برزت للساحة العراقية، خلافات لم تكن وليدة اللحظة بين بعض الكتل السياسية، لكن في هذه الفترة اختلفت الاوضاع وامتدت جذورها لعمق القوى المنضوية داخل الاطار التنسيقي، خصوصاً مابين الاطراف التي تمتلك فصائل وعناصر تحت خيمة هيئة الحشد الشعبي ورئيس الهيئة فالح الفياض، قد تدفع بتحرك تلك القوى لعزل الفياض عن منصبه.
وفي هذا الشأن، ذكر عضو بارز في الاطار التنسيقي، فضل عدم كشف هويته، إن “ما جرى من احداث وخصومات سياسية، لاسيما ما بعد الانتخابات المحلية في ظل غياب التيار الصدري، برزت حدة الصراعات السياسية وانتقلت من داخل البيت الشيعي الى عمق الاطار التنسيقي واصبح واضحا ان هناك صراع اجيال في هذا المرحلة، وبعض هذه القوى تتمسك بما يعرف بمفهوم الازاحة الجيلية”، لافتاً الى أن “هناك جملة من الاجواء المتوترة داخل الاطار التنسيقي، لاتشمل فقط رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، بل تمتد الى خلافات ما بين العصائب بزعامة قيس الخزعلي وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، اضافة لخلاف محتدم بين العصائب والفياض وكذلك العصائب مع رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي”، لافتاً الى أن “رئيس تحالف الفتح هادي العامري، لم يكن بمنأى عن هذه الخلافات التي شملته مع ائتلاف دولة القانون”.
واضاف، أن “فالح الفياض، يرغب في تطبيق مبدأ، ان الحشد وتشكيلاته جميعها يجب ان تخضع الى سلطة الدولة وان لا يكون هناك عناوين باسم الفصائل المسلحة، في حين ترى بعض الاطراف من الاطار ان العقيدة هي التي يجب ان تحرك تلك التشكيلات في الحشد اكثر ما يحركها النظام المؤسساتي”، مشيراً الى أن “عزل فالح الفياض عن رئاسة هيئة الحشد -قادم بلا شك- وجميع قوى الاطار ذاهبة بهذا الاتجاه”.
واردف العضو، أن “الفياض، بدأ يخرج عن مبادئ الاطار ويذهب باتجاه اخر”، لافتاً الى أن “الزيارة التي اجراها رئيس هيئة الحشد إلى الانبار ولقائه بامير قبيلة الدليم في الأنبار، علي حاتم السليمان، كان مخططا له من الفياض في الواقع، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه، فضلاً عن اتهامات بهدر المال العام داخل الهيئة، الامر الذي جعل من اتخاذ معظم قادة الاطار في اجتماعهم الاخير، قرارا بعزل الفياض من منصبه”.
وخلال الأسبوع الماضي، شهدت الساحة السياسية العراقية، توتراً في العلاقة بين عصائب أهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي، ورئيس الحشد الشعبي فالح الفياض، على خلفية زيارة الأخير إلى أحد مضايف محافظة الأنبار غربي البلاد، ولقائه شخصيات تعتبرها الجهات السياسية والمسلحة القريبة من إيران متهمة بـ”الإرهاب”.