اكتشف علماء الآثار شعارات سياسية على الجدران بين أنقاض مدينة بومبي الإيطالية التي دمرها البركان بالكامل عام 79 بعد الميلاد.وعثر الباحثون على نقوش انتخابية يعود تاريخها إلى ما يقارب 2000 عام، على جدران أحد المباني في شارع "فيا دي نولا"، أحد أطول شوارع بومبي.
وتشير نقوش الدعاية الانتخابية إلى مرشح لمنصب حكومي يُدعى أولوس روستيوس فيروس، يقول الخبراء إنه ربما قدم رشوة الناخبين تتلخص في (الخبز مقابل التصويت).
ويعتقد علماء الآثار أن الانفجار الكارثي لجبل فيزوف في عام 79 قضى على فيروس وأنصاره، حسب صحيفة ديلي ميل.
وأطلق البركان تدفقات هائلة من الغاز والجسيمات البركانية، كانت ساخنة جدا لدرجة أن أجسام الضحايا ربما تبخرت.
جاء الكشف المثير من جانب حديقة بومبي الأثرية، وهي الهيئة المدعومة من الحكومة التي تشرف على بقايا المدينة السابقة والحفريات الجارية في الموقع.
ووُصفت الكتابات على الجدران بأنها "المعادل القديم للملصقات والبطاقات الانتخابية اليوم".
وقالت حديقة بومبي الأثرية في بيان: "عادة، تكون هذه الكتابات على الواجهات الخارجية للمباني، حيث يمكن للناس قراءة أسماء المرشحين لقضاة المدينة. وكان التواجد داخل المنزل محتملا لمناسبات مثل حفلات العشاء لدعم المرشحين بهدف الترويج للحملة الانتخابية لضيوفهم".
وفي هذه الحملة بالذات، كان المرشح أولوس روستيوس فيروس يترشح لمنصب منصب قاض مسؤول عن صيانة المباني العامة.
وعثر على نقوش أخرى حول بومبي تحمل اسمه، تشير إلى أنه نجح في الانتخابات.
وعثر داخل نفس المبنى على بقايا فرن كبير، ما يعني أنه كان يضم مخبزا في السنوات التي سبقت الثوران المميت للبركان في عام 79.
وقد يبدو وجود مخبز في مقر الحملة الانتخابية أمرا عرضيا، لكن العلماء يعتقدون أنه يسلط الضوء على الممارسات السياسية في ذلك الوقت.
ومن المرجح أن السكان المحليين حصلوا على الخبز مقابل أصواتهم، وفقا لماريا كيارا سكاباتشيو، أستاذة اللغة اللاتينية في جامعة فيديريكو الثاني في نابولي.
ويُعتقد أن أولوس روستيوس فيروس قام بتمويل المخبز حتى يتمكن من توزيع الأرغفة على الناخبين، مستفيدا من الطلب على الخبز.