02 May
02May


فيلم On the Rocks أو “على الصخور” يحكي عن سيدة في أواخر الثلاثينات تشك في زوجها وأنه ربما على علاقةبامرأة أخرى، يساعدها والدها في مراقبة زوجها محاولا التقرب منها بعد جفاء.
البداية..

يبدأ الفيلم بحديث من الأب لابنته، منبها لها أن لا تسمح لرجل بأن يأخذ قلبها وأنها إن فعلت ذلك ستكون له دائما وأبدا، في إشارة لشعور الأب بالملكية تجاه ابنته والحب الذي قد يؤدي به إلى الغيرة ممن يتزوجها، ثم مشهد البطلة وهي ترتدي فستان الزفاف بعد انتهاء حفلة الزفاف والذهاب لبيتها مع زوجها، ثم البطلة وهي في السرير وزوجها يتقرب إليها ويقبلها بشغف، وحين تقول له أهلا بك يستفيق على صوتها ويبتعد عنها، وخلفية ذلك برنامج كوميدي في التليفزيون يسخر فيه رجل في ست كوم من الزواج، وأنه لم يمارس علاقة جسدية مع زوجته منذ سبع سنوات.
لنكتشف كمشاهدين مرور العديد من السنوات، وأن البطلة أنجبت من زوجها فتاتين، ثم نشاهد البطلة وهي مشغولة برعاية طفلتيها والذهاب إلى المدرسة لاصطحاب الفتاة الكبرى ورعاية الفتاة الصغرى، ثم محاولتها الكتابة لكنها تفشل، ثم تهاتف البطلة والدها وتسأله عن معنى ذلك الموقف الذي مر بها، حيث ابتعد زوجها عنها حين سمع صوتها وكأنه كان يتوقع أنه يتقرب من سيدة أخرى.

لا يطمئنها والدها وإنما يجزم بوجود شيء مريب، تظل البطلة تقوم بمهامها اليومية الشاقة، وتتابع زوجها المشغول دوما وتحضر معه حفلة للعمل فتشعر بتجاهل الجميع لها، ثم يحضر والدها الذي يتنقل كثيرا في عمله، يستفسر عن تفاصيل أكثر عن زوجها، ويرزع الشك في قلبها، ونلاحظ أن الأب اجتماعي، يحادث كل الناس وخاصة الفتيات ويبدي دوما اهتماما بهن حتى نادلات المطاعم، يقول لها الوالد أن زوجها كان يقضى السفر الأخير في فندق هادئ في لندن.

مراقبة..
ثم يطلب منها الوالد مصاحبته ومراقبة زوجها، ترفض البطلة في البداية لكنها توافق مع إلحاح والدها وأثناء تواجدها مع والدها يحاول استعراض نظرياته حول الحب وحول العلاقة بين الرجل والمرأة، لنكتشف أن والدها من نوع الرجال الذي ينجذب إلى جميع النساء، وأنه يتعامل مع العلاقة بين الرجل والمرأة على أنها علاقة اصطياد، مؤكدا أن الرجل يسعى دوما لتخصيب الإناث وحفظ النوع، وأن الانجذاب بين الرجل والمرأة هو انجذاب جنسي في الأساس، وتصدق ابنته تلك الأقاويل وتبدأ في الاعتقاد أن كل الرجال مثل والدها وأنه لا يوجد رجل يكتفي بامرأة واحدة، ويستعرض والدها أكثر مؤكدا الاكتفاء بامرأة واحدة أسطورة تتنافى مع طبيعة الرجل البيولوجية والعقلية.

هجر..
ثم تفتح الابنة حديثا شائكا عن هجر والدها لأمها، وكيف فطر ذلك قلب الجميع أمها وأختها وهي، فيعترف أنه أحب فتاة أخرى، كانت سكرتيرة له، وأن أمه كانت تهتم به قبل الإنجاب ثم بعد الإنجاب اختفى اهتمامها فتصفه البطلة بأنه طفل، فيقول لها أن الاهتمام والشغف الذي أبدته سكرتيرته جعله لا يستطيع المقاومة، لكنه مع ذلك لم يستمر معها هي أيضا، لم يعتذر الوالد ولم يقل كلاما يعترف فيه بأنه قد أخطأ.
وظل يخبر ابنته عن أخبار زوجها وأنه مسافر إلى المكسيك وأنه اشترى شيئا من محل مجوهرات شهير، ثم أقنعها أن تذهب معه لمراقبة زوجها في أثناء سفره إلى المكسيك وتعطي الطفلتين إلى أمها لترعاهما، وتذهب مع الأب لتراقب زوجها، وتندهش من استمتاع والدها بكل اللحظات في حياته، ومن العلاقات الكثيرة التي يعقدها والناس من حوله، ثم يرن هاتفها ويخبرها زوجها أنه عائد إلى المنزل، وتكتشف أنه ترك غرفته في المكسيك لزميلتين له ليستمتعا بالإجازة.


عراك..
فتتشاجر مع والدها وتؤنبه لأنه أقنعها بخيانة زوجها، وتتركه وتعود إلى نيويورك حيث تعيش، وتجد زوجها الذي يبدي اندهاشا فتحكي له أنها كانت تراقبه، ويتصالحان، ويحتفل زوجها بعيد ميلادها جالبا لها ساعة هدية ملفوفة في علبة حمراء، تلك الهدية التي أخبرها والدها أنه اشتراها، وتخلع ساعة يد كان قد أعطاها لها والدها في عيد ميلادها وأبدت فرحا كبيرا بالحصول عليها لأن لها معها ذكريات قديمة، وترتدي الساعة التي اشتراها زوجها في إشارة إلى استبدال الزوج بالأب، أو تفضيل هدية الزوج على هدية والدها.
ثم يأتي والدها إلى منزلها في محاولة للتصالح معها وتقول له إن أراد أن يقضي معها وقتا عليه أن يقول ذلك بشكل مباشر، فيعرض عليها قضاء إجازة معه لكنها ترفض بسبب انشغالها برعاية طفلتيها وينتهي الفيلم.

الإخراج جيد، وكان الفيلم هادئا وبسيطا، الصورة توحي بالهدوء والسكينة كذلك الموسيقى، كان دور الأب هو الدور الأساسي مع البطلة، في حين كان دور الزوج هامشيا بعض الشيء، وامتاز أداء البطلة والأب بالبراعة.
يحكي الفيلم عن عقدة الأب الذي هجر أسرته بسبب علاقاته الغرامية، وكيف أن البطلة كانت قوية وتجاوزت ذلك دون أن يؤثر على علاقتها بالرجل أو بالحب والزواج واستطاعت أن تكون أسرة، وتتحرر من الشعور بالحزن بسبب علاقة أمها الفاشلة، حتى عندما شكت أن زوجها يفعل ما فعله أبيها في الماضي تصرفت البطلة بهدوء شديد مما ينم عن قوة شخصيتها، فلم تنهار أو تنفعل أو تتعرض لاكتئاب أو حزن، تصرفت بهدوء شديد.
كما جاء الفيلم على خلاف ما توقعت كمشاهدة حين كان الزوج بريئا من إقامة علاقة أخرى، وربما تعمدت كاتبة الفيلم أن ترسم شخصية الزوج مناقضة لشخصية الأب، لتثبت أن هناك بعض الرجال الذين يكتفون بامرأة واحدة وأن الأب حالة استثنائية وليس حالة عامة.

داخل الفيلم تزوجت البطلة من رجل ذي أصول إفريقية وأنجبت أطفالا يشبهون والدهم، وألاحظ أن الأفلام الأمريكية الحديثة توجد بها حالات مشابهة لزواج بين أمريكيين من أصول إفريقية وأمريكيين بيض وكأن ذلك أصبح أمرا طبيعيا في المجتمع الأمريكي، في حين أن معظم الأفلام في الماضي كانت تركز على الشراكة بين ذوي الأصول الإفريقية والبيض في جهاز الشرطة، أو حتى صداقات لكن دائما كان ذوي الأصول الإفريقية يتزوجون ذوي أصول إفريقية في جو أشبه بجيتو، لكن فكرة إظهار أسر مختلطة دون تناول ذلك في حكاية الفيلم يشي بأن هذا أمر طبيعي يحدث في المجتمع الأمريكي ويقبله الجميع، وربما تحاول تلك الأفلام أن تبدو متفتحة وأكثر تقدمية من المجتمع نفسه.

الفيلم..
فيلم درامي كوميدي أمريكي 2020 من تأليف وإخراج “صوفيا كوبولا”، قام بدور الأب وابنته (بيل موراي ورشيدة جونز) والزوج (مارلون وايانز). تم عرض الفيلم لأول مرة عالميا في مهرجان نيويورك السينمائي في 22 سبتمبر 2020، وتم إصداره في إصدار مسرحي محدود في 2 أكتوبر 2020، بواسطة A24 ، تلاه بث رقمي في 23 أكتوبر 2020، بواسطة Apple TV +.
في 15 نوفمبر 2018 ، تم الإعلان أن شركة آبل قد دخلت في اتفاقية متعددة السنوات مع شركة الترفيه A24 لإنتاج قائمة من الأفلام الأصلية بالشراكة مع وحدة الفيديو العالمية الخاصة بها. في 15 يناير 2019، أُعلن أن أول فيلم تم إنتاجه في إطار هذه الشراكة من إخراج صوفيا كوبولا وعنوانه “على الصخور”.

 على موقع المراجعة “روتن توميتوز” حصل الفيلم على نسبة موافقة تبلغ 86 ٪ بناء على 200 مراجعة، بمتوسط تقييم 7.26 / 10. على “ميتاكريتيك” حصل الفيلم على متوسط مرجح قدره 73 من أصل 100 بناءً على 46 تقيماً، مما يشير إلى “المراجعات الإيجابية بشكل عام”.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة