23 Jun
23Jun

رفض ليونيل ميسي قبل أشهر أن ينضم للدوري السعودي وبالتحديد لصفوف الهلال، وكان أحد أسباب رفضه لهذا، أن يستريح قليلًا من صراع الأفضلية بينه وبين كريستيانو رونالدو، نجم النصر.لكن يبدو أن هذا هو قدر الثنائي، فالصراع بينهما سيظل مستمرًا لسنوات حتى لو بدأت شمسهما في المغيب واقترب كل لاعب منهما من الاعتزال.

 

منافسة عابرة للمحيطات 

الصراع الذي تجدد أخيرًا بحلول بطولتي كوبا أمريكا وكأس الأمم الأوروبية ليس بجديد على المستوى القاري وبه العديد من المحطات السابقة في 2014، عندما سخرت جماهير ميسي من خروج رونالدو ومنتخب بلاده من دور المجموعات في كأس العالم، ثم رُدت لهم السخرية بخسارة الأرجنتين للنهائي ضد ألمانيا.

واستمر الصراع في كوبا أمريكا 2015 و2016 و2019 وكأس الأمم 2021 وكأس العالم 2018، حتى فاز ميسي بكوبا أمريكا 2021 وكأس العالم 2022، فأصبح الصراع أكثر هدوءًا، لكن يبدو أنه يعود بقوة هذا الصيف.فالأرجنتين تخوض كوبا أمريكا بقيادة ميسي ورفاقه، بحثًا عن لقب جديد يضاف للسجلات التاريخية لهم، وفي الوقت نفسه يريد كريستيانو رونالدو تكرار إنجاز 2016 بالفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية مرة أخرى.

 ذكاء مرتبط بالعمر 

لا خلاف أن ميسي ورونالدو لا يمران بأفضل فترة لهما على المستوى البدني، وهو أمر طبيعي للغاية في ظل عمرهما الكبير.أصغرهما وهو ميسي عمره 36 عاما، في حين أن كريستيانو أوشك على الـ40 ولا مجال لتكرار ما كانا يقدمانه منذ عشر سنوات.لكن يظل الذكاء الخاص بميسي ورونالدو فريدا من نوعه، ولا يظهر في نجوم كرة القدم إلا مرة كل عدة أجيال، فكلاهما يعرف كيف يستخدم إمكاناته ويطوع ما يملك من فنيات من أجل خدمة فريقه.حتى لو كان ذلك يعني أنه لن يسجل الأهداف، فيكفيه صناعتها والمساهمة بشكل أو بآخر بتحقيق فريقه للفوز.وهو ما حدث بالفعل مع الأرجنتين في أول مباراة ضد كندا، حيث صنع ميسي الهدف الثاني لمنتخب بلاده والذي أكد الفوز، وكرره رونالدو ضد تركيا بصناعة الهدف الثالث أيضًا لتأكيد الفوز.

 الجسد لا يرحم حقًا 

يبدو أن عبارة ميسي التي قالها قبل سنوات لم تكن مجرد كلمات تلاصقت بجوار بعضها بعضا، لكنها عبرت عن حالة نعيشها في الأيام الحالية مع ليونيل وكريستيانو.ميسي عندما قال "الجسد لا يرحم" كان يعني ذلك، وانعكاس هذا ظهر في أول مباراة في كوبا أمريكا على الأرجنتيني وأول مواجهتين للبرتغال في كأس الأمم الأوروبية.الأجيال الجديدة بدأت في الصعود، وميسي ورونالدو قدما بالفعل كل ما يمكن تقديمه لكرة القدم ولمنتخبات بلديهما، لكن يبدو أن كليهما يرفض الاستسلام وترك الساحة الدولية قبل الآخر.

 صراع ميسي ورونالدو فُرض على عالم كرة القدم؛ لما يملك الثنائي من إمكانات ومستويات وأرقام فريدة، كما فُرض علينا صراع بيليه ومارادونا لسنوات على الرغم من اختلاف الحقبة الزمنية بينهما.في نهاية المطاف لا يبدو أن ذلك الصراع الجديد ستكون له نهاية قريبة، حتى بعد اعتزال ميسي ورونالدو، ستظل المقارنات قائمة، وستظل الجماهير تتشاكس حول أفضلية أحدهما على الآخر.لكن بالعودة للإطار الحالي للصراع في كوبا أمريكا وكأس الأمم الأوروبية، لمن ستكون الغلبة في الأخير بعد صناعة كل لاعب هدفا وحيدا حتى تلك المرحلة؟ ذلك ما سترويه الأيام.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة