30 Apr
30Apr

كشف باحثون عن محتويات غريبة لزجاجة دواء من القرن التاسع عشر في اليابان، بفضل تحليل الأشعة السينية الفريد.

وكُشف عن قوارير زجاجية عتيقة من مجموعة طبية تابعة لأوغاتا كوان، أحد كبار المؤيدين للطب الغربي في أواخر الإقطاع باليابان، توقفت عن العمل منذ القدم.

وضرب الباحثون في جامعة أوساكا، زجاجة بالميونات، والتي يمكن أن تمر عبر الزجاج لكنها تولد أنواعا مختلفة من الضوء اعتمادا على المواد التي اصطدمت بها.

وقرروا أن المسحوق الأبيض بالداخل كان كلوريد الزئبق، وهو علاج شائع في ذلك الوقت.

وعلى الرغم من أنه غالبا ما يُعطى كملين أو لعلاج كل شيء من مرض الزهري إلى الروماتيزم، إلا أن كلوريد الزئبق شديد السمية ويمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي.

ويوجد في جامعة أوساكا صندوقان طبيان من أوغاتا كوان، ويعتقد أنه استخدمهما كحقيبة طبيب في المنزل.

ويتضمن صندوق واحد، استخدم لاحقا في حياته، 22 زجاجة ما تزال تحتوي على دواء.

ويأمل الباحثون في الحفاظ على الأدوات اللازمة لمعرفة محتويات القوارير، لكن نظرا لأنها قديمة جدا وهشة، لا يمكن فتح نصفها تقريبا دون إتلافها.

وقرروا استخدام الميونات، وهي جزيئات أولية يمكنها المرور عبر المواد دون الإضرار بها، للنظر من خلال زجاج القوارير الذي يبلغ سمكه 3 ملليمترات.

وعندما تصطدم الميونات بمادة ما، فإنها تولد ضوءا بخصائص مختلفة اعتمادا على المادة.

واختاروا زجاجة تحمل حرف كانجي لـ "kan"، أول حرفين يرمزان إلى "كانكو"، أو كلوريد الزئبق، وهو دواء شائع في القرن التاسع عشر، وفقا لأساهي شيمبون (Asahi Shimbun).

وقاموا بمسح الزجاجة بالميونات في مجمع أبحاث مسرع البروتون الياباني (J-Parc)، وهو منشأة مسرع بروتون عالي الكثافة في توكاي، وتمكنوا من التأكد من أن الطاقة البيضاء كانت كلوريد الزئبق.

وبالإضافة إلى ذلك، حددت الأشعة السينية أن الزجاجات مصنوعة من زجاج رصاص البوتاس.

وكتب الباحثون في ورقة بحثية نُشرت في مجلة الأدوية الطبيعية: "ستكون هذه طريقة جديدة للتحليل غير المدمر لمثل هذه الخصائص".

واعتمادا على كيفية امتصاص كلوريد الزئبق، تشمل الآثار الجانبية آلاما في المعدة وتقيؤا دمويا وإحساسا حارقا في الحلق والفم.

ونظرا لعدد المرات التي تم استخدامه لعلاج المرض، غالبا ما يتم الخلط بين أعراض التسمم بكلوريد الزئبق ومرض الزهري.

وقال المعد المشارك كيوكو تاكاهاشي: "يُعتقد أن كلوريد الزئبق لم يستخدم بمفرده، ولكن تم مزجه مع مواد طبية أخرى لعلاج المرضى الذين يعانون من السكتات الدماغية وأعراض تشبه أعراض الروماتيزم".

ويعود استخدام كلوريد الزئبق في الطب إلى العصور الوسطى على الأقل، عندما استخدمه الأطباء العرب لتطهير الجروح.

وعلى الرغم من استخدامه الواضح لمادة سامة كدواء، كان أوغاتا كوان شخصية طبية رائدة خلال نهاية فترة "إيدو" اليابانية، حقبة من الازدهار والسلام ولكن أيضا انعزالية صارمة.

وكان كوان من أبرز المدافعين عن الطب الغربي في اليابان، ونشر فكرة علم الأمراض.

وقام ببناء أول عيادات للجدري في البلاد، تسمى Ashimori Joto-kan، وأنشأ أكاديمية للتكنولوجيا الغربية والطب التي وضعت الأساس لجامعة أوساكا.

المصدر: ديلي ميل

حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة