أعرب زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي، عن رفضه لعودة ما أسماه النظام الديكتاتوري والتفرد بالحكم في البلاد، وذلك بعد منح دولة الأردن حزب "البعث العربي الأشتراكي" ترخيصاً بممارسة النشاط السياسي على أراضيها مما أثار حفيظة معظم الأطراف السياسية الشيعية بالعراق.
وقال علاوي في بيان: لقد كان نظام صدام دكتاتوريا ومتفرداً، مما دعى طليعة من العراقيين الوطنيين منهم من داخل حزب البعث ومنهم من خارجه الى التصدي للنظام حينها بسبب سياساته القمعية واستغلال السلطة لمصالح وإرادات مشبوهة أقحمت العراق في حروب دموية داخلية وخارجية كحرب ايران وثم الكويت والحروب مع الكورد، كما قام النظام بتصفية عددٍ كبير من الشخصيات الوطنية والمعارضة، مرة اخرى كان من ضحاياه اعضاء مهمين في حزب البعث آنذاك، سعياً منه للاستيلاء والتفرد بالسلطة، بالاضافة الى محاولة شق الصف العربي وقد تكرس ذلك بما سمي "ايلول الاسود" فعوضا عن قيام النظام حينها بالمصالحة وتقريب وجهات النظر بين الاردن بقيادة الملك الحسين بن عبدالله طيب الله ثراه والاخوة الفلسطينيين، عمل على تصعيد الخلاف بينهما، مدعيا ان هدف التحركات لاسقاط نظامه في العراق.
وأكد ان الشعب العراقي دفع غاليا في تصديه لنظام صدام ومنهم البعثيين، مستدركا القول: كان يفترض بعد سقوط النظام الديكتاتوري ان تنطلق صفحة جديدة للعراق، موحدة للشعب وتطلق قدراته وتسعى لسلامة البلاد ووحدته وسيادته، تحترم المواطنة ومساواة المواطنين الكرام، لكن العكس من ذلك حصل، مما ترك العراق منقسما وشعبه في تناقض بسبب العزل السياسي والتهميش والاقصاء والمحاصصة، ودخلت البلاد في صراعات ونزاعات مختلفة، فتارة نزاع شيعي-شيعي وتارة اخرى نزاع كردي-كردي وثالثة سني-سني، وظهرت مسميات كالاقليات والكوتات طغت على مسمى المواطنة التي يؤمن بها كل عراقي حر شريف، وأبعدت هذه السياسات العراق عن محيطه العربي، وسمحت للدول بالتدخل السافر في شؤونه الداخلية باساليب رخيصة ووقحة".
وأضاف علاوي "كان هدفنا الاساس هو بناء عراقٍ ديمقراطي ينعم فيه جميع ابنائه بالامن والاستقرار والرخاء واقامة نظام سياسي مبني على اسس العدالة والمساواة وسيادة القانون ويحفظ حقوق المواطنة، الا ان التدخلات الخارجية السافرة عرقلت هذا المشروع الوطني ووقفت بالضد منه. لهذا لا خوف كما يتخيل البعض من استدعاء الماضي، فالعملية السياسية تقوم بما يلزم لشديد الاسف، وشعبنا ثار بوجه الطغيان حينها ولن يقبل كما يدعي البعض عودة الدكتاتورية طالما هي موجودة، والبديل للسياسيات الحالية هو بيد من تطرف من بعض القوى وفق القاعدة العلمية لكل فعل ردة فعل اقوى مما يتوقع بالاتجاه المعاكس.
وتابع بالقول: اليوم وبعد كل ما قدمناه من تضحيات سنبقى على مبادئنا وسنسعى مع القوى والشخصيات الوطنية النزيهة لتصحيح المسار وتحقيق دولة المواطنة ولن نسمح بعودة او اقامة اي نظامٍ ديكتاتوري تفردي".
وكان العشرات من الأشخاص قد خرجوا في العاصمة العراقية، صباح أمس الثلاثاء، بتظاهرات غاضبة احتجاجاً على سماح السلطات الأردنية لحزب "البعث العربي الاشتراكي" بممارسة نشاطه السياسي على أراضيها، مطالبين الحكومة العراقية باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد عمّان.
بدوره قال رئيس "لجنة الشهداء والسجناء السياسيين والمضحين" حسن سالم، الذي شارك حشود المحتجين، مخاطباً بقايا حزب البعث: "ورقة حزب البعث احترقت وولت، وإن فكرتم العودة ستلقون أجساداً وجنوداً مجندة لسحقكم".
وكان مجلس النواب العراقي قد أقرّ في شهر تموز/يوليو العام 2016 مشروع قانون حظر حزب البعث والكيانات المنحلة والأحزاب والأنشطة العنصرية والإرهابية والتكفيرية.
وحكم الحزب، قرابة أربعة عقود من الزمن في العراق تصدى في معظم هذه الفترة لرأس هرم السلطة الرئيس السابق صدام حسين قبل أن تطيح به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في حرب الخليج الثالثة في العام 2003.
وارتكب نظام البعث في عهد "حسين" العديد من الجرائم التي صنفتها المحكمة الجنائية المختصة في العراق على أنها "جرائم إبادة جماعية"، وقد قضت بالحكم على الرئيس الراحل وعلى المسؤولين المقربين منه بعقوبة الإعدام شنقاً حتى الموت.