يظهر في السنوات الأخيرة في وسائل الإعلام أحيانا صينيون بقامات أطول من المعتاد، فهل أثر النمو الاقتصادي المذهل وغير المسبوق لهذا البلد في العقود الأخيرة على ارتفاع القامات؟تقرير كان سجل أن متوسط طول القامات بالصين في عام 1920 كان 159.47 سنتيمتر، في حين أنه ارتفع في الوقت الحالي إلى 171.83 سنتيمترهذا الأمر أكدته وزارة الصحة الصينية في عام 2022 بإعلان متحدث باسمها أن متوسط قامات الرجال والنساء في الصين زاد ارتفاعها في خمس سنوات، وزاد طول الرجال بأكثر من سنتمتر واحد.
المتحدث باسم وزارة الصحة الصينية أعلن في تلك المناسبة أن "متوسط قامات الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عاما في عام 2020 بلغ 169.7 سنتمتر، وبالنسبة للنساء 158 سنتمتر، وهذان الرقمان أعلى على التوالي بمقدار 1.2 و0.8 سنتمتر مما كانا عليه في عام 2015".
ما يسميه علماء الأنثروبولوجيا، طول الجسم، يعد سمة مميزة لمظهر الشعوب المختلفة، ومن المعتاد أن الصينيين في العادة يكونون قصار القامة، فيما يكون سكان الدول الإسكندنافية على العكس تماما.بعض الخبراء يرجعون قصر طول الصينيين إلى أنهم لأجيال عديدة لم تكن لديهم إمكانية للحصول إلا على الأطعمة النباتية، فيما يؤكد آخرون أن سكان بلاد الصين في أزمنة غابرة كانوا طوال القامة.
أصحاب هذا الرأي يستندون إلى اكتشاف علماء الآثار الصينيين قبل عدة سنوات أثناء حفريات أجروها بالقرب من مدينة جينان عاصمة مقاطعة شاندونغ، قبورا لهياكل عظمية كان أصحابها بطول يتجاوز 180 سنتمتر، وأحدها لرجل بلغ طول قامته ما يزيد عن 190 سنتمتر.
هؤلاء السكان القدماء كانوا عاشوا قبل خمسة آلاف عام في مقاطعة شاندونغ الحالية، ورصد أنهم عاشوا في رفاهية نسبية، ما يعتقد أنه أثر على طولهم.تبين للعلماء المختصين أنه بعد فترة من الطول النسبي للصينيين القدماء، تغير الوضع وحدث تباطؤ في طول القامات.
ماريا ميدنيكوفا، العالمة الروسية في الأنثروبولوجيا تقول إن أسباب الانخفاض والزيادة في طول البشر يمكن تفسيرها بنسبة 50 بالمئة بالعوامل الوراثية، والنصف الآخر بالعوامل الاجتماعية.
تصنيف جرى مؤخرا لأطول شعوب الأرض، حل به الهولنديون في المرتبة الأولى بمتوسط قامات للنساء والرجال بلغ 175.62 سنتمتر.
وبشكل منفصل، بلغ متوسط طول الرجال 182.53 سنتيمتر، والنساء 168.72 سنتيمتر.في هذا التصنيف حل مواطنو لاتفيا في المرتبة الثانية بمتوسط طول للجنسين قدره 175.61 سنتيمتر، وإستونيا في المرتبة الثالثة، والدنمارك في المرتبة الرابعة، وفي المرتبة الخامسة جمهورية التشيك.أما تصنيف أقصر الشعوب، فالترتيب الأول كان من نصيب سكان تيمور الشرقية، بمتوسط يبلغ 155.47 سنتيمتر، تليها لاوس ثم مدغشقر وبعدها الفلبين.
الخبراء يؤكدون أن أصحاب القامات الأكثر قصرا يتحملون الحرارة المرتفعة والرطوبة بصورة أفضل من غيرهم، لان أجسامهم تقتصد الطاقة أكثر. كما ان الأشخاص من ذوي الطول المتوسط والقصير بشكل عام، يعيشون بشكل أسهل، من طوال القامة لنفس السبب.