميس إلى العاصمة الفرنسية باريس بدعوة رسمية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.


وقال السوداني خلال ردود خطية على أسئلة لوكالة فرانس برس، إن "الحكومة العراقية ستسعى لتفعيل الاتفاقات المبرمة بين البلدين خصوصا في قطاعات النقل والطاقة والاستثمار".


وفي العام 2021 وقعت شركة "توتال للطاقة" الفرنسية عقداً مع العراق بقيمة عشرة مليارات دولار، لكن صعوبات تعترض تنفيذه رغم مساعي بغداد لتجديد شبكاتها الكهربائية.


وتشمل الاتفاقية مع "العملاق الفرنسي"، بناء وحدات تجميع ومعالجة الغاز المستخرج من النفط الخام المستخدم لتوليد الطاقة والتخطيط لبناء محطة للطاقة الكهروضوئية بقدرة واحد غيغاوات في جنوب العراق.


وأعرب السوداني عن أمله في إرساء الأمن قائلا "نأمل أن يكون هناك تعاون أمني بين البلدينى ولا سيما في مجال التدريب وتطوير القدرات الأمنية العراقية وكذلك في مجال شراء السلاح".


وزار ماكرون العراق مرتين منذ بداية ولايته الأولى عام 2017.


وفي كانون الأول/ديسمبر 2022 ، دعا ماكرون خلال مؤتمر إقليمي لدعم العراق، بغداد كي تأخذ مسارا آخر غير "النموذج الذي يمليه الخارج".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة