تعتزم الصين تقديم مسودة قرار في الأمم المتحدةـ يدعو إلى تعزيز التعاون المرتبط بالذكاء الاصطناعي، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية في بكين، الخميس.وبات التطور السريع للذكاء الاصطناعي مسألة تثير القلق العالمي، بعدما شكّل إطلاق ChatGPT عام 2022 دفعة إلى الأمام للقطاع، وهو برنامج توليدي طورّته شركة OpenAI يمكنه كتابة روايات، وإنشاء صور، وصياغة رموز حاسوبية مستنداً إلى أوامر نصيّة بسيطة فحسب.
وأثار الأمر هوساً بمنتجات توليدية أخرى، العديد منها في الصين، لكنه فاقم القلق أيضاً حول العالم حيال إمكانية استخدام التكنولوجيا لارتكاب انتهاكات.وأفاد وزير الخارجية الصيني وانج يي، في مؤتمر صحافي في اجتماعات الصين التشريعية، الخميس، بأن بكين ستطرح على الجمعية العامة للأمم المتحدة مسودة قرار "لتعزيز التعاون الدولي في إمكانيات بناء الذكاء الاصطناعي".
ولم يكشف عن معلومات محددة مرتبطة بمضمون القرار أو موعد تقديمه.وقال وانج، إن الخطوة "ستدفع جميع الأطراف لتعزيز مشاركة التكنولوجيا والسعي لجَسر هوة الذكاء (الاصطناعي) حتى لا تترك أي دولة غير قادرة على اللحاق بالركب".
وأضاف أن "الذكاء الاصطناعي دخل مرحلة حاسمة من التطور الهائل.
مقترحنا هو إيلاء ذات الاهتمام للتطور والأمن".وتابع: "لا ينبغي علينا الاكتفاء بتبني الأمور والفرص الجديدة، بل ينبغي أيضاً وضع حواجز".
التعاون بين واشنطن وبكين
يأتي هذا التحرك الصيني بعد تقارير حول خطط تجمع واشنطن وبكين في إطار تعاوني لوضع أسس آمنة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، والتقليل من مخاطرها خلال الأشهر المقبلة، مما يشير إلى تعاون نادر بين القوتين المتنافستين، حسب ما نقلته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في يناير الماضي.
وقالت المستشارة العلمية للرئيس الأميركي جو بايدن أراتي برابهاكار، في مقابلة مع الصحيفة، إنه على الرغم من التوترات التجارية بين بكين وواشنطن بشأن الذكاء الاصطناعي، فإن الدولتين ستعملان معاً لتقليل مخاطره وتقييم قدراته.
وبشأن التعاون المستقبلي مع الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، قالت برابهاكار وهي مديرة مكتب البيت الأبيض لسياسة العلوم والتكنولوجيا: "لقد تم اتخاذ خطوات للمشاركة في هذه العملية، وعلينا العمل مع بكين".
وأمام التحديات الهائلة المرتبطة بتنظيم الذكاء الاصطناعي، وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الشهر الماضي، على تشريع لهذا الغرض، ووصفته بأنه غير مسبوق على مستوى العالم، بعد مفاوضات مكثفة بشأن التوازن بين حرية الابتكار والحفاظ على الأمن، وسط اتهامات من أوساط شركات التكنولوجيا للقواعد، بالغموض، ومخاوف من إبطاء تطوير التطبيقات.
وأعلن سفراء الدول الـ27 "بالإجماع" عن الاتفاق السياسي الذي جرى التوصل إليه في ديسمبر الماضي، بين الدول وأعضاء البرلمان الأوروبي.
ويفرض التشريع قواعد على الجميع لضمان جودة البيانات المستخدمة في تطوير الخوارزميات، والتحقق من أنها لا تنتهك تشريعات حقوق النشر، ويلزم المطورين بالتأكد من أن الأصوات، والصور، والنصوص المنتجة "محددة بوضوح على أنها من إنتاج الذكاء الاصطناعي".