لم يكن انضمام نيمار دا سيلفا إلى الهلال مجرد صفقة عادية، بل كان حدثًا استثنائيًّا هزّ عالم كرة القدم، وأعاد للأذهان صفقات الجيل الذهبي التي صنعت تاريخ الأندية الأوروبية.
فالنجم البرازيلي، صاحب المهارات الساحرة والتاريخ الحافل بالإنجازات والألقاب، اختار الزعيم ليكون محطته الجديدة، لكن غيابه طيلة تلك الأشهر بسبب الإصابة أحبط جماهير الزعيم.
لكن يبدو وأن البرازيلي قد عاد ليمنح الهلال "أعظم صفقات الموسم"، بل وربما السنوات الأخيرة، وليُضيف اسمه إلى قائمة أساطير ارتدت القميص الأزرق.
عودة قوية ودوافع كبيرةعودة نيمار من الإصابة، التي أبعدته عن الملاعب لفترة، زادت من حماسة جماهير الهلال لرؤية نجمهم الجديد في الميدان.
وقد ظهرت دوافع نيمار القوية لتقديم أفضل مستوياته مع الزعيم واضحةً للعيان، فهو يسعى لاستعادة بريقه الكامل بعد فترة من التراجع، والتألق في الدوري السعودي، الذي يشهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، والاستعداد لكأس العالم للأندية، حيث يطمح لتحقيق إنجاز تاريخي مع الهلال، وأن يُصبح أول لاعب برازيلي يقود فريقًا آسيويًّا للفوز بهذه البطولة العالمية.
انغماس في الثقافة السعودية
ولعلّ من أبرز العلامات على عودة نيمار القوية، هي انخراطه الكبير في الثقافة السعودية، وحرصه على الظهور بملابس محلية، ومشاركته في الفعاليات التراثية، مثل: رقص العرضة السعودية، وغنائه في كواليس أحد الإعلانات.
وهذا التفاعل الإيجابي من نيمار مع ثقافة البلد يُظهر مدى سعادته في المملكة، ورغبته في الانسجام مع المجتمع السعودي، وتقديم أفضل ما لديه لفريقه وجماهيره العاشقة.
عودة مبشرة في الميدانوقد تجلّت براعة نيمار في أول مباراة بعد الإصابة له مع الهلال ضد الفيحاء، حيث قدّم أداءً رائعًا أثار إعجاب الجميع، وأظهر انسجامًا كبيرًا مع زميله مالكوم، في ثنائية برازيلية مرعبة ستُشعل الدوري السعودي. سجّل نيمار هدفًا من صناعة مواطنه، في لقطة فنية رائعة، وتسبب في الهدف الثاني بعد الضغط على دفاع الفيحاء وتفويت الكرة للبرازيلي الآخر؛ ليُثبت أنه لا يزال يمتلك القدرة على صناعة الفارق وقيادة الهلال نحو الانتصارات.
تضحيات الهلال من أجل نيماروما يزيد دوافع نيمار، هو تضحية الهلال المحتملة من أجله، حيث تشير الأخبار إلى أن الزعيم قد يرفع السنغالي كاليدو كوليبالي من قائمة الأجانب حتى يتمكن من تسجيل نيمار محليًّا. هذه التضحية، إن تمت، ستُعزز شعور نيمار بأهميته للفريق، وستدفعه لتقديم المزيد من الجهد والعطاء في سبيل تحقيق أهداف الهلال، وإثبات أن إدارة النادي لم تُخطئ في التعاقد معه.
تحديات وصعوباتلكن الطريق لن يكون مفروشًا بالورود أمام نيمار، فهو سيواجه تحديات كبيرة في الدوري السعودي، الذي يشهد منافسة شرسة بين الأندية بالأخص بعد تصدر الاتحاد مؤخرًا.وسيُطلب منه الظهور بمستوى عالٍ في كل مباراة، كما أن الضغط الجماهيري سيكون كبيرًا عليه، فالجميع ينتظر أن يُقدم نيمار الأداء الذي يُليق بإمكانياته وشهرته العالمية بعد حوالي عام ونصف من الغياب المتتالي بسبب الإصابة.