كشفت دراسة منشورة في مجلة "Frontiers in Child and Adolescent Psychiatry" أن الأطفال الذين يتلقون الأجهزة الرقمية بشكل روتيني أثناء نوبة الغضب يواجهون صعوبة أكبر في تنظيم عواطفهم. ويقول الباحثون إن الطريقة التي يتعامل بها الآباء مع نوبات غضب أو إحباط أطفالهم، يمكن أن تؤثر إلى حد بعيد على تطورهم العاطفي، كما شدد الباحثون على أهمية السماح للأطفال بتجربة المشاعر السلبية والدور الحاسم للوالدين في هذه العملية.
وبحسب الدراسة، يتعلم الأطفال خلال السنوات الأولى من الحياة الكثير عن التنظيم الذاتي، والذي يتضمن الاستجابات العاطفية والعقلية والسلوكية لمختلف المواقف. وينطوي هذا التعلم في القدرة على اختيار استجابة متعمدة عوضًا عن استجابة تلقائية، وهي عملية تعرف بالتحكم المجهد، والتي يتم تطويرها في المقام الأول من خلال العلاقات مع الوالدين.
وفي السنوات الأخيرة، أصبح من الشائع أن يوفر الآباء الأجهزة الرقمية لأطفالهم لمساعدتهم على إدارة استجاباتهم العاطفية، وخاصة السلبية منها التي تؤثر في قدرة الأطفال على تنظيم عواطفهم، وخاصة مشاكل السيطرة على الغضب، بشكل فعال في وقت لاحق من الحياة.وقالت البروفيسور كارولين فيتزباتريك، المؤلفة الرئيسة للدراسة "إن الأطفال مفتونون بالمحتوى الرقمي، لذا فهي طريقة سهلة لوقف نوبات الغضب وفعالة للغاية على المدى القصير".كما وجدت الدراسة أنه عندما استخدم الآباء الأجهزة الرقمية لتنظيم مشاعر أطفالهم على نحو متكرر، أظهر الأطفال مهارات أسوأ في إدارة الغضب والإحباط بعد عام.
وبالإضافة إلى أن ضعف مهارات إدارة الغضب لدى الأطفال أدى إلى استخدامهم للأجهزة الرقمية مرارًا وتكرارًا كأداة للتحكم.