من العناية بالبشرة إلى التخلص نهائياً من مرض السكري، ومن إنقاص الوزن حتى القضاء إلى الأبد على تكون الحصوات بالكلى. هكذا يتبارى بعض نشطاء التواصل الاجتماعي بمختلف المنصات في تقمص دور الطبيب أو الصيدلي عبر تقديم وصفات سحرية لعلاج كل ما يخطر في بال المتابعين، من أمراض ومتاعب ومنغصات تتعلق بالأمراض أو الرشاقة أو الجمال.
إنهم معالجون "وهميون" وأصحاب خبرات "زائفة" يبرعون في تقديم وصفات معسولة عبر كلمات حماسية ومزاعم براقة بأن"الزبون" سوف يحصل على نتيجة مذهلة خلال أيام أو أسابيع، بحد أقصى. في هذا السياق، تجذب المتابعات كلمات من نوعية: "بمبلغ زهيد احصلي على رموش كثيفة وطويلة، شعرك سيكون حريرا مثل الهنديات، اجعلي أظافرك كالنجمات، حققي حلمك في الوصول إلى جسم مثالي.. لن تذهبي إلى عيادات الأطباء بعد الآن".وتذهل مرضى الأمراض المزمنة عبارات براقة تعلن "نهاية مقاومة الأنسولين في بشرى سارة لمرضى السكري" أو "وداعا لارتفاع ضغط الدم في 10 أيام" أو حتى "تخلص من أمراض القلب وأورام السرطان بدواء ساحر عجيب".
ورغم أن النتائج لا تخرج عن تدهور البشرة وتساقط الشعر مع مضاعفات جانبية على القلب والكلى وتزايد الأورام أو عدم حدوث تحسن في أحسن الأحوال، إلا أن صرخة الضحايا المجربين تذهب أدراج الرياح، وتعلن أرقام المتابعين المتزايدة عن ضحايا جدد ومخدوعين قادمين على الطريق. ويحذر خبراء ومختصون من هذه الظاهرة التي يصفونها بـ"الجريمة متكاملة الأركان"، مؤكدين ضرورة تحذير المجتمعات العربية منها، فضلا عن صياغة أساليب غير تقليدية لمواجهة أصحابها.
ويؤكد الدكتور ثروت حجاج، رئيس لجنة الصيدليات بنقابة الصيادلة المصريين، أن كثيرا من الوصفات الدوائية عبر منصات التواصل الاجتماعي تراهن على أنها "آمنة"؛ لأنها تنتمي إلى ما يعرف بـ"الطب الشعبي"، أو لأنها "مستخرجة من مواد طبيعية "، مشيرا إلى أن هذا الكلام "أكذوبة كبرى"، لأن غالبية تلك التركيبات تحتوي على خطر داهم، وتسبب مضاعفات مخيفة. ويلاحظ الدكتور علي عبد الله، مدير مركز الدراسات الدوائية، أن كثيرين من نشطاء منصات التواصل يقومون بتقديم وصفات لزيادة الوزن لدى النحيفات عن طريق استخدام مادة الكورتيزون وهو ما قد يتحقق مؤقتا من خلال احتباس الماء في الجسم، لكن الأمر يؤدي على المدى البعيد إلى نتائج "كارثية" مثل ضعف المناعة وتعطيل وظائف الكلى والكبد وزيادة نسبة السكر في الدم. ويلفت إلى أن أصحاب الوصفات الزائفة كثيرا ما يخدعون ضحاياهم على المنصات من خلال كريمات ومستحضرات تجميل للبشرة والشعر يقومون بتصنيعها على غرار الصيادلة، لكنها تحمل كارثة كبرى؛ لأنها لا تتم في معامل متخصصة، ولا ترعى مقياس الـPH أو "درجة الحموضة" الخاصة بالجلد أو الشعر، ما يؤدي إلى ظهور التهابات وأمراض خطيرة بهما.