28 Nov
28Nov

كشفت دراسة جديدة من جامعة كيرتن الأسترالية أن سلسلة جبال "ناينتي إيست"، التي تُعد أطول سلسلة جبال تحت الماء في العالم، تكونت عبر عملية جيولوجية لم تكن معروفة من قبل. وتمتد هذه السلسلة على طول 5 آلاف كيلومتر في المحيط الهندي، بمحاذاة خط الطول 90 درجة شرقًا، ما يجعلها تنافس في طولها جبال الروكي في أمريكا الشمالية. وتقدم هذه الاكتشافات فهماً أعمق لحركة الصفائح التكتونية.

وتحدى البحث الذي قاده الأستاذ قيانغ جيان من جامعة الصين للبترول، الافتراضات القديمة حول تكوّن سلسلة جبال "ناينتي إيست"، باستخدام تقنيات تأريخ دقيقة للمعادن المستخلصة من السلسلة، وتبين أن تكون السلسلة البركانية الضخمة حدث بين 83 و43 مليون سنة مضت، مع وجود أقدم الأقسام في الشمال بالقرب من الهند، بحسب منصة "سايمكس" المتخصصة بالأخبار العلمية.وأوضح الدكتور هوغو أوليروك، المؤلف المشارك والباحث في كلية علوم الأرض والكواكب بجامعة كيرتن، أن النقطة الساخنة المسؤولة عن تكوّن السلسلة الجبلية لم تظل ثابتة كما كان يُعتقد سابقًا. 

وقال: "على عكس معظم النقاط الساخنة البركانية التي تبقى ثابتة تحت قشرة الأرض، ما يؤدي إلى إنشاء مسارات بركانية في أثناء انزلاق الصفائح التكتونية فوقها، يظهر هذا البحث أن النقطة الساخنة التي شكلت سلسلة جبال "ناينتي إيست" قد تحركت عدة مئات من الكيلومترات داخل الطبقة الوسطى للأرض على مر الزمن".وبحسب الدراسة، كان من الصعب إثبات حركة النقطة الساخنة المسؤولة عن تكوّن سلسلة جبال "ناينتي إيست"، على الرغم من اعتقاد العلماء بأن هذه الظاهرة شائعة. فعلى الرغم من توثيق حركة النقاط الساخنة في بعض المناطق في المحيط الهادئ، يُعد اكتشاف حركة النقطة الساخنة التي شكلت سلسلة جبال "ناينتي إيست" أول حالة من نوعها تُسجّل في المحيط الهندي.وفقًا للتقرير، لا يقتصر هذا البحث على تعديل تقديرات عمر السلسلة وأصل تكوّنها، بل يقدم أيضًا منظورًا جديدًا حول العمليات الديناميكية التي تشكل صفائح الأرض التكتونية على مدار ملايين السنين.وأشار البروفيسور فريد جوردان، المؤلف المشارك في الدراسة، إلى أهمية تقنيات التأريخ الدقيقة لفهم تاريخ الأرض الجيولوجي. وقال: "لسنوات، كانت تقديرات العمر التقريبية لسلسلة جبال "ناينتي إيست" تُستخدم لبناء نماذج حول حركة الصفائح التكتونية. ومن خلال تحسين هذه النماذج باستخدام تقنيات التأريخ الدقيقة، نتمكن من الحصول على رؤى أعمق حول التحولات القارية القديمة".

 كما يحمل البحث آثارًا هامة على التنبؤ بالكوارث الطبيعية مثل الزلازل والثورانات البركانية. وأكد الأستاذ المساعد جيانغ أن فهم العمليات الداخلية للأرض يعد أمرًا بالغ الأهمية لتحسين قدرة العلماء على التنبؤ بالكوارث. وقال: "المعرفة الحالية حول الهيكل الداخلي للأرض لا تزال محدودة، وهذه الدراسات تمثل خطوات حاسمة نحو تحسين توقعاتنا".ويُعد هذا الاكتشاف خطوة كبيرة نحو فهم أعمق لتطور الأرض الجيولوجي وسلوك الصفائح التكتونية المتغير، ما يسهم في توسيع مجال علوم الأرض.



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة