للمرة الأولى منذ سنوات تأتي جوائز الأوسكار مستحقة، متوقعة، لا تحمل مفاجأة، ولا تثيرخلافاً، باستثناء بعض الأسى على أفلام رائعة خرجت من المولد الأوسكاري "دون حمص"، كما يقول التعبير المصري، و"دون حتى خفي حنين"، كما يقول المثل العربي القديم.
للمرة الأولى منذ سنوات أيضاً تأتي المنافسة قوية، حيث كان يمكن لأي فيلم أو فنان مرشح أن يحصل على الجائزة بسهولة في موسم آخر أقل قوة، وللمرة الأولى منذ سنوات كذلك يغيب شبح "الصوابية السياسية" عن الترشيحات والجوائز، ربما باستثناء جائزة أفضل سيناريو مقتبس التي ذهبت لفيلم American Fiction، الذي يسخر من الصور النمطية التي يقدم بها الأمريكيون الأفارقة في الأدب والسينما، وهو سيناريو كوميدي لطيف ولاذع، لكنه لا يرقى إلى سيناريوهات الأعمال المرشحة الأخرى: Killers Of The Flower Moon، أو Oppenheimer، أو Poor Things، أو The Zone of Interest، أو حتى Barbie.
مع ذلك، فقد غاب شبح الصوابية السياسية عن جائزة أفضل ممثلة، التي كان يمكن أن تحصل عليها الأمريكية الأصلية ليلي جلادستون عن دورها العظيم في فيلم Killers Of The Flower Moon، بسهولة واستحقاق، بالإضافة إلى تحقيق حدث تاريخي، حيث لم يسبق لأمريكي أصلي أن حصل على هذه الجائزة من قبل.لا يعني ذلك أن إيما ستون لا تستحق الجائزة عن فيلم Poor Things، ولكن الجميع كان سيفرح أيضا لفوز جلادستون، وحتى إيما ستون فوجئت بشدة من فوزها، وأشارت إلى ذلك في كلمتها، مضيفة أنها تريد مشاركة الجائزة مع جلادستون.