31 Jan
31Jan

قال الخبير الأمني والعسكري، سرمد البياتي، ان الولايات المتحدة الاميركية “تصر” على تنفيذ ضربات انتقامية داخل الاراضي العراقية، رداً على مقتل جنودها في البرج “22” في الاردن، مشيرا الى امتناعها من تزويد بغداد بمعلومات عن مواقع تلك الضربات.


وردا على نفي طهران، الصلة بالجماعات التي استهدفت القوات الاميركية، بعد مطالبتها بوقف التصعيد في المنطقة، ذكر البياتي ان “ليس من المعقول ان نصدق كل ما يقال من تصريحات، وسياسة ايران اصبحت واضحة ولا يمكن الاستهزاء بعقول الآخرين، وللأسف هذا يحصل”.
ونفت طهران، أمس، ضلوعها في هجوم بطائرة مسيّرة أودى بحياة 3 جنود أميركيين في الأردن، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية نقلته وكالة الأنباء الرسمية (إرنا).
وقالت وكالة “إرنا” الايرانية، نقلا عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، ناصر كنعاني، قوله إن “هذه الاتهامات غرضها سياسي وتهدف إلى قلب الحقائق بالمنطقة” وذلك تعقيبا على بيان لوزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون دعا فيه طهران إلى “وقف التصعيد”.
واضاف، البياتي، ان “العراق سيكون –بعد هذه الضربات- في معادلة صعبة، ويتلقى ضربات على اثرها”، لافتا الى ان “اميركا وايران بينهما خلافات سياسية كبيرة، لكن لا اميركا ستقوم بضرب ايران ولا ايران ستقوم بضرب أميركا، وهناك ساحة عمل مشتركة بين الدولتين تمتد من العراق الى سوريا، وهي من تتحمل وزر هذه الضربات”.
واوضح، ان “الحكومة العراقية تتعامل مع الموضوع، تعامل محرجين، فهي لا تستطيع ايقاف ضربات الفصائل، ولا هي قادرة على وقف الرد الاميركي عليها”.
ولفت البياتي، الى ان “الحكومة قد تبادر لإجراء مفاوضات للوصول الى نتيجة تجنب العراق هذه الضربات، لكنها تواجه رفضا اميركيا لوقف عمليات محتملة”، موضحا ان “الجانب الاميركي يصر على شن ضربات وعلى موجات، وهم يرفضون افشاء ملعومات لبغداد عن المناطق التي ستتعرض لتلك الاستهدافات”.
وكانت مصادر مقربة من الحكومة، قد تحدثت خلال اليومين الماضيين، عن اتصالات اجراها بعض المسؤولين الحكوميين مع الجانب الأميركي لمنع واشنطن من أي رد عسكري داخل العراق ضد الفصائل المسلحة.
وزارة الخارجية العراقية، تحركت في هذا السياق ايضا، وأعلنت رفضها التصعيد الأمني على الحدود الأردنية السورية، ودعت إلى خفض التصعيد الإقليمي في ظل الظروف الحرجة الراهنة وضرورة تعزيز الجهود الدولية المشتركة لتحقيق الاستقرار.
وترى الحكومة في بغداد، ان أي رد فعل أميركي قد يؤثر بشكل جدي على الحوار الأميركي العراقي الجاري حالياً بشأن مستقبل التعاون العسكري، بعد نهاية دور التحالف الدولي.
ونقل موقع «بوليتيكو» الإخباري عن مسؤولين أميركيين لم يسمهم، أن الرئيس الأميركي جو بايدن أمر مستشاريه بتقديم خيارات للرد على هجوم استهدف عسكريين أميركيين في قاعدة على الحدود بين سوريا والعراق أودى بحياة ثلاثة من عناصر الجيش الأميركي.
ونأت الحكومة العراقية بنفسها بشأن اعتراف الفصائل العراقية المسلحة بالهجوم على قواعد أميركية، في أعقاب مقتل الجنود الأميركيين.
وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة، باسم العوادي، في بيان صحافي، أن الحكومة العراقية تستنكر التصعيد المستمرّ، خصوصاً الهجوم الأخير الذي وقع على الحدود السورية – الأردنية، كما تتابع بقلق بالغ التطورات الأمنية الخطيرة في المنطقة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة