15 Sep
15Sep

تنفق أكبر شركات التكنولوجيا في العالم ملايين الدولارات سنويًا لحماية رؤسائها التنفيذيين، إذ تتكبد بعض الشركات مبالغ أكبر من غيرها. 

وبحسب تقرير نشرته مجلة Fortune، تعكس هذه النفقات المخاطر الفريدة التي يواجهها المديرون التنفيذيون رفيعو المستوى، وخاصة أولئك الذين أصبحوا مرادفين للعلامات التجارية التي يقودونها. وتشمل الحاجة إلى تعزيز الأمن كل شيء، من مراقبة المنازل إلى الحراس الشخصيين والاستشارات الأمنية المتخصصة، ما يضيف تكاليف كبيرة إلى عمليات الشركات.وقال بيل هيرزوغ، الرئيس التنفيذي لشركة (LionHeart Security Services)، وهي شركة مقرها أريزونا تقدم الحماية للشخصيات البارزة، إن هذا الاستثمار مهم للغاية. وأشار إلى أن المديرين التنفيذيين مثل مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة ”ميتا“، وإيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة ”تيسلا“، هم أهداف رئيسة نظرًا لثرواتهم الهائلة وتأثيرهم العالمي. 

وإذا حدث لهم أي مكروه، فقد يؤدي ذلك إلى خسائر مالية للشركات التي يديرونها.وأضاف "عندما نتحدث عن شخص تبلغ ثروته ملايين أو مليارات الدولارات وهو مسؤول عن شركة بأكملها، فإن خطر الخطف أو الابتزاز أو حتى محاولات الاغتيال حقيقية للغاية". 

ما التكلفة؟

وأوضح أن شركته تتقاضى حوالي 60 دولارًا في الساعة مقابل الحماية، ما يمكن أن يترجم إلى أكثر من مليون دولار سنويًا لحماية شخصين. ومع ذلك، تدفع العديد من الشركات مبالغ أكبر من ذلك لحماية رؤسائها التنفيذيين.وتتصدر شركة” ميتا “القائمة في الإنفاق على حماية الرؤساء التنفيذيين، إذ تنفق أكثر من ثلاثة أضعاف الشركة التكنولوجية التالية في القائمة. 

وفي العام 2023، خصصت الشركة مبلغًا مذهلًا قدره 23.4 مليون دولار لحماية رئيسها التنفيذي ومؤسسها، مارك زوكربيرج. 

وشمل هذا المبلغ 9.4 مليون دولار لتغطية تكاليف الحماية المباشرة و14 مليون دولار إضافية كبدل سنوي قبل الضرائب لتغطية احتياجات الحماية الخاصة بزوكربيرج وعائلته.وتبرر الشركة هذه النفقات الكبيرة بضرورة حماية زوكربيرج؛ بسبب دوره الأساسي في الشركة. 

وجاء في بيان الشركة "نعتقد أن دور زوكربيرج يضعه في موقف فريد، إذ إنه مرادف لـ“ميتا “، ونتيجة لذلك، فإن المشاعر السلبية تجاه شركتنا ترتبط به على نحو مباشر".

ورغم هذه التكاليف المرتفعة، يُعرف زوكربيرج بشغفه بفنون القتال، ما قد يوفر له قدرًا معينًا من الحماية الشخصية.كما تعتبر حماية سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا ”ألفابيت“، أولوية أيضًا، إذ أنفقت الشركة 6.8 مليون دولار لحمايته في العام 2023. علاوة على ذلك، تغطي الشركة تكاليف السيارات الخاصة واستخدامه للطائرات غير التجارية، وذلك لضمان سلامته في أثناء السفر.


وتواجه” تيسلا “تكاليف أمنية كبيرة أيضًا، إذ أنفقت الشركة 2.4 مليون دولار في العام 2023 لشركة أمنية مملوكة لماسك، بالإضافة إلى 500 ألف دولار أخرى لتقديم الخدمات حتى فبراير 2024. وأكد ماسك أن احتياجاته الأمنية كبيرة، وقد أعلن في منشور على منصة X عن تعرضه لمحاولتي اغتيال خلال ثمانية أشهر.


ويشتهر ماسك بشخصيته البارزة وتصريحاته الجريئة، وقد مزح بشأن أخذ الأمور الأمنية بيده، إذ ألمح إلى إمكانية تصميم "بدلة حديدية طائرة" له؛ لتوفير حماية إضافية.
وأنفقت شركة ”إنفيديا“ مبلغًا أقل نسبيًا قدره 2.2 مليون دولار على حماية رئيسها التنفيذي جينسن هوانج في العام 2023. وشملت النفقات تكاليف الأمن السكني والاستشارات وخدمات المراقبة، بالإضافة إلى ترتيبات السيارة والسائق.


أما "أبل"، رغم عدم إنفاقها بالقدر نفسه الذي تنفقه شركات أخرى، فإنها لا تزال تعطي أولوية كبيرة لأمن رئيسها التنفيذي تيم كوك. في العام 2023، خصصت مبلغ 820,309 دولار لأمن كوك، وهو مبلغ لا يُقارن بالـ 1.6 مليون دولار التي أنفقتها على استخدام طائرته الخاصة. وعلى الرغم من أن كوك أقل شهرة من سلفه، ستيف جوبز، بيد أن أمنه يظل أولوية للشركة العملاقة.

ورغم أن حماية الرؤساء التنفيذيين تعد من الأمور المكلفة، فإن المخاطر المرتبطة بقيادة بعض من أكبر الشركات العالمية تستدعي هذه النفقات. وبالنسبة لهذه الشركات، قد تكون تكاليف عدم الاستثمار في حماية التنفيذيين أكبر بكثير.



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة