حذر مختصون بالثروة الحيوانية من انقراض غزال "الريم" العراقي خلال السنوات القليلة الماضية، والسبب في ذلك هو التغير المناخي وعدم وجود محميات كافية لحماية الغزلان من الانقراض.وقالت الخبيرة الزراعية فاطمة الشمري، ، إن "غزال الريم له أهمية في البلاد، كونه يرتبط بحضارة وادي الرافدين، حيث وجد في مخطوطات بابل وسومر، لذا فإن الحفاظ عليه من الانقراض يعد من أولويات الدوائر المعنية".وأضافت: "غزلان الريم اليوم يمكن أن نصنفها ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، فقد تعرضت الأعداد الكبيرة منها إلى الهلاك نتيجة الحروب التي دارت في العراق خلال العقود الأربعة الماضية، ما أثر على بيئاتها التي كانت تعيش فيها، خصوصاً المناطق الجبلية التي كانت غنية بالأشجار"
.وبحسب وزارتي الزراعة والبيئة، فإن العراق تمتلك 3 محميات طبيعية بينهما محمية ساوة ومحمية علي الغربي، والمخصصتان لغزلان الريم، إلا أن عوامل عديدة أثرت عليهما.
وتعد العراق واحدة من أكثر الدول تأثراً بالتغير المناخي في المنطقة، حيث يشير تقرير الأمم المتحدة بأن العراق شهدت خلال الأعوام الماضية ثاني أكثر المواسم جفافاً منذ 40 عاماً، مع انخفاض في كميات الأمطار وتدفقات نهر دجلة
وتعزو فاطمة الشمري، انخفاض أعداد غزلان الريم في العراق، إلى "زيادة التصحر بسبب مواسم الجفاف، ما تسبب بانخفاض المراعي التي يمكن أن توفر للغزلان الطعام، إذ تعتمد المواليد الجديدة منها على رضاعة الأم لمدة ستة أشهر، من بعدها تعتمد على الطعام الذي من المفترض أن تحصل عليه من المراعي".ويعد غزال "الريم" العراقي واحداً من الأنواع الجيدة في العالم، حيث يتراوح طول الغزال بين (90-130 سم)، ويصل وزن الذكر منها حتى 40 كيلوغراماً، فيما تصل الأنثى إلى 34 كيلوغراماً، ويتميز برشاقته وشكله الجبلي.
وأكدت، الخبيرة، بأن محميتي ساوة وعلي الغربي، "نجحتا نوعاً ما بمساعدة غزلان الريم على التكاثر وزيادة عددها ومساعدتها على التأقلم مع بيئتها الأصلية مرة أخرى، إلا أن هذا غير كافٍ، فكل ما يوجد في المحمية 400 غزال وهذه أعداد قليلة إذا ما أردنا حمايتها من الانقراض