08 Apr
08Apr

أدت القرارات المالية السيئة والفساد المزعوم على مستوى عالٍ إلى جانب جائحة كوفيد-19 إلى ترك كرة القدم الصينية في وضع سيء، مما أنهى أحلام رئيس البلاد من جعل الصين قوة كروية عظمى، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.
في عام 2011 قبل وصوله للسلطة بعام واحد، وضع الزعيم الصيني، شي جينبينغ، رؤية لتحويل البلاد إلى "قوة عالمية عظمى في كرة القدم" بحلول عام 2050.
وحدد شي التأهل لكأس العالم لكرة القدم مرة أخرى واستضافة المونديال ومن ثم التتويج بالكأس العالمية.
وتعد المهمة كبيرة على اعتبار أن كرة القدم الصينية لم تتأهل لكأس العالم سوى مرة واحدة، علاوة على تراجع تصنيف المنتخب الوطني وعدم إحرازه لقب كأس الأمم الآسيوية أبدا.
لاحقا، ارتفع الإنفاق على كرة القدم في البلاد وأصبح دوري السوبر الصيني مرتعا للنجوم الأجانب الذين تعاقدت معهم الأندية في صفقات ضخمة.
في موسم الازدهار 2015-2016، تم إنفاق 451 مليون دولار أميركي على سوق الانتقالات، مما جعل الدوري الصيني ضمن أكبر خمس بطولات إنفاقا في العالم.
ولكن بعد أكثر من عقد من الوقت الذي حدد فيه شي حلمه لأول مرة، تراجعت كرة القدم في الصين بالسرعة التي ارتفعت بها من قبل.
وتحقق هيئة مراقبة مكافحة الفساد في الحزب الشيوعي حاليا مع مجموعة من مسؤولي الاتحاد الصيني لكرة القدم، بما في ذلك الرئيس السابق، تشين شيوان، بتهم تتعلق بالفساد المالي.
وعندما ضرب كوفيد البلاد ودمر الاقتصاد وتوقف سوق العقارات، جفت الأموال من الشركات التابعة للدولة والمطورين الذين كانوا يدعمون الأندية.
وتخلى المدرب فابيو كانافارو، الذي رفع كأس العالم كقائد لمنتخب إيطاليا عام 2006، عن 28 مليون دولار من الراتب والمكافآت لترك مهمة تدريب فريق "غوانزو" عام 2021.
وقال كانافارو، الذي كان مدربا للمنتخب الصيني أيضا قبل استقالته، لوسائل الإعلام الحكومية أن "كوفيد غير كل شيء".
كانت القواعد الصارمة للوباء تعني عددا أقل من المشجعين الذين يشاهدون المباريات الحية، وبالتالي قلة الشركات الراعية.
كما أن تلك القواعد حرمت اللاعبين من الحياة الاجتماعية، حيث يتوجب عليهم البقاء في معسكرات طويلة دون أن يتمكنوا من الخروج.
وكافحت الأندية لدفع الأجور، مما أدى لاستقالة العديد من اللاعبين والمدربين الأجانب الذين تم التعاقد معهم لرفع مستوى اللعبة في البلاد.
بينما كانت قيود كوفيد تجعل الحياة بائسة للعديد من اللاعبين، كان الوباء يسبب الفوضى للشركات التي تمول رواتب لاعبي ومدربي الأندية.
ولم يتمكن فريق "غوانزو" التابع لمجموعة "إيفرغراند"، التي أثار انهيارها عام 2021 أسوأ أزمة سوق عقارية في البلاد، من دفع أجور اللاعبين بالكامل. وهبط بطل آسيا مرتين من دوري السوبر الصيني.
ووفقا لقاعدة بيانات موقع "ترانسفير ماركت"، فإن من بين أفضل 100 صفقة انتقال على الإطلاق في الدوري الصيني، كان 75 على الأقل للاعبين الأجانب.
وتشير شبكة "سي إن إن" الإخبارية إلى أنه لم يتبق من اللاعبين الأجانب سوى 3 فقط.
ويعتقد كثيرون أن التراجع بدأ قبل وقت طويل من وصول كوفيد-19 وأن الفيروس "أدى إلى تفاقم السيناريو المالي الكامل للدوري الصيني الممتاز، مما سرع من سقوطه وجعل من المستحيل تقريبا الحصول على إيرادات من رعاة الدوري وشركات البث"، حسبما يقول المستشار الرياضي المقيم في بكين، ويليام بي.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة