أسر النجم الإسباني لامين يامال القلوب بموهبته الفذة وقدراته الاستثنائية منذ بزوغ نجمه في سماء كرة القدم، ليُقارن بالأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي ويصبح أيقونة برشلونية جديدة تُبشر بمستقبل مشرق.
إلا أن الفترة الأخيرة تشهد تراجعًا ملحوظًا في مستوى اللاعب الشاب، وبدلًا من أن يقتفي أثر ميسي في التركيز على الفاعلية والإنتاجية، يبدو أن يامال يسير على خطى نيمار داسيلفا في مرحلة معينة من مسيرته، تحديدًا تلك التي سبقت رحيله عن برشلونة في 2017.
هذا الانحدار المفاجئ يثير إنذارًا بالخطر حول مستقبل يامال ومسيرته في النادي الكتالوني.
جفاف تهديفي يُنذر بالخطر
بداية الشرخ بدأت تظهر في الأرقام، فلامين يامال، الذي كان يُعتبر مصدرًا للإلهام الهجومي، يعاني حاليًّا من جفاف تهديفي مقلق في الليغا. منذ هدفه الأخير في شباك ريال مدريد في كلاسيكو 26 أكتوبر، صامت قدم يامال عن هز الشباك لأكثر من ثلاثة أشهر، ليُشارك بذلك فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد، في معاناته الغيابَ التهديفي في فترة مماثلة. هذا التراجع ليس مجرد صدفة عابرة، بل هو مؤشر على تحول في أداء اللاعب وأولوياته داخل الملعب.
"سوء قرارات" يعيق الأداء الجماعي
بالإضافة إلى الغياب التهديفي، بات يامال أكثر ميلًا للاستعراض الفردي والمراوغة الزائدة عن اللزوم، وهو ما يُعيق في كثير من الأحيان سلاسة الهجمات البرشلونية ويُبطئ من رتم اللعب. ففي المباريات الأخيرة، أصبح من الملاحظ أن يامال يميل إلى الاحتفاظ بالكرة لفترات طويلة، والانخراط في حركات استعراضية لا تُضيف قيمة حقيقية للفريق. هذا الأداء يُذكرنا بنيمار في عام 2017، عندما بدأ يميل بشكل متزايد إلى التركيز على اللقطات الفردية والمهارات الاستعراضية، على حساب الفاعلية والعمل الجماعي. في تلك الفترة، انتقد الكثيرون النجم البرازيلي بسبب تفضيله المراوغة والمَشاهد الجذابة على صناعة الفارق الحقيقي لفريقه، وهو المسار ذاته الذي يبدو أن يامال يسلكه حاليًّا.
شخصية يافعة وتأثر بنجومية زائفة؟هذا التحول في أداء يامال يفتح الباب للتساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التراجع، أحد التفسيرات المحتملة يكمن في طبيعة يامال الشابة وشخصيته التي لا تزال في طور التكوين. فاللاعب لا يزال مراهقًا يافعًا، وقد يكون عرضة للتأثر بالبيئة المحيطة والانجراف وراء مظاهر النجومية الزائفة، وبالنظر إلى تألق فينيسيوس في ريال مدريد كلاعب يعتمد على المهارات الفردية والاستعراضية، فمن الوارد أن يكون يامال متأثرًا بهذا النموذج، ساعيًا لتقليده في بعض الجوانب. لكن تقليد فينيسيوس في الشق الاستعراضي فقط، دون التركيز على الفاعلية التهديفية والتأثير الإيجابي على الفريق، قد يكون وصفة لكارثة على مسيرة يامال.
شبح والد نيمار يُخيم على المستقبل
أما التفسير الأكثر خطورة، والذي يستدعي دق ناقوس الخطر بحق، فيتعلق بتأثير والد لامين يامال على مسيرة ابنه.فالكثيرون يتذكرون الدور السلبي الذي لعبه والد نيمار في مسيرة النجم البرازيلي، خاصة في الفترة الأخيرة له في برشلونة. فقد كان تدخل والد نيمار في قرارات مسيرته وتوجيهاته له أحد العوامل التي أسهمت في انحراف مساره عن التركيز على كرة القدم، والانجراف نحو اهتمامات أخرى أقل أهمية. والتاريخ يُعيد نفسه بشكل مقلق مع لامين يامال، فالتصرفات الأخيرة لوالد اللاعب، وتورطه في بعض المشكلات مؤخرًا، كلها مؤشرات تنذر بالخطر.
برشلونة أمام مسؤولية حماية الجوهرة
ختامًا، إنذار الخطر يدق بقوة في برشلونة بشأن مستقبل لامين يامال، فاللاعب الشاب يمر بمرحلة حرجة في مسيرته، حيث يبدو أنه ينحدر من المسار المضيء الذي رسمه له شبح ميسي، ويتجه نحو مسار آخر مُظلِم يُذَكر بمسيرة نيمار في سنواته الأخيرة في النادي الكتالوني. الخطر الأكبر لا يكمن فقط في تراجع المستوى الفني، بل في التأثيرات الخارجية المحتملة، وعلى رأسها تدخل والد اللاعب الذي قد يُعيق مسيرته ويُحوله إلى مجرد نسخة باهتة من نيمار، بدلًا من أن يُصبح خليفة لميسي. على إدارة برشلونة والجهاز الفني التدخل سريعًا لإنقاذ يامال، وتوجيهه نحو الطريق الصحيح، وحمايته من المؤثرات السلبية التي قد تُدمر موهبته وتُجهض حلمه في أن يُصبح أسطورة برشلونية جديدة. فهل يستفيق يامال ووالده قبل فوات الأوان؟ وهل يتمكن برشلونة من حماية جوهرته الثمينة من الانحدار نحو الهاوية؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الإجابة.