يُعد وقت الشاشة جزءًا أساسيًا لا مفر منه من حياة معظم الأطفال، وقد يحتاج الأكبر سنًا منهم قضاء المزيد من الوقت على الجهاز اللوحي أو الهاتف الذكي لإكمال الواجبات المدرسية، أو للتواصل مع الأصدقاء أو الزملاء.ومع ذلك، فإن أخذ فترات راحة منتظمة من الشاشات أمر بالغ الأهمية، بحسب ما يؤكده خبراء الصحة النفسية، لأن الإفراط في استخدام الأجهزة اللوحية قد يشكل عامل خطر على صحة طفلك العقلية.
وتشمل بعض تأثيرات الإفراط في استخدام الشاشات على الصحة العقلية لطفلك ما يلي:
القلق والاكتئاب
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأطفال الذين يقضون 7 ساعات يوميًا أمام الشاشات، هم أكثر عرضة بمرتين لإظهار علامات القلق والاكتئاب.وهؤلاء الأطفال نادرًا ما يجدون الوقت للراحة الذهنية، والتواصل مع محيطهم، والتمتع بعقل هادئ وسلمي. كما تقل فرصهم في التفكير والتأمل والابتكار. إضافة لما سبق، يقضي هؤلاء الأطفال وقتًا أطول على الإنترنت عبر علاقات "إلكترونية"، مقارنة بالتواصل الاجتماعي الجسدي مع الآخرين.
الحرمان من النوم
عندما تغرب الشمس، تبدأ الساعة البيولوجية البشرية في إنتاج الميلاتونين، ومع ذلك يمنع ضوء الشاشة الزرقاء الذي تصدره معظم الأجهزة اللوحية إنتاج الميلاتونين، ما قد يبقي طفلك مستيقظًا طوال الليل.علاوة على ذلك، فإن ممارسة ألعاب الفيديو أو مشاهدة التلفزيون تحافظ على يقظة أجسام الأطفال وأدمغتهم ونشاطهم وتقلل من شعور النعاس.وأظهرت دراسة أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 12 شهرًا، الذين يشاهدون الشاشات في المساء ينامون أقل كثيرًا في الليل من أولئك الذين لا يشاهدونها.وبحسب الخبراء تؤثر الشاشات في وقت متأخر من الليل أيضًا على نوم الأطفال قبل سن المراهقة والمراهقين، ما يؤثر على سلوك الطالب وأدائه الأكاديمي.
التأخير في النمو والتعلم
يحدث التطور بشكل أسرع عند الأطفال، وخاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات. وبحسب العلماء يتعلم الأطفال الصغار من خلال استكشاف محيطهم ومراقبة البالغين من حولهم وتقليدهم.وبينما يمكن للأطفال مشاهدة التلفزيون في سن مبكرة تصل إلى ستة أشهر، فإنهم عادة لا يفهمون المحتوى حتى يتجاوزوا عامين.وقد تعوق كثرة استخدام الشاشات قدرة الطفل على الملاحظة والمشاركة في الأنشطة اليومية العادية التي تساعده على فهم العالم، ما يخلق رؤية ضيقة قد تضر بتطوره العام. كما يؤثر ذلك على قدرته على تعلم أشياء جديدة والتفاعلات الاجتماعية والنمو اللغوي.
فقدان الذاكرة قصيرة المدى وانخفاض القدرة الإدراكية
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يعاني نحو 17.4% من الأطفال في الولايات المتحدة وحدها من اضطراب عقلي كل عام.ويقول الخبراء إن الإفراط في استخدام الشاشات يؤثر على البنية الأساسية لدماغ الطفل من خلال انكماش المادة الرمادية التي تتحكم في الوظائف الإدراكية.
مبادئ تساعدك على إبعاد أطفالك عن مخاطر الأجهزة الإلكترونية
ابعد أطفالك بعمر سنتين أو أقل عن الشاشات تماما.لا يزيد وقت الشاشة عن ساعة واحدة يوميًا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 4 سنوات.لا ينبغي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 18 عامًا أن يقضوا أكثر من ساعتين يوميًا أمام الشاشة.