24 Mar
24Mar

لحسم الجدل حول حقيقة أنها كانت مصاصة دماء، أعاد علماء بناء وجه امرأة إيطالية من القرن السادس عشر، كانت مدفونة وفي فمها قالب من الطوب لمنعها من التغذي على الجثث تحت الأرض، حسب الاعتقادات الشعبية السائعة في تلك الفترة.

والتقط العلماء صورا جديدة لجمجمة المرأة باستخدام عمليات المسح ثلاثي الأبعاد لجمجمتها القديمة، أظهرت أنها ذات ذقن مدبب وشعر فضي وجلد متجعد وأنف ملتو قليلا.

وحسب تقرير صحيفة ديلي ميل، اعتقد الخبراء أن السكان المحليين وضعوا الطوب في فمها بعد وقت قصير من وفاتها، خوفا من أن تتغذى على جثث ضحايا وباء الطاعون الذي اجتاح بلدة إيطالية تقع على بعد دقائق من البندقية.

وكشف تحليل الجمجمة أن المرأة كانت تبلغ من العمر 60 سنة وقت الوفاة، وأوضح خبير الطب الشرعي البرازيلي، والرسام المتخصص في الصور ثلاثية الأبعاد سيسيرو مورايس،، أنه تم العثور على الهيكل العظمي في عام 2006 أثناء أعمال التنقيب في حفر الدفن في نوفو لازاريتو في البندقية، حيث دفن ضحايا الطاعون الذين ماتوا بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر.

وأثناء العمل، لفتت الانتباه جمجمة من إحدى المقابر، حيث كان الفك مفتوحا وداخل تجويف الفم كان هناك لبنة حجرية.وقال مورايس في بحثه: "أجريت دراسات لمعرفة ما إذا كان وضع الطوب صدفة أم متعمدا".وأضاف أن "وضع الطوب كان مقصودا وكان جزءا من طقوس الدفن الرمزية".

وكانت المخاوف من مصاصي الدماء منتشرة في أوروبا في العصور الوسطى.وفي بعض الثقافات، كان الموتى يدفنون ووجههم للأسفل لمنعهم من إيجاد طريقهم للخروج من قبورهم.ووفقا لمورايس، فإن الاقتراح القائل بأن المرأة كانت مصاصة دماء يعود إلى دراسة أجريت عام 2010 نشرها عالم الأنثروبولوجيا الشرعي ماتيو بوريني.:

 شككت دراسات علمية جديدة، في النتائج التي توصلت إليها دراسات سابقة حول عادات الدفن لدى أقرباء البشر القدامى، وتحديدا جنس هومو ناليدي، وهو قريب بشري قديم ذو دماغ أصغر يعود تاريخه إلى 335 ألف سنة.

وكانت الدراسات السابقة، زعمت أن هومو ناليدي دفن موتاه عمدا وأنشأ فنًا صخريًا في كهف مهد البشرية بجنوب إفريقيا.

وأشارت 3 مقالات نُشرت في عام 2023 في مجلة eLife إلى أن الحفريات الأخيرة في كهف مهد البشرية قدمت دليلاً على 3 معالم دفن على الأقل.

وزعمت الدراسات أن السمات تمثل أقدم دليل على الدفن المتعمد من قبل نوع من أشباه البشر، وأن هومو ناليدي أضاء الممرات المظلمة باستخدام النار وحمل عمدا جثث 3 أفراد على الأقل في أعماق كهف مهد البشرية، وحفر وغطى الجثث بالرواسب.

غير أن مجموعة من الخبراء المشهورين المتخصصين في الأنثروبولوجيا البيولوجية، وعلم الآثار، وعلم التاريخ الجيولوجي، والفنون الصخرية، نشروا بحثا أكثر عمقا في مجلة التطور البشري (Journal of Human Evolution).

شارك في الدراسة البروفيسور مايكل بيتراجليا من مركز الأبحاث الأسترالي للتطور البشري بجامعة جريفيث، والبروفيسور أندي هيريس من جامعة لا تروب، وماريا مارتينون توريس من المركز الوطني للبحوث حول تطور الإنسان في إسبانيا، ودييجو جاراتي من جامعة كانتابريا في إسبانيا.

وانتهى فريق البحث إلى أن الأدلة المقدمة حتى الآن لم تكن مقنعة بما يكفي لدعم نظرية أن هوم ناليدي كانت لديه طقوس لتكريم الموتى، حسب مجلة scitechdaily.

وقال الباحثون: "نحن بحاجة حقًا إلى وثائق إضافية كبيرة وتحليلات علمية قبل أن نتمكن من استبعاد أن العوامل الطبيعية وعمليات ما بعد الترسيب كانت مسؤولة عن تراكم الجثث وإثبات التنقيب المتعمد وملء الحفر من قبل هومو ناليدي".

وقال البروفيسور بيتراجليا: "لسوء الحظ، هناك احتمال واضح بأن ما يسمى بالقطعة الأثرية الحجرية الموجودة بجانب يد أشباه البشر هي عبارة عن قطعة أثرية جغرافية، وليست نتاج أداة حجرية تقشرت من قبل هومو ناليدي".

وقال البروفيسور هيريس: "لا يوجد دليل على أن هومو ناليدي أشعل النيران في الكهف، يمكن أن تكون مواقع الدفن المزعومة ناجمة عن تلطيخ المنجنيز فقط، كما أن بقايا الفحم داخل الكهف لم يتم تأريخها بعد". 

الفحم الناتج عن الحرائق الطبيعية ليس من غير المألوف في الكهوف.وقال الدكتور جاراتي: "هناك حاجة أيضًا إلى تحليلات تفصيلية لإثبات أن ما يسمى بالنقوش هي بالفعل علامات من صنع الإنسان، حيث يمكن إنتاج مثل هذه العلامات كمنتج للعوامل الجوية الطبيعية أو مخالب الحيوانات".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة