06 Mar
06Mar

كشفت الجهود المستمرة لتفكيك كيمياء عينة الكويكب الأكثر نقاء على الإطلاق بين مجموعة من الجزيئات العضوية، ما يضفي دليلا على النظريات التي تشير إلى أن علم الأحياء له جذوره في الفضاء.


وقد مر أكثر من عامين منذ أن تم نقل المواد من سطح الكويكب Ryugu إلى الأرض في كبسولة محكمة الغلق. منذ ذلك الحين، عمل باحثون من جميع أنحاء العالم معا لدراسة تركيبته من أجل فهم أفضل لمدى تناسبه مع تطور نظامنا الشمسي.
وتؤكد هذه النتائج الأخيرة الروابط بين المركبات القائمة على الكربون الموجودة في النيازك الصخرية "كوندريت" التي تحطمت على سطح الأرض، وكيمياء الكويكبات التي أتت منها.


ومن خلال النظر في أوجه التشابه والاختلاف بين عينات Ryugu ونيازك الكوندريت الكربونية على الأرض، يمكن للعلماء إلقاء نظرة جديدة على النيازك في مجموعاتنا. وبعبارة أخرى، فإن عينات الكويكبات الفعلية مفيدة في تأكيد الفرضيات التي تم إنشاؤها من أجزاء منها تصل إلى سطح كوكبنا بعد فترة وجيزة من المرور عبر الغلاف الجوي.


ويقول عالم الكيمياء الكونية لاري نيتلر، الذي كان يعمل سابقا في معهد كارنيجي بواشنطن والآن مع جامعة ولاية أريزونا: "كشفت التحليلات السابقة عن جزيئات عضوية داخل الكوندريت الكربوني، ولكن حتى الآن، لم نتمكن من معرفة ما إذا كانت هذه المقذوفات البدائية تختلف عن تلك الموجودة على الكويكبات أم لا. ويوفر عملنا على عينات Ryugu أول رابط مباشر بين المادة العضوية الموجودة في الكوندريت وتلك الموجودة في الكويكبات".


وغالبا ما تسمى اللبنات الأساسية للحياة نظرا للدور الذي تلعبه في إشعال الحياة إلى الوجود، تشتمل الجزيئات التي تم تحديدها حديثا على عدة أنواع من الأحماض الأمينية التي تتحد لصنع البروتينات التي تعتمد عليها الكائنات الحية في الوجود.

وفي المجموع، تم تحديد حوالي 20000 جزيء عضوي في 5 غرام فقط (0.18 أونصة) من المادة. وتشمل هذه المركبات العضوية مثل الأحماض الكربوكسيلية والأمينات والهيدروكربونات العطرية؛ المركبات التي ترتبط ارتباطا وثيقا بمجموعة واسعة من الجزيئات المهمة في جميع أنحاء العالم الحي.


وتدعم النتائج فكرة أن المكونات الضرورية لجيل الحياة جاءت إلى كوكبنا في شكل معقد بالفعل من خلال الاصطدام بالكويكبات. وتظل الطريقة التي يمكن أن يتحد بها هذا الغبار العضوي في نوع من الكيمياء المكررة مجالا للنقاش، لكن معرفة الفضاء يوفر الظروف المناسبة لتكوين العديد من المركبات ذات الصلة يمنح العلماء بداية جيدة للتجربة.


ونظرا لأن هذه الكويكبات هي في الأساس بقايا من وقت تشكل النظام الشمسي قبل حوالي 4.5 مليار سنة، فيمكنها أيضا أن تعلمنا الكثير عن اللحظات الأولى لتكوين كوكبنا.


ومن خلال محددات كيميائية معينة - بما في ذلك كمية الماء الموجودة - يمكن للعلماء محاولة تحديد متى وأين تشكل Ryugu، ما يمنحنا لمحة سريعة عن الظروف في مرحلة معينة من تطور النظام الشمسي.


ويقول عالم الكيمياء الجيولوجية جورج كودي، من معهد كارنيجي للعلوم في واشنطن العاصمة: "على الأقل بعض المواد العضوية في عينات Ryugu تسبق تكوين الشمس وهي تشكلت في ظروف شديدة البرودة".


وتظهر هذه الدراسات الجديدة فائدة المسابير التي تجمع المواد من الكويكبات، مثل مركبة Hayabusa2 التي استخرجت الصخور من Ryugu. وعلى عكس عينات النيزك، لم يتأثر هذا الغبار والصخور بأي عوامل التجوية حيث يتعرض للتربة والماء والهواء.


علاوة على ذلك، فإن محاولة تحليل كويكب في الفضاء أمر صعب أيضا - ليس أقلها أنه يتحرك بسرعة كبيرة ويعكس القليل من الضوء، ما يحد من القراءات التي يمكن أن تحصل عليها الأدوات. في المختبر، يمكن إعطاء المزيد من الوقت والاهتمام لاستخراج البيانات من هذه المواد.


ويقول كودي: "في الماضي، اقتصرت أبحاثنا على دراسة الصخور الفضائية التي أتت إلينا من خلال تحطمها على الأرض. مع Hayabusa2، تمكنا أخيرا من الذهاب إلى كويكب غني بالكربون ومقارنته بالنيازك التي تصل إلى الأرض".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة