14 Aug
14Aug

حقق تطبيق "تيك توك" منذ انطلاقه شهرة واسعة في عالم التواصل الاجتماعي، وأصبح خلال السنوات الماضية من أهم وأبرز المنصات، التي تروج للترندات الصحية والاجتماعية وحتى السياسية.ويحرص عدد لا حصر له من الأشخاص حول العالم على إنشاء حسابات على تيك توك، منهم بهدف التسلية، وآخرون من أجل الاستفادة من المحتوى المتنوع. وفي دراسة جديدة شاركها موقع NBC الأمريكي مؤخرًا، تبين أن نسبة كبيرة من النساء اللواتي يمضين ساعات على تيك توك يعانين "اضطرابات الأكل" وبالبحث عن الأسباب تم  تواصل " مع عدد من رواد الموقع والمختصين. 

"تأثر بمحتوى النحافة"

وتقول سامية محمود، التي تعتبر نفسها من أكثر رواد "تيك توك" إخلاصًا، إنها تتأثر فعلًا بالمحتوى الخاص بالنحافة وإعلانات أطباء التجميل عن نحت الجسم، حيث تشعر أنها ليست جميلة مقارنة بالأخريات".وأضافت أنها تشعر بالنقص عند مشاهدة النساء النحيفات؛ ما يجعلها تفكر جديًا في إجراء عملية نحت، رغم أنها ليست سمينة، لكنها ترغب في الحصول على قوام مثالي".وأوضحت "لجأت إلى أقراص التخسيس الذي يُعْلَن عنه من الفتيات على تيك توك، لكن لم أحصل على أي نتيجة؛ لذا سأظل منتظرة إلى أن أمتلك تكاليف العملية، وسأجريها دون تردد".

من الحلقة الأضعف؟

من جانبه، قال الطبيب النفسي المصري جمال فرويز، إن أكثر شخصيتين تعانيان من هذه التغيرات هما "العصبية والوسواسية"، حيث تتأثران بالمحتوى المرئي ويؤنبن أنفسهن، وأحيانًا تصابان بالاكتئاب، بحسب قوله.وأضاف فرويز في تصريحاته " "هناك ما يطلق عليه علميًا "صورة الجسم" في المخ، وهذه تجعل المرأة حتى وإن خسرت بعض وزنها، تشعر أنها جسدها ما زال سمينًا، وأنها منبوذة من قبل المجتمع، وأنها مادة للسخرية من السيدات اللاتي تتعامل معهن؛ ما يدخلها في دوامة الأمراض النفسية المتعددة".وحول سبل العلاج والتخلص من هذه المؤثرات، أشار الطبيب المصري أن النساء اللاتي تتأثر حياتهن اليومية بشكل واضح بذلك النوع من المحتوى، يجب أن يلجأن للعلاجات النفسية قبل الدخول في حالة اكتئاب مزمن، على حد قوله.ولفت الدكتور فرويز أن العلاج يأتي بشكلين: علاج دوائي أساسي، أو علاج سلوكي معرفي، يختار الطبيب المختص بينهما بناءً على معطيات الحالة والأعراض.

"تيك توك ليس الوحيد"

 أما أستاذ علم الاجتماع الدكتور سعيد صادق، فرفض التعميم الذي أكدته الدراسة، لافتًا أن هذا الأمر لا ينطبق فقط على "تيك توك" ومنصات التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن هذا الأمر ينطبق أيضًا على التلفزيون والسينما.وأضاف صادق في حديثه "رغم أن هذا ينطبق على وسائل التواصل الأخرى والسينما والتلفزيون، إلا أنه ليس من الدقة أن نستنتج أن جميع النساء اللاتي يستخدمن تيك توك يشعرن بالاكتئاب عندما يشاهدن نساء أجمل أو أنحف".وتابع أستاذ علم الاجتماع "ومع ذلك، إذا شعر شخص ما بالتأثير السلبي للمقارنات على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد يكون من المفيد الحد من الوقت الذي يقضيه على مثل هذه المنصات، وإعداد موجز إيجابي، والتركيز على قبول الذات، وطلب الدعم إذا لزم الأمر، أو ممارسة رياضة ونظام غذائي صحي".ولفت صادق أن على النساء بناء ثقتهن بأنفسهن، وتقبل أشكالهن، أو السعي لتغييرها للأفضل عبر أساليب صحية، والتأكد من أن كل ما ينشر على وسائل الإعلام الحديثة بعيد عن الواقع، ومزيف وخاضع للتعديل.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة