05 Aug
05Aug

يواصل أقدم وأكبر جبل جليدي في العالم "A23a"، تحدي التوقعات برفضه الذوبان. هذا الجبل الضخم، كان من المتوقع أن ينجرف إلى المياه الدافئة في المحيط الأطلسي الجنوبي ويذوب تدريجيًا.وبحسب تقرير لصحيفة "تيليغراف"، كشفت الملاحظات الأخيرة أن "A23a"، الذي يغطي مساحة تبلغ 1,500 ميل مربع، ويزن نحو تريليون طن متري، لا يزال عالقًا في دوامة محيطية قد تبقيه في مكانه لسنوات قادمة.وانفصل الجبل الجليدي "A23a"، الذي يبلغ حجمه ضعف حجم لندن الكبرى وثلاثة أضعاف حجم مدينة نيويورك، عن ساحل القارة القطبية الجنوبية في عام 1986، واستقر على قاع البحر بعد وقت قصير من إطلاقه.وبقي الجبل الضخم عالقًا لأكثر من ثلاثة عقود، ولم يعد إلى حالته الطافية، ولم يبدأ رحلته إلى المحيط الجنوبي إلا في العام 2020.

 وأثارت حركة الجبل الجليدي حماس العلماء، إذ نادرًا ما يتم ملاحظة الجبال الجليدية الكبيرة، وهي تنجرف عبر المحيط، وبسبب الرياح القوية والتيارات المحيطية، خرج "A23a" من بحر ويديل على الساحل الشرقي للقارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، وبدأ في الانجراف ببطء نحو المياه الدافئة.
وبحلول شهر أبريل، دخل تيارًا محيطيًا قويًا من المتوقع أن يحمله إلى المحيط الأطلسي الجنوبي، حيث كان من المتوقع أن يتفكك.
وعلى عكس التوقعات، أوقف "A23a" تقدمه إلى الأمام. ووفقًا للأستاذ مارك براندون، الخبير القطبي، "عادةً ما تفكر في الجبال الجليدية باعتبارها أشياء عابرة، فهي تتفتت وتذوب، ولكن ليس هذا الجبل. A23a هو الجبل الجليدي الذي يرفض الموت ببساطة". 


ويدور الجبل الجليدي الآن ببطء شمال جزر أوركني الجنوبية، وهي منطقة غير مأهولة بالسكان في الإقليم البريطاني في القارة القطبية.ويعزى توقف حركة "A23a" إلى حبسه في دوامة أنشأها بنك بيري، وهي سمة طبوغرافية منخفضة في قاع المحيط تتسبب بتغيير اتجاه التيارات البحرية التي تمر فوقها.ووصف البروفيسور مايك ميريديث من هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي هذه الظاهرة بأنها "إحدى أكثر الظواهر جمالًا التي ستراها على الإطلاق“.ويأتي استمرار ظاهرة "A23a" في وقت تشهد فيه القارة القطبية الجنوبية خسارة كبيرة للجليد، مما يساهم في ارتفاع مستويات سطح البحر العالمية.ففي العام الماضي، وصل الجليد البحري الشتوي في القارة القطبية الجنوبية إلى أدنى مستوى له، مع انخفاض يزيد عن مليوني كيلومتر مربع (800 ألف ميل مربع) عن المتوسط. ويعزى هذا الفقد غير المسبوق، الذي يعادل مساحة عشرة أضعاف مساحة المملكة المتحدة، إلى تأثيرات تغير المناخ.وقد يؤدي انخفاض مستوى الجليد البحري المستمر إلى عواقب وخيمة على أنماط الطقس والنظم البيئية للمحيط الجنوبي؛ ما يؤثر في أنواع مثل الحيتان والبطاريق.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة