21 Nov
21Nov

عاد تلسكوب جيمس ويب ببعض الصور الرائعة، وهذه المرة، ركز التلسكوب على مركز مجرة درب التبانة، وسلط الضوء على الجزء الأكثر كثافة فى البيئة المحيطة بنا "بتفاصيل غير مسبوقة"، على وجه التحديد، يتم الحصول على الصور من منطقة تشكل النجوم تسمى Sagittarius C، أو Sgr C للاختصار.


وتقع هذه المنطقة على بعد حوالى 300 سنة ضوئية من الثقب الأسود الهائل فى المجرة، القوس A، وأكثر من 25000 سنة ضوئية من الأرض، وأخيرًا، تضم المنطقة أكثر من 500000 نجم ومجموعات مختلفة من النجوم الأولية، وهى نجوم لا تزال تتشكل وتكتسب كتلة النتيجة النهائية سحابة مذهلة من الفوضى، خاصة عند مقارنتها بمنطقتنا من الفضاء، والتى تعتبر قليلة جدًا بالمقارنة.

وفى واقع الأمر، فإن مركز المجرة هو "البيئة الأكثر تطرفا" فى درب التبانة، كما ذكر جوناثان تان، الأستاذ بجامعة فيرجينيا، الذى ساعد فريق المراقبة، ولم تكن هناك أى بيانات عن هذه المنطقة بهذا "المستوى من الدقة والحساسية"، حتى الآن، وذلك بفضل قوة تلسكوب ويب.

ويوجد فى مركز كل شيء نجم أولى ضخم يزن أكثر من 30 مرة وزن شمسنا، وهذا يجعل المنطقة تبدو أقل كثافة سكانية مما هى عليه فى الواقع، حيث يحجب هذا الجسم الشمسى الضوء من خلفه، لذلك لا يستطيع حتى ويب رؤية جميع النجوم فى المنطقة، إذن ما تنظر إليه هو تقدير متحفظ لمدى ازدحام المنطقة.


وستسمح البيانات التى توفرها هذه الصور للباحثين بوضع النظريات الحالية حول تكوين النجوم على "الاختبار الأكثر صرامة"، ولتحقيق هذه الغاية، التقطت أداة NIRCam (كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة) الخاصة بـ Webb صورًا انبعاثية واسعة النطاق من الهيدروجين المتأين، باللون الأزرق على الجانب السفلى من الصورة، ومن المحتمل أن يكون هذا نتيجة لإطلاق النجوم الشابة والضخمة فوتونات نشطة، لكن الحجم الهائل للمنطقة جاء بمثابة مفاجأة للباحثين، مما يستدعى المزيد من الدراسة.

وقال الباحث الرئيسى فى فريق المراقبة، صامويل كرو، إن البحث الذى تم تمكينه بهذه الصور والصور القادمة سيسمح للعلماء بفهم طبيعة النجوم الضخمة وهو ما يشبه "معرفة قصة أصل جزء كبير من الكون".


ومن الواضح أن هذه ليست الصورة الأولى المثيرة للاهتمام التى ينتجها تلسكوب جيمس ويب، لقد رأينا نجومًا ولدت فى كوكبة العذراء، ومياهًا حول مذنب فى حزام الكويكبات الرئيسى، ومنظرًا مذهلًا إلى حد ما لأعمدة الخلق، من بين أشياء أخرى.


ولقد رأيت أشياء لن تصدقها أيها الناس، ولحسن الحظ، لن تختفى كل شيء مثل الدموع تحت المطر بسبب الإنترنت ولأن ويب لا يزال موجودًا.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة