21 May
21May

تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية عما اذا كان رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أدرج العراق ضمن الدول التي تشكل خطرا على اسرائيل، بعدما اعلن بالامس ان اسرائيل اسقطت طائرة "درونز" اطلقتها ايران من العراق او سوريا.


وكان نتنياهو يتحدث خلال استقباله وزير الخارجية الالماني هيكو ماس، وقال ان "ايران ارسلت طائرة مسيرة مسلحة الى اسرائيل من العراق او سوريا"، مشيرا الى انه تم اعتراضها بالقرب من الحدود مع الاردن، في موقع قريب من مكان اسقاط "درون" أخرى اطلقها الايرانيون باتجاه اسرائيل من الاراضي السورية في شباط/فبراير 2018.


واعتبرت الصحيفة الاسرائيلية حقيقة انه تمت الاشارة الى العراق كموقع محتمل لانطلاق طائرة "الدرون"، تشير الى ان خطر ايراني أكبر يربط العراق وسوريا، مضيفة ان هذا الخطر معروف منذ سنوات، لكنه ربما يتنامى الان.


واستخدم نتنياهو "الدرون" كمثال على الامدادات الايرانية ل"الجماعات الارهابية" بحسب الصحيفة الاسرائيلية، لكن التفاصيل حول الطائرة المسيرة ما زالت محدودة، وهي تم اسقاطها في 18 ايار/مايو. ولم تركز وسائل الاعلام الايرانية على خبر هذه الطائرة.


وتعتبر مسألة هذه الطائرة جزءا من قضية أكبر، وكانت حركة حماس نشرت صورا قالت انها التقطتها من خلال احدى طائراتها المسيرة التي حلقت فوق اسرائيل، وان حماس استخدمت طائرة تحاكي تقنيات طائرة "ابابيل" الايرانية الصنع.


وتابعت الصحيفة "والان للنظر على الدور العراقي. ففي اغسطس/اب 2018، كشفت وكالة رويترز ان ايران تنقل صواريخها الباليستية الى العراق. وكان هذا بالاستناد الى مصادر غربية استخباراتية. وفي ديسمبر/كانون الاول 2019، قالت الولايات المتحدة ان ايران تنقل صواريخها مجددا الى العراق".


واشارت "يبدو ان ايران وكتائب حزب الله، استخدموا الدرون لمهاجمة انابيب نفط في السعودية في مايو/ايار 2019. وظهر خطر اضافي من العراق تجاه السعودية في فبراير 2021 عندما هاجمت درون انطلقت من العراق قصرا ملكيا في المملكة.


ونقلت الصحيفة عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى ان كتائب حزب الله تقود استخدام الدرونز المتطورة في العراق، وان هذه المليشيات العراقية تستخدم الان طائرة درون مشابهة لطائرات "صماد-1" المصممة ايرانيا وقادرة على قطع مسافة 500 كيلومتر، ويستخدمها الحوثيون في اليمن وحزب الله في لبنان.


وذكرت بان الدرونز استخدمت ضد القوات الاميركية في اربيل في منتصف نيسان/ابريل الماضي وضد قاعدة الاسد الجوية في الثامن من مايو/ايار. 

واشارت الى ان صور حطام الدرون في اربيل يبدو مشابها للون الدرون التي اسقطت في شمال شرق اسرائيل، وهذا يشير الى الهوية الايرانية لهذه الطائرات، الا ان التلميح الى العراق على انه المكان المحتمل الذي انطلقت منه الطائرة، يشير ايضا الى مشاركة الميليشيات العراقية.


وتابعت ان هذه الميليشيات هي جزء من الحشد الشعبي الى يضم جماعة مثل عصائب اهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي الذي جاء الى لبنان في العام 2017 واطلق تهديدا ضد اسرائيل بانه سيعمل الى جانب حزب الله، اما ابو مهدي المهندس وكتائب حزب الله فانه جزء من شبكة عمل قوة القدس التي تعمل في انحاء الشرق الاوسط لخدمة مصالح ايران وحزب الله.


وبعد بداية الحرب بين اسرائيل وحماس في العاشر من مايو/ايار، كانت هناك محاولات من جانب قوى موالية لايران في العراق، لتنظيم نقل مقاتلين لمحاربة اسرائيل. وفي 16 مايو، اشارت تقارير الى ان كتائب حزب الله جندت متطوعين من جل ذلك. 

كما ان حركة حزب الله والنجباء وكتائب سيد الشهداء، ارادت ايضا الذهاب من العراق للمشاركة في محاربة اسرائيل. وتحدثت تقارير اميركية عن ان كتائب حزب الله كانت على تواصل مع حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية. كما ان قائد قوة القدس اسماعيل قاآني، كتب رسالة الى القائد العسكري لحماس محمد ضيف في غزة، وتحدث مع زعيم حماس اسماعيل هنية في 15 مايو.


وخلصت الصحيفة الى القول انه اذا كانت الميليشيات في العراق تستعد لمحاربة إسرائيل، وتستضيف صواريخ ايران الباليستية، ومن المحتمل انها تستخدم الدرونز ضد اسرائيل، فان ذلك يشكل "تصعيدا خطيرا".


واشارت الى ان اسرائيل عملت لمنع التمركز الايراني في سوريا، وفي تموز/يوليو واغسطس 2019، اتهمت جماعات عراقية اسرائيل بشن غارات على العراق. واكد مسؤولون اميركيون في اغسطس 2019، لاذاعة صوت اميركا وقوع هذه الغارات.


وختمت الصحيفة الاسرائيلية بالقول ان المسافة من القائم في العراق أو المناطق في محافظة الانبار التي يمكن أن تنطلق منها طائرات الدرونز هي في أقصى نهاية مدى هذه الانواع من الطائرات، اي حوالي 600 كيلومتر، وهذا يعني ان أي طائرة درون تطير من العراق ستمثل إما مسافة التهديد الذي يمكن تحقيقه أو أنه تم اطلاقها من سوريا، مضيفة ان تصريح نتنياهو بانها جاءت من العراق أو سوريا، يشير إلى أهمية العراق في معادلة التهديد الجديدة هذه.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة