12 Aug
12Aug

تستلهم المسرحية المغربية "بوريوس" أعماق النفس الإنسانية وصراعات إنسان العصر المختلفة من خلال عدد من الأضداد، مثل: النور/ الظلام، الواقع / الخيال، الخير/ الشر، الوهم / الحقيقة في فضاء تجريبي غير معتاد لمن يبحث عن حكاية تقليدية أو تسلية مريحة. وتُعرض المسرحية غدًا الثلاثاء بالمركب الثقافي بشارع عبد الله الصنهاجي بمدينة الدار البيضاء بعد سلسلة من العروض الناجحة بمسارح مختلفة، فضلًا عن مشاركتها اللافتة في عدد من المهرجانات المحلية، مثل: "مهرجان العبور" المسرحي بمدينة طانطان و" ليالي المسرح" بسيدي البرنوصي.


واقتنص عبد المجيد سعد الله جائزة "أفضل نص مسرحي" عن العمل في الدورة الرابعة من مهرجان "هواة المسرح" بمراكش، مايو الماضي.وينتمي العرض إلى نوعية "السايكو دراما" الذي يركز على الصراع النفسي داخل الشخصيات، كما يطمح صُناعها إلى تجاوز الفكرة التقليدية للحبكة القائمة على حدث مكون من مقدمة وعقدة وحل إلى تقديم حالة درامية خاصة قائمة على إظهار قوة المشاعر التي تنتقل من الممثلين إلى المتفرجين.الشخصية الرئيسة هي "الميلودي" الذي يبدو رجلًا مضطربًا، يقف في المنطقة الوسطى بين العقل والجنون، لا يُعرف إن كان ما ينطق به هو عين الحكمة أم محض هراء. ويبحث الرجل عن زوجته "رهاب" وابنته اللتين تبدوان أحيانًا وكأنهما من بنات أوهامه، لكن صديقه المقرب يساعده على تحقيق هدفه، رغم تحفظه على الكثير من أفكاره التي يعتبرها أعراضَ توهمات وخروجًا عن المألوف. 

تبدو رحلة البحث عن المرأة غير المرئية كما لو كانت بحثًًا عن الحقيقة أو سعيًا للإجابة عن الأسئلة الفلسفية الكبرى المتعلقة بالوجود وغايته وماهية السعادة، وكيف يحقق إنسان العصر أهدافه المنشودة، حتى ينعم بالسلام النفسي وإشراقات السعادة الداخلية. 
هذه الحالة شديدة الخصوصية على مستوى الرؤية الفكرية كانت بحاجة إلى عناصر سينوغرافيا موازية تدعمها، مثل: إيقاعات موسيقى "كناوة" والأزياء اللافتة وطقوس حلقات الذكر وغيرها من المفردات التي تستلهم أجواء الثقافة المحلية. 

 يذكر أن مسرحية "بوريوس" من إخراج سامي سعد الله، وبطولة محمد بنان، وزكرياء حسني، والمهدي لدري، وسامي سعد الله. 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة