في ظل التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، وبعد أشهر من المحادثات بين واشنطن وبغداد بشأن مستقبل التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، وصلت المفاوضات إلى محطة الاتفاق الرسمي، بإعلان جدول إنهاء المهمة العسكرية المستمرة منذ عقد، الأمر الذي أثار التساؤلات حول سبب توقيت الإعلان وتأثيراته على البلاد.
ورغم دعوات كتائب “حزب الله العراق”، إحدى الفصائل المسلحة في العراق، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بعدم الاستعجال في إعلان إخراج القوات الأمريكية من العراق، جاء بيان مشترك لبغداد وواشنطن، ”، أن “العراق والولايات المتحدة الأمريكية تربطهما علاقة استراتيجية، ونتيجة للمشاورات والمناقشات مع قيادة التحالف الدولي لهزيمة داعش والدول الأعضاء الصديقة، والمناقشات المكثفة داخل اللجنة العسكرية العليا الأمريكية العراقية، التي عملت بجد ومهنية في اجتماعات مكثفة على مدى الأشهر التسعة الماضية، وبعد دراسة وتقييم الوضع العسكري والأمني في العراق والمنطقة، تعلن ما يلي:
أولاً: إنهاء المهمة العسكرية للتحالف في العراق خلال الاثني عشر شهراً القادمة، وفي موعد أقصاه نهاية سبتمبر 2025، والانتقال إلى شراكات أمنية ثنائية بما يدعم القوات العراقية ويحافظ على الضغط على داعش.
ثانياً: وحيث أن العراق عضو أساسي في التحالف، ولمنع عودة التهديد الإرهابي لداعش من شمال شرق سوريا، وتبعاً للظروف الميدانية والمشاورات بين العراق والولايات المتحدة وأعضاء التحالف، فإن المهمة العسكرية للتحالف العاملة في سوريا من منصة يتم تحديدها في الهيئة العسكرية العليا ستستمر حتى أيلول 2026.
ثالثاً: تلتزم الهيئة العسكرية العليا بصياغة الإجراءات اللازمة لتحقيق ما ورد في الفقرات أعلاه، والتوقيتات، والآليات لتنفيذها، بما في ذلك الإجراءات لضمان الحماية الجسدية لمستشاري التحالف المتواجدين في العراق خلال الفترة الانتقالية، بما يتفق مع الدستور والقوانين العراقية. وقد بدأت الخطوات العملية لتنفيذ هذه الالتزامات.
وبحسب البيان فان “العراق قدم شكره للتحالف على الدعم والمساندة التي قدمها للقوات الأمنية العراقية لمواجهة هذا التهديد المشترك وتأمين هزيمة داعش على الأرض في العراق، وفي مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية التي وقفت مع العراق في ظروف صعبة”.
فيما ثمن التحالف “دور العراق والتضحيات الكبيرة التي قدمتها كافة القوات الأمنية العراقية في محاربة هذا التنظيم الإرهابي الذي شكل تهديداً للعالم أجمع”، مؤكدا “على ضرورة مواصلة كافة الجهود لضمان عدم عودة التهديد من هذا التنظيم الإرهابي بأي شكل من الأشكال”.
وسيتم وفقا للبيان “تعزيز العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، حيث تسعى الدولتان إلى تعزيز المساعدة الأمنية والتعاون على أساس الاحترام المتبادل، بما يتفق مع اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق والدستور العراقي، وتعزيز شراكة ثنائية دائمة بما يتفق مع البيان المشترك بين الولايات المتحدة والعراق الصادر خلال زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن العاصمة، يومي 15 و16 نيسان 2024 والبيان المشترك بين الولايات المتحدة والعراق في أعقاب الحوار الثاني للتعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق الذي عقد في واشنطن العاصمة يومي 22 و23 يوليو 2024”.
وتعزيزاً لاختتام المهمة العسكرية للتحالف الدولي بشكل آمن ومنظم، تؤكد “حكومة العراق التزامها، بما يتفق مع التزاماتها الدولية، بحماية المستشارين الدوليين المتواجدين في العراق بدعوة من الحكومة العراقية”.
ويعد هذا الاتفاق مهم في ظل وضع سياسي وأمني حساس للعراق والمنطقة بعد سنوات من وجود القوات الأجنبية في البلاد، ومواجهة العديد من التحديات الأمنية المترتبة على تنظيم “داعش” وغيره من الجماعات المسلحة، حيث سعت الحكومة العراقية إلى ضمان سيادتها واستقلالها، وفي الوقت نفسه، تأمين الاستقرار الداخلي.
وكانت كتائب “حزب الله العراق”، دعت مساء أمس الجمعة، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بعدم الاستعجال في إعلان إخراج القوات الأمريكية من البلاد.وجاء في بيان للكتائب، اطلعت عليه “العالم الجديد”، “في الوقت الذي نشكر فيه رئيس الوزراء العراقي على مواقفه الوطنية وجهوده لإخراج قوات الاحتلال الأمريكي من العراق، نطالبه بعدم التعجل في الإعلان عن أي اتفاق مع العدو الأمريكي قبل إتمام التفاهم-والذي بدأ ولم ينتهِ بعد- مع قادة الإطار التنسيقي، وتنسيقية المقاومة العراقية”.
وأضاف البيان، أن “توقيت الإعلان غير مناسب، لاشتراك الأمريكان وتورطهم في جرائم القتل الجماعي بحق الأطفال والنساء والأبرياء، وعمليات الغدر التي تحدث في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا، وكذلك من أجل عدم تباين المواقف بين القوى السياسية في هذا الظرف الحساس”.يشار إلى أن الضغوط بشأن إخراج القوات الأمريكية قد إزداد بعد اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس في هجوم أمريكي بطائرة مسيّرة في كانون الثاني 2020، مما أثار احتجاجات غاضبة ومطالبات رسمية بخروج القوات الأجنبية.
يمثل هذا الاتفاق، المرة الثالثة خلال العقدين الأخيرين التي تعلن فيها الولايات المتحدة عن انتقال رسمي لدور الجيش هناك.وبعد الانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني المقبل، ستبدأ القوات الأمريكية في المغادرة من قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق ومن مطار بغداد الدولي، ستنتقل هذه القوات إلى قاعدة الحرير في أربيل، في إقليم كردستان شمال العراق،بحسب “أسوشيتد برس”.ويشهد جنوب لبنان منذ 24 أيلول سبتمبر الجاري، هجمات صاروخية من قبل الجيش الإسرائيلي وغارات جوية استهدفت قيادات ومواقع لحزب الله اللبناني، ومن ثم توسعت لتطال منازل ومناطق سكنية وخلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى.
ورد حزب الله اللبناني بهجمات صاروخية ضربت أهدافاً إسرائيلية عسكرية وشركات وغيرها، وتتواصل الهجمات المتبادلة لليوم الخامس على التوالي.ودعت الأمم المتحدة والعديد من الدول إلى وقف إطلاق النار والالتزام بالمعاهدات الدولية إلا أنها لم تلقَ استجابة من إسرائيل وحزب الله.فيما كان العراق أول المبادرين في تقديم الدعم والإسناد للشعب اللبناني الشقيق، جراء الاعتداءات السافرة للجيش الإسرائيلي على بلادهم.
إذ وجهت الحكومة العراقية باستنفار كل الجهود لتقديم المساعدات إلى الشعب اللبناني جراء القصف عدوان الإسرائيلي المستمر منذ 5 أيام متتالية على بلادهم، فضلاً عن تسهيل دخول اللاجئين إلى العراق وتهيئة كل سبل الراحة لهم.وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وصول 75 طناً من المساعدات والمستلزمات الطبية العراقية إلى لبنان، فيما أكدت الاستعدادات لإرسال أول قافلة مساعدات برية.فيما طالب المرجع الديني السيد علي السيستاني بـ”بذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة.إذ انتشرت في شوارع العراق، خيام لجمع التبرعات لإغاثة الشعب اللبناني الشقيق، فيما رفعت الخيام لافتات تدعو المواطنين الى التبرع بناء على دعوة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني.