أول رد حكومي على بيان السيستاني
منذ صدور بيان المرجع الأعلى في النجف، علي السيستاني، حول التحديات التي يواجهها العراق، وأبرزها الفساد والسلاح وتطبيق القانون، والذي لفت إلى أن طريق الخلاص من ذلك "طويل"، كُتبت انتقادات كثيرة ضد القوى السياسية الحاكمة، فضلًا عن الحكومة التي تتبع هذه القوى.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بالموقف الأخير للمرجع السيستاني، خاصة وأنه جاء بعد صمت طويل عن السياسة.
وحاولت "الجبال" أن تتواصل مع أكثر من طرف حكومي حول الأمر، حيث تحدث مستشار الشؤون السياسية لرئيس الحكومة، سبهان الملا جياد، عن "معرقلات" بسبب بعض الكتل والأحزاب السياسية. وزعم الملا جياد، في حديث ، أن "الحكومة العراقية الحالية ماضية في تنفيذ ما دعت إليه المرجعية وهذا ضمن برنامجها ومنهاجها الوزاري، وعملت على تنفيذ ذلك وحققت نجاحات كبيرة في قضية محاربة الفساد وحصر السلاح وغيرها، مستدركاً بالقول: "لكن بعض الأحيان هناك معرقلات بسبب بعض الكتل والأحزاب السياسية".
وقال جياد إن "ما جاء في بيان المرجعية هو جزء من المنهاج الحكومي"، مدعياً أن "هذا البيان دعم وتأييد وكذلك تشجيع من قبل المرجعية للحكومة العراقية لإكمال تنفيذ برنامجها بعيداً عن أي ضغوطات أو تهديدات سياسية من أي طرف كان، وهذا ما ستعمل عليه الحكومة خلال المرحلة المقبلة".
وكان المرجع السيستاني تحدث مع بعثة الأمم المتحدة، عن التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق في الوقت الحاضر وما يعانيه شعبه على أكثر من صعيد، وقال إنه "ينبغي للعراقيين - لا سيما النخب الواعية - أن يأخذوا العبر من التجارب التي مرّوا بها ويبذلوا قصارى جهدهم في تجاوز إخفاقاتها ويعملوا بجدّ في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار".
وأكد أن "ذلك لا يتسنى من دون إعداد خطط لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات"، لافتاً إلى أنه "أمام العراقيين مسار طويل إلى أن يصلوا إلى تحقيق ذلك". وفي الأثناء، تحدث رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، لدى استقباله الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة محمد الحسان، عن "أهمية ما طرحه المرجع السيستاني خلال استقباله الحسان، من تشخيص لاحتياجات البلاد".
جاء ذلك أثناء، استقبال السوداني للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق محمد الحسان، حيث "تمّ استعراض العلاقات والبرامج المشتركة بين العراق والمنظمة الدولية، وسبل المضي بها في ضوء الاتفاق على إنهاء مهمة اليونامي".
وجرى، خلال اللقاء، "البحث في آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، وما يحدث من عدوان على غزّة وجنوب لبنان، واستمرار حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الصهاينة".
السوداني أشاد وفق البيان بـ"ما قدمته بعثة الأمم المتحدة من عون للعراق في مواجهة التحديات عبر السنوات التي تلت عام 2003، وأبرز المنعطفات والمصاعب التي مرّ بها الشعب العراقي، وأهمية ما طرحه السيستاني خلال استقباله الحسان، من تشخيص لاحتياجات العراق والرؤى الواقعية لتطلعات الشعب العراقي، التي أوجزتها الحكومة في أولويات برنامجها العامل والجاري تنفيذه".