حصل فريق من العلماء الأستراليين الذين يتعاونون عبر الأوساط الأكاديمية والصناعات الخاصة على منحة مدتها ثلاث سنوات لدعم عملهم على زراعة خلايا الدماغ القادرة على التواصل مع الآلات.
على مدار العامين الماضيين، نجح الفريق بالفعل في تعليم خلايا الدماغ، ما يقرب من 800.000 خلية عصبية، كيفية لعب لعبة الفيديو بونغ في السبعينيات، بنجاح من طبق بتري.
وتم تقديم المنحة البالغة 600 ألف دولار أمريكي من قبل المجتمعات العسكرية والاستخباراتية التابعة للحكومة الأسترالية وسيديرها مجلس البحوث الأسترالي.
وقال عالم الأعصاب النظري كارل فريستون، أحد الباحثين المشاركين في مشروع بونغ، في أكتوبر الماضي: "إن الجانب الجميل والرائد هو أن هذا العمل يعتمد على تزويد الخلايا العصبية بالأحاسيس: التغذية الراجعة".
وأضاف البروفيسور فريستون: "والأهم من ذلك، تم إعطاء تجمّع الدماغ القدرة على التصرف بعالمه".
وسيقود المشروع الجديد لتعزيز هذه التكنولوجيا عالم النفس أديل رازي في جامعة موناش الأسترالية، حيث يرأس رازي أيضا مختبر علوم الأعصاب الحاسوبية بالكلية.
وتم إجراء البحث بالشراكة مع Cortical Labs الناشئة ومقرها ملبورن الأسترالية، بالإضافة إلى جامعة College London حيث يقع مقر فريستون.
ومن خلال برنامج المنح البحثية الوطنية للاستخبارات واكتشاف الأمن (NISDRG)، يمنح مكتب الاستخبارات الوطنية الأسترالي ومركز علوم وتكنولوجيا الأمن القومي التابع لوزارة الدفاع ما يصل إلى 18 مليون دولار في شكل منح عالية التقنية كل عام.
الجدير بالذكر أن منحة 600.000 دولار أسترالي الممنوحة لهؤلاء الباحثين هي أعلى حد للمنح التي تتراوح ما بين 400.000 دولار و600.000 دولار لكل منحة.
وتم الإعلان عن نجاح الفريق في إثبات المفهوم الذي قام بتعليم تجمّع خلايا الدماغ الخاصة للعب لعبة بونغ لأول مرة في ديسمبر من عام 2021، وهو إنجاز جاء أسرع من أي ذكاء اصطناعي قائم على الكمبيوتر أثبت قدرته على ذلك.
وقال كبير المسؤولين العلميين في Cortical Labs، بريت كاغان: "إن الجانب المذهل هو مدى سرعة تعلمه، في غضون خمس دقائق، في الوقت الفعلي".
وقام الباحثون في جامعة موناش وCortical Labs بتسمية تجمّع الدماغ الخاصة بهم من الخلايا العصبية القشرية، والتي نمت فوق مجموعة من الأقطاب الكهربائية الدقيقة المرتبطة بالكمبيوتر، "DishBrain".
كما قال كاغان: "نعتقد أن من العدل أن نسميها أدمغة سايبورغ".
ومن العالم الافتراضي حيث يتم لعب بونغ، تساعد تغذية الأقطاب الكهربائية العقول الصغيرة على تعلم كيفية تشغيل المضرب الافتراضي.
وأثناء لعب بونغ، يتم تحديد أنماط النشاط عبر الخلايا العصبية بواسطة الأدمغة المصغرة حيث يتحرك المضرب يسارا أو يمينا.
ومن خلال تمويلهم البحثي الجديد، للحكم على تصريحات رازي عبر جامعة موناش، تأمل المجموعة في إحداث ثورة ليس فقط في الحوسبة ولكن في قطاعات كاملة من الاقتصاد الرقمي من خلال تطوير DishBrain.
وقال رازي إن المركبات الذاتية القيادة، والطائرات بدون طيار الذاتية القيادة، والأجهزة القابلة للارتداء الأكثر تكافلية، "ستتطلب نوعا جديدا من ذكاء الآلة القادر على التعلم طوال حياته. هذه القدرة التكنولوجية الجديدة في المستقبل قد تتفوق في النهاية على أداء الأجهزة القائمة على السيليكون البحت".