اكد النائب مضر الكروي، اليوم الثلاثاء، أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يعمل على تطويع الاتفاقية الاستراتيجية لعام 2011 وماتحتويه من بنود غير مفعلة، لتتناسب مع برنامجه الحكومي بإعادة صياغة الاقتصاد في العراق.
وقال الكروي في حديث لـه أن "استراتيجية السوداني تبنى على مفهوم اعادة صياغة الاقتصاد العراقي من خلال إبعاده عن مبدأ الاقتصاد الريعي الذي يعتمد بنسبة تصل الى 94% على ايرادات النفط، ما يجعله امام مخاطر استراتيجية تهدد استقراره امام اي ازمات في سوق النفط كما حدث في السنوات الماضية".
واضاف، أن "السوداني بدأ باعتماد خارطة اعادة صياغة مفهوم الاقتصاد الوطني والدفع بقوة نحو الانفتاح على الاستثمارات التنموية من خلال خلق شراكات مع دول عدة ومنها امريكا من خلال اتفاقية الاستراتيجية الموقعة في 2011 والتي تتضمن نقاطا كثيرة لم يجري تفعليها".
واشار الى أن "جذب استثمارات دولية في 5 قطاعات حيوية في العراق تقع ضمن اولويات جدول اعمال السوداني في واشنطن من خلال تكثيف ابعاد استثمار الغاز وبقية الثروات الاخرى وتنمية قطاع المصارف وإعادة احياء مجمعات صناعية كبرى بالاضافة الى ضخ استثمارات في ملف الطافة بشكل عام".
واوضح أن "جزءا كبيرا من مشاكل العراق اقتصادية، وخلق فرص عمل يعد اولوية، خاصة مع وجود نسبة بطالة تصل الى 30% يرافقها معدلات مثيرة للقلق في ملف الفقر".
وترأس السوداني وفدًا كبيرًا من 130 شخصًا الى واشنطن اول الامس السبت في زيارة تستمر 6 أيام، يلتقي فيها الرئيس الامريكي جو بايدن، فضلا عن لقاءات ثانوية لاعضاء الوفد مع العديد من الشخصيات والشركات الامريكية في قطاعات الصحة والطاقة والقطاع المالي والمصارف وتوقيع مذكرات تفاهم، في محاولة من السوداني للتحول في العلاقة بين بغداد وواشنطن لمسارات ابعد من الشراكة الامنية والعسكرية.
وأمس الاثنين، ألتقى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن بالبيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وقال السوداني خلال لقاء متلفز بحسب ما نقلته القناة الرسمية، تابعته "بغداد اليوم": "نعمل على الانتقال من العلاقة العسكرية إلى الشراكة الكاملة مع الولايات المتحدة، وزيارتنا إلى واشنطن تأتي في وقت حساس ودقيق، ولها أهمية في تاريخ العلاقة بين البلدين".
وأضاف، ان "الحرب على داعش كانت أساس التعاون بين العراق والولايات المتحدة، وانتصارنا على التنظيم الإرهابي مهم وتحقق بتضحيات العراقيين ودعم الأصدقاء".
وأكد السوداني، ان "العراق في طور التعافي ويشهد تنمية في المشاريع الخدمية،" مشيرا الى "أننا سنناقش الشراكة المستدامة على أساس اتفاقية الإطار الاستراتيجي".
وشدد: "سنلتزم بمخرجات اللجنة التنسيقية العليا بين العراق والولايات المتحدة"، وقال: "حكومتي جادة في تنفيذ هذه الاتفاقية".
وأوضح السوداني: "وجودي في واشنطن يحمل الرغبة بالنهوض بواقع العراق وتوفير الخدمات، وملتزمون تجاه مختلف القضايا وخصوصاً ما يحصل في المنطقة".
وقال "نتفق على مبادئ القانون الدولي، ونرفض أي اعتداء على المدنيين وخصوصاً الأطفال والنساء".
وأضاف رئيس مجلس الوزراء "يهمنا كثيراً إيقاف الحرب المدمرة في غزة، ونأمل من كل الأطراف المعنية الالتزام بضبط النفس ونريد وقف اتساع الصراع في المنطقة".
وتعهد السوداني بـ"الإلتزام بحماية البعثات الدبلوماسية، والعمل على الانتقال من العلاقة العسكرية إلى الشراكة الكاملة مع الولايات المتحدة".
من جانبه قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "ملتزمون بحماية مصالح أمريكا وشركائها في المنطقة بما في ذلك العراق".
وأضاف: "عازمون على تجنب تمدد الصراع في الشرق الأوسط".