24 Apr
24Apr

شوهد عطارد في مظهر شبيه بالمذنب خلال الأيام القليلة الماضية، عندما وصل الكوكب المجاور للشمس إلى أقرب نقطة له من نجمنا، وكشف عن ذيله الضخم والمخطط في سماء الليل.
والتقط أحد المصورين الفلكيين لقطة ملحمية لهذا المشهد الفريد.
وتدور المذنبات حول أجزاء من الصخور والغازات والغبار المتجمدة التي غالبا ما تُرى بذيول مزدوجة مميزة خلفها، أحدهما مصنوع من الغاز الذي يتسرب من داخلها والآخر ناتج عن الغبار من أسطحها.
ويتم دفع هذين الذيلين بعيدا عن المذنب في نفس الاتجاه بواسطة جزيئات مشحونة من الشمس تعرف باسم الرياح الشمسية.
وعطارد، أصغر كوكب في النظام الشمسي، له ذيل واحد يشبه المذنب ناتج في الغالب عن أيونات الصوديوم التي تنتشر من سطح الكوكب بفعل الرياح الشمسية وتأثيرات النيازك الدقيقة. وعرف العلماء بوجود ذيل لعطارد منذ عام 2001، واكتشفوا منذ ذلك الحين أنه ينمو ويتقلص بناء على قرب الكوكب من الشمس.
وفي ذروته، يمتد الذيل إلى نحو 14.9 مليون ميل (24 مليون كيلومتر)، وفقا لموقع Spaceweather.com، وهو أكبر بنحو 62 مرة من المسافة بين الأرض والقمر.
ويمتد الذيل على هذه المسافة الضخمة لأن عطارد له غلاف جوي ضعيف جدا وقريب من الشمس، ما يجعل من السهل على الرياح الشمسية تمزيق سطح الكوكب.
ولأسباب غير معروفة، يكون ذيل عطارد أكثر وضوحا من الأرض بعد 16 يوما بالضبط من الحضيض الشمسي، أو النقطة التي يكون فيها الكوكب أقرب إلى الشمس، بحسب موقع Spaceweather.com.
ووصل عطارد إلى نقطة الحضيض هذه في الأول من أبريل، ما يعني أن ذيله ظهر أكثر سطوعا في 17 أبريل.
ولكن في 12 أبريل، تمكن المصور الفلكي سيباستيان فولتمير من التقاط صورة مذهلة لذيل الكوكب من مكان بالقرب من سبيشيرين، بلدية في شمال شرق فرنسا.
وبالنسبة للمراقب العادي، من الصعب جدا رؤية ذيل عطارد، ولهذا السبب لم يتم اكتشافه حتى القرن الحادي والعشرين.
لكن فولتمير كان قادرا على تصوير الذيل العملاق بفضل مرشح متخصص يسلط الضوء على الأطوال الموجية الصفراء للضوء، والتي تنبعث من جزيئات الصوديوم المثارة في الذيل.
وشرح فولتمر لموقع Spaceweather.com: "من دون مثل هذا المرشح، يكون ذيل عطارد غير مرئي تقريبا بالعين المجردة".
وعطارد ليس الجسم السماوي الوحيد في النظام الشمسي الذي يملك ذيلا يشبه المذنب بشكل مدهش. فللقمر أيضا ذيل لا يمكن رؤيته إلا مرة واحدة في الشهر حيث تمر الأرض من خلاله. وتماما مثل عطارد، يتكون ذيل القمر في الغالب من ملايين ذرات الصوديوم.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة