يبقى وفد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، الذي حط رحاله في واشنطن، يوم أمس، مثار حديث الاوساط داخل وخارج العراق، ففضلا عن الانتقادات التي طالته بسبب حجمه الكبير، وبعض الاسماء التي حملت صفات ضمن الوفد مغايرة لوضعها الطبيعي داخل البلد، استغرب بعض المهتمين منح رجل اعمال امتياز توقيع 5 عقود مع الشركات الامريكية، وما الذي سيجنيه العراق من هذه العقود.
الكاتب والصحفي فلاح المشعل قال في حديث له ان “الوفد المرافق للسوداني كبير جدا، وبعض الاسماء يبدو انها حشرت حشرا، وهناك اسماء لا علاقة لها بالصناعات الدوائية ومعروفة على صعيد شركات الطاقة والبناء وتم حشرها في تخصص مغاير”.
واضاف، ان “هناك اسماء لا اريد ان آتي على ذكرها، فضلا عن توزيع الحضور على التمثيل الطائفي والقومي وهو أمر يتكرر في كل الوفود والزيارات”، لافتا الى ان “برنامج الزيارة لا يحقق اهداف تطوير الصناعة الداخلية، وهي عملية تتم من خلال الاتفاق والتعاقد مع الشركات بصورة مباشرة، وان تقوم هذه الشركات بالتعاقد مع القطاعات المشتركة ما بين الحكومة والقطاع خاص”.
واشار المشعل، الى ان “الوفد يتمثل من خلطة هجينة وغريبة، فما حاجة الذهاب الى امريكا بهذا العدد من السياسيين والمحللين السياسيين، ما الذي سيفعلونه في امريكا؟، موضحا ان “لا اهمية لهذا العدد من الاعلاميين والمحللين، خاصة اذا عرفنا ان أكثر من نصف الوفد لا يجيدون التحدث باللغة الانكليزية”.
وبين ان “جدول الزيارة يوضح ان السوداني سيلتقي على مدى ساعة بالرئيس الامريكي، و20 دقيقة مع ممثل احد اكبر البنوك الامريكية، ونصف ساعة مع وزير الخارجية الامريكي، وهذه القاءات بهذه التوقيتات تكاد تكون بروتوكولية، ولا توفر مساحة للتفاهمات الاقتصادية، على صعيد الصناعات والزراعة ومشاريع الاستثمار وغير ذلك”، متسائلا عن “اهمية باقي الوفد حين يكون مجرد كتلة بشرية تتحرك هنا وهناك؟”.
وتابع المشعل، ان “البند السياسي سيكون طاغيا على هذه الزيارة، ولا اتصور ان يتم فتح ملفات اخرى في هذه اللحظة التاريخية، كون امريكا لن تتفاعل مع العراق ايجابيا، وليس من موقف مسبق وعدائي، بل لكون الحزب الديمقراطي والذي يتزعمه الرئيس الامريكي جو بايدن حاليا، يعيش مرحلة مخاض انتخابي ومتبقي خمسة شهور وتنتهي ولايته، وفي حال فاز الجمهوريون ستتغير التوجهات الخارجية للولايات المتحدة، وتحديدا العلاقة مع العراق”.
ولفت الى ان “هناك ملفات كثيرة مطلوبة من العراق، ولم يلتزم بها. مثلا موضوعات السيطرة على الدولار، والسيطرة على السلاح المنفلت، والموقف من كردستان، وهذه ملفات حقيقة، وكانت تحتاج الى رؤية عراقية وموقف عراقي كامل لكي يذهب رئيس الوزراء ويقول لهم هذه ملفاتكم انجزتها، وهذه ملفاتي اطالب بانجازها”، مبينا انه “هكذا تكون الحالة، وتنطوي على قدر من التكافل او التقابل”.